إنها عقوبات كثيرة أهمها اثنتان:
الأولى: الاستبدال، فإذا قصرتم، فعند الله تعالى خير منكم قال تعالى:
{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ} [محمد:38] .
الثانية: يعاقب الله تعالى على ذلك، بهذا المال في
الدنيا وفي الآخرة، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ
وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ
بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ
فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا
كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}
[التوبة:34-35] .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه في حديث
طويل: {أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن صاحب الذهب والفضة الذي لا
يُؤَّدي منها حقها، إذا كان يوم القيامة صُفِّحت له صفائح من نار، فيكوى
بها جنبه وجبينه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين
الخلائق، فيرى سبيله إما إلى جنة، وإما إلى نار} ومثله -أيضاً- صاحب الإبل
والبقر والغنم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هؤلاء جميعاً.
إذاً مالُك إن ادخرته ومنعت زكاته، ومنعت الصدقة، فإنك
تعاقب به كما قال الله تعالى عن الكفار: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [التوبة:55] فيعذب
الإنسان بماله، يعذب بالخوف على المال، ويعذب بالانكسار الاقتصادي، ويعذب
بالصفقات التي تذهب سُداً، يعذب بالخوف على المال، يعذب بالقلق والتوتر،
وقلَّ أن تجد إنساناً غنياً ثرياً لا يخاف الله، ولا يُؤدي حق المال فإنك
لو نظرت إليه لوجدت معه ألواناً وألواناً من العلاجات، يأخذ هذا في الصباح،
وهذا في الظهر، وهذا لينام، وهذا ليستيقظ، وهذا من أجل أن يواصل العمل،
فأي خير في مال لم ينفع صاحبه إلا بمثل ذلك.