الإنسان المحاط بالآخرين يعيش حياة نفسية جيدة
قال باحث أمريكى إنّ الاعتراف بأفضال الآخرين والتعبير عن الامتنان لهم كتابياً، قد يكون من مفتاح من مفاتيح سعادة
الإنسان، التى يتمنى أن يحوزها الكثيرون.
وبحسب الدكتور ستيفين تويبفير، الاستاذ المساعد فى مجال دراسات العائلة والمستهلك، فى جامعة "كنت ستيت" الأمريكية
"نحن أكثر ثراء من الأجيال السابقة، إذ أننا ننفق أكثر ونخوض تجارب أكثر، إلاّ أنّ العديدين منا لا يشعرون بالسعادة".
وكان تويبفير أجرى دراسة شملت مجموعة من طلبته بهدف استكشاف تأثير التعبير عن الامتنان للآخرين،
ممن كانت لهم أدوار إيجابية فى حياة الفرد، عن طريق كتابة الرسائل.
وطُلب إلى الأشخاص المشاركين فى الدراسة كتابة رسالة كل أسبوعين، يعبِّرون من خلالها عن الامتنان لأحد الأشخاص،
ولكن شريطة أن يتم التعبير بأسلوب إيجابى فيه الكثير من التقدير والامتنان، وبعيداً عن الابتذال.
كما خضع الطلبة المشاركون لتقييمهم فيما يختص بالحالة المزاجية، والإحساس بالرضا، والشعور بالامتنان والسعادة.
ويقول الدكتور تويبفير "لقد رأيتهم يزدادون سعادة فى كل مرة يكتبون فيها رسالة، مما يعنى أنهم كلما كتبوا رسائل أكثر،
كان شعورهم أفضل"
، على حد تقديره.
كما يوضح الباحث بأنّ وجود شبكة اجتماعية محيطة بالفرد، يُعتبر من أكثر الأمور تأثيراً فى حياة الإنسان، حيث
"لا يشترط أن تكون كبيرة لنشعر بالسعادة، فوجود ارتباطات محدودة ولكن فعالة، قد يكون لها تأثيرات واضحة على الصحة
النفسية والبدينة للفرد.
ومن وجهة نظر هذا الباحث؛ فإنّ الامتنان "يساعدنا على التعبير والاستمتاع بالحياة، وهو يجعلنا نقدر عمل الآخرين، كما
ويمنحنا الشعور بالرضا"
، مضيفاً "أننا نمتلك كل ذلك، ولكننا نحتاج لاستخدامه لنحسن من نوعية الحياة التى نعيشها"، وفق استنتاجه.
ولا توضح الدراسة الهامش ما بين الرغبة فى كسب المديح والامتنان من جانب ونزعة الرياء المذموم من جانب آخر،
وهى التى تجعل الأفراد يعزمون على القيام بأشياء لمجرد كسب ثناء الآخرين على أشخاصهم وليس لتحقيق الجدوى
المرجوّة من الأداء.