إذا تسللنا إلى أعماق الرجل نراه يجد
صعوبة كبيرة في التحدث أو التعبير عن مشاعره الدفينة وأسباب ذلك كثيرة …
فالبعض تعلم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أنه لا يليق بالرجل أن يعبر عن
مشاعره علانية وبخاصة مشاعر الألم حيث يعتبر ذلك ليس من الرجولة.
ويعتقد البعض الآخر أن التعبير عن الألم يُظهر نقص الإيمان بالله - تعالى
-. وهذا اعتقاد خاطئ لأنه على العكس والنقيض من ذلك … فالبكاء عند سماع
الموعظة أو عند التأثر بموقف معين هو صميم الإيمان بالله - تعالى -… يقول
الحق - سبحانه وتعالى – " تولوا وأعينهم تفيض من الدمع ألا يجدوا ما
ينفقون " البقرة آية 92. ويقول جل شأنه في سورة مريم: آية (58) (إذا تتلى
عليهم آيات الرحمن خروا سُجدا وبُكياً) كذلك فهناك الحديث المأثور عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما حزن وبكى على فقدان ابنه إبراهيم …
فقال " إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون
وإنا لله وإنا إليه راجعون. "