إن
علم النفس بصفة عامة يفيد دراسته في فهم السلوك وضبطه وتوجيهه والتنبؤ به
والإنسان في حد ذاته يمثل معجزة خالدة وما زال يمثل سراً خفياً من أسرار
الخالق عز وجل وما زال الإنسان مركز اهتمام مختلف فروع العلم والمعرفة ورغم
ما توصل إليه العلم من أفكار وإنتصارات إلا أن العقل يظل يحتل المكانة
الأساسية كأهم أداة للبحث العلمى ودائماً نجد الإنسان في جميع المراحل
والعصور التى عاشها سواء كان في عصر ما قبل التاريخ ثم العصر الحجرى وبعدها
العصر النحاسى وعصر الآلة البخارية ، وفي كل هذه العصور يحاول السيطرة على
الطبيعة ليظل متربعاً على عرش الكون، لذلك يحتاج هذا الإنسان لدراسة دائمة
ومستفيضة لكى نعرف السبب وراء سلوكه بهذه الطريقة التى تبدوا احياناً
مقبولة من الناحية النفسية والإجتماعية وأحياناً أخرى غير مقبولة ، ونظراً
لأنه تسود العالم اليوم وتسيطر عليه الحضارة الغربية الذى تتميز بسيطرة
الإتجاه المادى على الإتجاه المعنوى والروحى لذك سيطرت المادة على غيرها
على سبيل المثال نحن نجد في دراسة الطب أنه ظهر الإهتمام بالجانب المادى
وهو الجسد أكثر من الجانب المعنوى وهو النفس وهذا ليس خطأ ولكن تقصير في
تدريس الجوانب المعنوية.
* فالإنسان موجود
لأنه يعمل ويتكلم ويفكر تلك هى مقومات وجوده وكل هذه الخصائص تدل على المظاهر الرئيسية التى تظهر فيها النفس .
* والنفس كائنة
لأننا نستدل عليها من أفعالها .
والنفس كذلك تخفى ما هو باطن وتعلن عن ما هو ظاهر . نحن نستدل على وجود
أنفسنا من تلك الآثار التى تحدثها النفس على سبيل المثال عندما يصفك أحد
بالأمانة فلابد وأن تكون الأمانة قد ظهرت على أفعالك مما جعلك تترك هذا
الأثر .
*وقد ذكر الله سبحانه وتعالى النفس في أيات كثيرة جداً
وكل آية بمفردها تحمل معناً جوهرياً قد يكون في حد ذاته فرعاً من فروع علم
النفس وحتى ندرك ما جاء عن النفس في القرآن الكريم أذكر بعض من هذه الآيات
لمجرد التذكرة . قوله تعالى"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية
مرضية، فادخلى في عبادى، وادخلى جنتى الآيات 27 : 30من سورة الفجر) وقوله
تعالى( وما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى إن ربى غفور
رحيم الآية 53 من سورة يوسف)( وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل
الرجس على الذين لا يعقلون الآية 100 من سورة يونس) ( هو الذى خلقكم من نفس
واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها الآية 189 من سورة الأعراف ) (وما تدرى
نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأى أرض تموت الآية 24 من سورة لقمان)
(ولقد خقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
الآية 16 من سورة ق) (فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت
عليهم بوكيل الآية 41 من سورة الزمر) ( ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء
مرضاة اللهِ واللهُ رءوف بالعباد الآية 207 من سورة البقرة ) (تعلم ما في
نفسى ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علَّام الغيوب الآية 116 من سورة المائدة
) ( بل الإنسان على نفسه بصيرة 14 من سورة القيامة ) ( فمنهم ظالم لنفسه
ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات الآية 32 من سورة فاطر ) ( من عمل صالحاً
فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون الآية 15 من سورة الجاثية )(
واتقوا يوماً لا تجزى نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة
ولا هم ينصرون الآية 123 من سورة البقرة)
*هذه بعض من الآيات التى جاءت في القرآن الكريم وتحدثت
عن النفس البشرية سواء أكانت هذه النفس مطمئنة أوضالة والموسوسة أو الظالمة
لنفسها وغير ذلك من الصفات وهناك الكثير والكثير من الآيات في هذا السياق
تحتاج إلى عشرات الصفحات لذكرها وهذه مجرد تذكرة عملاً بقوله تعالى ( وذكر
فإن الذكرى تنفع المؤمنين الآية 55 من سورة الذاريات)وأيضاً قوله تعالى
(فذكر بالقرآن من يخاف وعيد الآية 45 من سورة ق ) .