توجد في داخلنا أشياء نحن غير راضين عنها، ولكننا لا نستطيع تغييرها. هذا ينطبق على جميع مناحي الحياة؛ وبدلاً من المعاناة من بعض الأشياء التي لا نحبها في داخلنا فمن الأفضل بذل جهود لتغييرها، لأن مجرد التغيير، طبعاً، نحو الأفضل يدخل رضا ذاتياً عن النفس في أعماقنا، فتبدو الأمور أكثر بريقاً من ذي قبل.
برأي جوليا أراجو، طبية نفسية مختصة بالسلوك الإنساني، أن النساء يصطدمن بما أسمته «تراكم التوقعات» حول هذه التغييرات، أي أنه بقدر ما تحاول بعضهن تغيير سلوكهن، فإن التوقعات تزداد؛ لدرجة أنه حتى إذا تمكنت من تغيير شيء ما في سلوكها فإنها تطمح نحو الأفضل.
وأضافت جوليا: "إن الشعور الوارد أعلاه ينطبق على المرأة أكثر من الرجل. فالمرأة تسعى دائماً إلى الكمالية في التصرف والاستجابة لرغبات الآخرين بأفضل الوسائل. وعندما لا تستطيع ذلك فإنها تصاب بالإحباط، وتعتقد أنها مهما فعلت فإن الآخرين لن يرضوا عن سلوكها.
والمطلوب في هذه الحالة هو محاولة التغيير بشكل تدريجي، والتركيز على النواحي التي تريد المرأة تغييرها في سلوكها"، فالتغيير برأي جوليا عملية تتطلب الوقت، وليس هناك فائدة من العجلة؛ لأنه مهما حاولت المرأة التسرع فإن فرامل الحياة تجبرها على التوقف عند نقاط معينة، مثل موقف الآخرين من التغيير، الذي تنويه وجدوى ذلك التغيير.
نصائح للتغير نحو الأفضل
نصحت جوليا في مقابلة مع «سيدتي نت» النساء الطموحات في تغيير أنفسهن بالآتي:
1 – إذا رغبت بتغيير الوظيفة الحالية بوظيفة أفضل، وكسب المال، وشراء منزل جديد، والتوقف عن التدخين، وإنقاص وزنك وتحقيق الرشاقة. فاعلمي أنه لا يمكنك تحقيقها في الوقت نفسه. وهنا يأتي السؤال المهم: كيف تضعين ما تنوين تغييره في الإطار العملي وليس النظري؟
2 - امتلكي رغبة حقيقية في التغيير والنمو، والتحول إلى شخص أفضل. ووجهي لنفسك سؤالاً: ما هو التغيير الذي أريده غداً؟ ثم يتبعه سؤال آخر: ما هو الشيء الذي يشدني نحو التغيير؟ فالإجابة عن هذين السؤالين، تمثل الخطوة الأولى نحو تحديد ما يراد تغييره.
3 – اعتمدي على المنطق. فلن يفيد أي شيء إن لم يكن التغيير المقصود منطقياً وقابلاً للتطبيق. فلا يمكنك مثلاً التحول إلى مليونيرة بين ليلة وضحاها إلا إذا ربحت بطاقة يانصيب، ولا يفيد التفكير في القيام برحلة حول العالم في يومين. والمقصود من ذلك هو التخطيط للتغيير، واختيار ما يراد تغييره؛ استناداً إلى منطق قابلية التغيير.
4 – فكري برد الفعل الاجتماعي حيال التغيير الذي تريدين تحقيقه، فهل هو مقبول أم لا؟ فلن يكون من المقبول اجتماعياً قرار امرأة ما بالتحول إلى عاهرة مثلاً من أجل الغنى السريع. وهنا قد تحقق هذه المرأة طموحها، ولكنها ستخسر مجتمعاً بأسره وعلاقات صداقة كثيرة، وستصبح الانعزالية رفيقها المفضل. فما الفائدة إذن من هذا التعيير الطائش؟
5 - إن التغيير يجب أن يسبقه الاختيار؛ لكي لا تقع المرأة في فخ الضياع. والتغيير يعني أيضاً اتخاذ المواقف العملية بعيداً عن الأحاديث النظرية المتواصلة. والتغيير يعني أيضاً الجرأة. وعلى رأسها تغيير معاملتها مع الزوج أو الأبناء أو الأصدقاء؛ لأن ذلك يرتب البيت الداخلي بشكل يجعل التطلع نحو تغييرات أكبر أكثر سهولة.
6 – إذا كنت تسعين إلى التغيير من أجل السعادة فيجب أن تعلمي أنه ليست هناك خارطة محددة للسعادة. فإن وجدت مثل هذه الخارطة لسار جميع الناس باتجاهها. والتصميم على التغيير نحو الأفضل يحدد نقطة في خارطة السعادة يجب السير باتجاهها، ومن المهم جداً أن تعرفي الطريق الصحيحة باتجاه هذه النقطة بالتحديد.