في لعبة الحياة لا يفوز الأقوى ولا الأسرع بل يفوز الأذكى والأكثر مهارة، والعيش بسلام في هذه الحياة يحتاج إلى عقلية ناضجة وأساليب متقدمة،
ومتى ما كانت الحياة وكان الإنسان كانت الأحداث المؤلمة والمواقف الموجعة والتي لا يسلم منها كبير ولا صغير، وأحسب أنّ أكبر مستنزف للطاقة ومكدر لصفو الحياة ومنغص للعيش، ليست الأحداث الكبيرة ولا عاديات الأيام، وإنما صغائر الأمور وتوافه الأحداث،
وسوف أهديك أيها العزيز وصفة جميلة من ست خطوات تتعامل بها مع تلك الصغائر فتبسط سيطرتك على الحياة كلها بإذن الله، وإذا ما كنت الآن تعاني من ضغط موقف أو سياط مشهد، فما عليك إلاّ أن تستعين بعد الله بتلك الوصفة وأبشر بالخير:
1-ضع الموقف أو المشكلة التي تعاني منها على معيار من 1-10 وقيّمه، علماً بأنّ الموت يأتي على درجة 10! أين ستضع كلمة جارحة أتتك من صديق؟ وكم ستعطي سكب ابنك لكأس ماء؟ وتأخر زوجتك في تجهيز الطعام كم يستحق؟ ستجد أنها لن تتجاوز 1 أو 2 على أكثر تقدير!! إنّ مشكلتنا الكبيرة تتمثل في كوننا كثيراً ما نضع توافه المشكلات على الرقم الأعلى (بمنزلة الموت)!! وندخل لتلك المواقف بعقلية المحارب ونجعل من توافه الأمور مسألة حياة أو موت!! وغالباً من يتعامل بتلك العقلية سيموت كثيراً في حياته!
2-اسأل نفسك عن حال هذا المشهد بعد شهر من الآن؟ جزماً سيكون طيفاً عابراً وذكرى قد تكون مضحكة! تذكّر مشهداً كنت تظنه نهاية العالم! ماذا كان حاله بعد أيام؟! إنّ أغلب المشاكل التي تحدث لنا ليست بالسوء التي تظهر بها للوهلة الأولى! فلا تبتئس ولا ترتعد ولا تجعل من كل مشكلة أتوناً معنوياً ملتهباً!
3- الخطوة الثالثة تأمّل في استجابتك وطبيعتها هل كانت مناسبة؟ أم مارست فيها شططاً وبالغت؟ أو كنت استجابة باهتة باردة ؟
4- يقول حكيم: إذا سقطت في حفرة فلا تطل البقاء فيها واخرج منها وقد ملئت جيبك بالتراب، تأمّل في مكاسبك واستحضر الأمور الإيجابية التي خرجت بها من الموقف متذكراً أن لا ثمة شراً محضاً في الحياة!
5-إذا ارتكبت حماقة وبالغت في ردة الفعل فجرحت المشاعر وآذيت وكدرت خاطر قريب أو صديق فاستدرك الوضع وأصلح الأمور باعتذار أو بهدية أو بتوضيح وجهة النظر
6-لصناعة شخصية متجددة ترتقي باستمرار وتتطوّر، لا ترهل ولا تقادم اسأل نفسك بعد كل موقف لم تحسن التصرف فيه: كيف سأتصرف إذا ما تكرر عليّ الموقف؟ فقبيح بالعاقل أن يكرر خطأه وأن يقع في نفس الحفرة!
ومضة قلم:
يصنّف الفاشلون النجاح على أنه مجرّد عملية حظ!