الرياء مشتق من الرؤية ، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإرائهم
خصال الخير ، والمراد به كثير ويجمعه خمسة أقسام وهي جوامع ما يتزين به
العبد للناس وهي : للبدن والزي والقول والعمل ولاتباع والأشياء الخارجة .
فأما الرياء في الدين بالبدن فبإظهار النحول والصفار ليوهم بذلك شدة الاجتهاد وعظم الحزن على أمر الدين وغلبة خوف الآخرة .
وأما
الرياء بالهيئة والزي فمثل تشعيث الشعر ، وإطراق الرأس في المشي ، والهدوء
في الحركة ، وإبقاء أثر السجود على الوجه ، كل ذلك يراءى به .
وأما
الرياء بالقول فرياء أهل الدين بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة والآثار
لإظهار شدة العناية بأحوال الصالحين وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس .
وأما الرياء في العمل فكمراءاة المصلى بطول القيام وطول السجود والركوع وإطراق الرأس وترك الالتفات .
وأما المراءاة بالأصحاب والزائرين كالذي يتكلف أن يستزير عالما لمن العلماء ليقال : إن فلانا قد زار فلانا .