-الفتح العربي لشبه جزيرة ايبيريا
يعتبر فتح شبه جزيرة ايبيريا من اروع حلقات الفتوح الاسلامية الاولى ,فقد جاء هذا الفتح تتويجا لجهاد العرب الطويل لفتح المغرب بحيث كان الفتح امرا طبيعيا حسب الخطة التي اتبعها المسلمون اثناء فتوحاتهم وهي .تأمين حدودهم, ونشر دينهم فبعدا ستقرار الحكم العربي الاسلامي في المغرب أرسل "موسى بن نصير برسالة الى الخليفة الاموي "الوليد بن عبد الملك " يخبره فيها بفتوحاته في المغرب ويستأذنه فتح الاندلس موضحا له دعوة يليان له بذلك وانضمامه اليه وقد وافق الخليفة على ذلك,وحذر منها موسى بقوله "لا تُغرٌر بالمسلمين في بحر شديد الاهوال "ان يبدأ بارسال السرايا الاستطلاعية ,وعلى هذا أرسل موسى الى الاندلس بأول سرية استطلاعية بقيادة يليان امير سبتة تبين من خلالها ضعف المقاومة القوطية في اسبانيا ثم ارسل سرية استطلاعية ثانية بقيادة طريف بن مالك المغافري احد مواليه من البربر يكنى بابي زرعة في رمضان سنة 91ه /710م ونزل في الجزيرة المنسوبة اليه ثم غار على الجزيرة الخضراء ونواحيها عقب نجاح السرايا الاستطلاعية التي ارسلها موسى بن نصير الى الاندلس جهز جيشا حوالي 7000 وكان غالبيتهم من البربر واسند قيادته الى طارق بن زياد والي طنجة ليكون قائدا للحملة فعبر طارق عام 92ه/711م المضيق الذي يحمل اسمه الى اليوم فانتصر على القوط رغم تفوق الجيش القوطي في العدة والعتاد وسيطر على ماكان يعرف بالجزيرة الخضراء ووضع بها حامية وجعلها قاعدة عسكرية لحماية جيشه .
وعندما سمع لذريق بخبر نزول المسلمين جمع ماتيسر له من الجند وفي نفس الوقت طلب طارق من موسى بارسال الجند اليه فأمده بخمسة آلاف جندي ليصبح عددهم خمسة عشر الف جندي فتقدم طارق غربا حتى وصل الى بحيرة تعرف ببحيرة الخندق la janda وفي 28رمضان 92ه/جوان 711م اصطدم الجيشان ودخلا في معركة قرب مدينة شذونة لهذا سميت بمعركة شذونة وقد انتصر المسلمون فيها وانفتحت على اثرها ابواب الاندلس وهُزم القوط وقتل ملكهم لذريق . وعقب انتصار طارق تمكن من الاستيلاء على مدينة شذونة ثم زحف شمالا نحو مدينة طليطلة عاصمة مملكة القوط في اسبانيا ,وواجه هناك جيش القوط المنهزم فقاتلوه قتالا شديدا ولكنه انتصر عليهم ليرسل بعد ذلك فرقة من الجيش بقيادة مغيث الرومي تمكنت من فتح مدينة قرطبة وعقب حصارها لمدة ثلاثة اشهر.
كما استطاعت فرق اخرى ارسلها طارق لفتح كل من رية أ ومالقة , غرناطة اما طارق فزحف الى العاصمة طليطلة وفتحها دون مقاومة بعد ان هرب معظم سكانها وتركوا المدينة شبه خالية الا بعض اليهود الذين انضموا اليه وغنم المسلمون منها غنائم هائلة . اكمل القائد موسى بن نصير سنة93ه على رأس جيش قوامه ثمانية عشر الف جندي فتح بقية المدن ثم تابع القائدان طارق وموسى سيرهما نحو جبال البرت في أقصى الشمال حتى حدود فرنسا الجنوبية ثم وصلت اوامر الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك برجوعهما الى دمشق فرجع موسى ومعه طارق بعد ان خلف على الاندلس ابنه "عبد العزيز بن موسى بن نصير " في اواخر سنة 95ه/71 الذي اخذ على عاتقه مهمة استكمال فتح الاندلس .
واصبحت اشبيلية عاصمة الاندلس الاسلامية في ذلك الوقت فأقام بها عبد العزيز وتزوج ارملة لذريق ويبدو ان سلطانها كان عظيما عليه , مما اثار قواده واغتالوه بعد تفاهمهم معه"سليمان بن عبد الملك" واغتيل في المسجد بعد صلاة الفجر في رجب 98ه /مارس 716م.