ما أروع الصداقة وما أجملها حينما تكون صادقة وحقيقية، والأوقات الحرجة والصعبة تزيل قناع الصداقة المزيّفة لتظهر حقيقة تلك الصداقة إن كانت صادقة أم مجرّد وهم وكذب، والفراق كذلك يحدد ماهيّة الصداقة، فعندما يفترق صديقان وتبقى ذكراهما تخيّم على حياتهما، ويحاولا جاهدين ان يجتمعا مجددا فهذا خير دليل على قوة صداقتهما، تماما كصداقة العائلة السورية والفلسطينية والتي فرّقهما القدر ليعود ويجمعهما مجددا بعد 14 عاما من الفراق.
يخلف عليـــــــك!!!
ولكل من يسأل عن هذه القصّة، إليكم أحداثها إذ ساهم محرك البحث "غوغل" في الجمع بين تلك الأسرتين العربيتين واللتان عاشتا في المملكة العربية السعودية فترة طويلة وافترقتا قبل ما يقارب 14 عاما، وانقطعت بينهما كل وسائل الاتصال. وذكرت صحيفة الوطن السعودية، أن أحد أطراف الأسرتين بحث عن لقب الأسرة الأخرى في محرك البحث "جوجل" لتظهر له نتيجة تحمل اسم طالبة من الأسرة، وذلك في موقع إلكتروني تابع لمدرسة في الطائف، لتكون الثانوية الثالثة للبنات "تطوير" نقطة الالتقاء بين الأسرتين العربيتين .
وقالت أم محمد وهي سيدة من إحدى الأسرتين (من الأسرة الفلسطينية التي عاشت في السعودية): "تقاسمت هموم الحياة أنا وعائلتي، مع عائلة "علي جانو"، وهي أسرة عربية سورية كانت تقطن المملكة أيضا".
وتابعت أم محمد، "كانت سيدة تدعى "أم ذو الفقار" من عائلة سورية تعمل مديرة مدرسة في إحدى قرى الطائف، وكنت أعمل معلمة في نفس المدرسة وعشنا نحن وعائلتها سويا تحت سقف واحد في أحد المنازل الشعبية طوال الفترة التي عملنا فيها بقرية الغريف، وبحكم العمل تنقلنا من مكان لآخر وافترقنا عن بعضنا، إلا أننا كنا على تواصل مستمر، ولكن بعد انتقالي لقرية "العويلة" قدمت استقالتي وبقيت "أم ذو الفقار" فترة ثم تم إلغاء عقد عملها وعادت إلى وطنها سوريا وانقطعت أخبارها منذ عام 1996".
وأشارت "أم محمد" إلى أن سنوات كثيرة مضت على فراق الأسرتين، ولم يكن لديها أي معلومات تمكنها من التواصل مع أسرة السورية "أم ذو الفقار"، ولكن ثورة المعلومات والتقنية جعلتني أفاجأ باتصال في الأسبوع الماضي من قبل مديرة الثانوية الثالثة "سميرة اسكندراني" التي أخبرتني عن رسالة بريد إلكتروني وصلتها من العائلة السورية".
السيدة الفلسطينية " أم محمد " لم تصدق نفسها وفرحت بشدة بسماع هذا الخبر قائلة إن مديرة المدرسة زودتها بجميع الأرقام والعناوين الخاصة بالعائلة السورية لكي تتمكن من الاتصال بهم في سوريا. وبينت أن أحد أبناء العائلة السورية كان دائم البحث عن العائلة الفلسطينية عبر محرك البحث "جوجل"، فوجد في منتديات تطوير التابعة للمدرسة اسما لإحدى بناتها وهي "دعاء فائز أبو شرخ"، حيث كانت ضمن المكرمات من الطالبات المتفوقات، فتواصل مع المدرسة ليتم اللقاء المرتقب أخيرا.