رغم جمالها، ودفئها،
وضوئها الذي يجعل الحياة ممكنة، ورغم قربنا منها ومحبتنا لها، لكن الشمس
لا تزال بعيدة جدا عنا، ولا نعرف عنها شيئا، في حين أنها النجم الأكثر
شعبية.
إلا
أن ذلك قد يتغير، بعد أن خطط العلماء رحلة إلى الشمس، إذ سترسل وكالة
الفضاء الأمريكية، ناسا، مسبارا إلى الشمس في عام 2015 يهدف إلى الحصول على
إجابات لأسئلة العلماء اللاهبة. بحسب (CNN).
وتقول
لورين أكتون، أستاذة أبحاث الفيزياء في جامعة مونتانا وعضو فريق ناسا، إن
المسبار سيأخذنا إلى النجوم، حيث المكان الذي يتحكم بحياتنا على الأرض..
أنا متحمسة جدا لإرسال مسبار إلى مكان لم نعرفه بعد.
والمسبار
الذي سيكلف صنعه نحو 750 مليون دولار أمريكي ويجري بناؤه حاليا في جامعة
جونز هوبكنز، سيكون قادرا على تحمل درجات حرارة لاتطاق، يمكن أن تصل إلى
1427 درجة مئوية.
ويأمل
العلماء إن يساعدهم إرسال المسبار في فهم النظام الشمسي وتوقع العواصف
الشمسية، والتي تحدث عندما يزداد تسارع جزيئات الطاقة في الشمس وتنطلق إلى
الأرض عبر حقول مغناطيسية بسرعة عالية.
وتلك
العواصف، يمكنها تشويش، وحتى قطع، شبكات الطاقة والاتصالات والأقمار
الاصطناعية والتي بدورها تؤثر على الهواتف الخلوية وأنظمة الملاحة، إذ هبت،
في عام 1989، عاصفة شمسية سببت قطع شبكات الطاقة فيكيوبيك في كندا، وأدخلت
ملايين الناس في ظلام دامس.
كما
أن رواد الفضاء، في رحلاتهم، معرضون لخطر كبير، إذا واجهتم إحدى تلك
العواصف، ذلك أن أجسامهم يمكن أن تمتص كميات كبيرة من الإشعاعات الشمسية.
ويقول
أندرو دانتزلر مدير مشروع صنع المسبار: لا نحاول هنا صنع جهاز لمعرفة طقس
الفضاء، لكن إذا أردنا أن يكون لدينا أمل في التوقع للنظام الشمسي، فعلينا
أن نحاول الحصول على فهم أعمق ومعلومات أدق.
كما
يأمل العلماء أيضا في معرفة المزيد عن الإكليل أوكورونا وهو الهالة التي
تحيط بالشمس، إذ يريدون إجابة على سؤال حول شدة حرارة تلك الهالة التي تصل
إلى مئات الأضعاف عن سطح الشمس نفسه.
وتبلغ
درجة حرارة الإكليل نحو مليون درجة مئوية، وهو أمرحير العلماء، بالنظر إلى
أن سطح الشمس نفسها تبلغ حرارته 6093 درجة مئوية أوأقل.
وسيتمكن
المسبار من التقاط صور تساعد في حل اللغز هذا، إذ سيبقى المسبار قريبا من
الشمس لنحو سبع سنوات، وخلال هذه المدة سيطير إلى جانب كوكب الزهرة سبع
مرات، مقلصا تدريجيا اتساع المدار الذي يدورفيه.
وفي
أقرب نقطة له إلى الشمس، سيكون بعد المسبار عنها نحو 4.1 ملايين ميل، وقد
لا تبدو هذه المسافة قريبة، لكن بالنظر إلى أن الشمس تبعد عن الأرض 93
مليون ميل، فإن المسبار سيقترب من الشمس إلى مسافة لم تصلها أي مركبة
فضائية من قبل.