أعود اليوم للحديث عن منافسات النسخة التاسعة من بطولة كأس العرب
للمنتخبات الوطنية لكرة القدم التي أسدل الستار عليها الليلة ثبل الماضية
في جدة بتتويج مستحق للمنتخب المغربي الشقيق بطلا على حساب شقيقه الليبي
الذي يمكن أعتباره كذلك البطل غير المتوج.
تابعت بإهتمام المباراة النهائية الماراثونية التي احتاج فيها أسود الأطلس
وأحفاد عمر المختار لشوطين أضافيين وإلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء لحسم
التعادل بهدف لمثله في الوقت الأصلي.
وأذا كانت ركلات الترجيح أوبمعنى أدق ركلات الحظ أبتسمت للأشقاء المغاربة
ومنحتهم بتشكيلة محلية اللقب العربي الأول.. فإن المنتخب الليبي الشقيق..
برهن استحقاقه بلوغ قمة كأس العرب.. وبأن قادم ومستقبل ليبيا وكرتها أكثر
إشراقا.
وإذ اسجل للاتحاد العربي لكرة القدم جرأته في اعادة الحياة لكأس العرب بعد
إنقطاع دام عشرة أعوام.. فأنني أسجل عليه وعلى الاعلام الرياضي العربي
إخفاقا في تسليط الاضواء اللازمة على بطولةينبغي أن تكون الأكبر عربيا..
وأسجل عتابا على الجماهير السعودية وأبناء الجاليات العربية المقيمة في
السعودية حضورها الخجول لملاعب الطائف وجدة.. وأن كنت أسجل بكل الإعتزاز
حماس وأنتماء وحضور الجمهور السوداني بأعداد فاقت عددا وعدة الجماهير
السعودية التي يبدو أنها فقدت ثقتها بفريقها الوطني بعد سلسلة الاخفاقات في
كأس آسيا وتصفيات كأس العالم.. وأضحت اي الجماهير السعودية تفضل التفاعل
مع مباريات أنديتها التي سجلت في دوري أبطال آسيا إنجازا لافتا.
المركز الرابع للأخضر السعودي بين منتخبات 11 دولة أراه خطوة
إلى الوراء
تسجلها الكرة السعودية التي يبدو أنها بحاجة اعادة بناء شامل لأركانها.
المركز الثالث للمنتخب العراقي بخسارة واحدة هي الأولى في تاريخ مشاركاته
ببطولة
كأس العرب .. أراه خطوة إلى الأمام.. وليس إلى الخلف.. إذ أن زيكو
فضل
المشاركة في كأس العرب بغياب كوكبة من أبرز النجوم الكبار.. وأعتقد أنه
استثمر المناسبة
العربية جيدا على طريق استعداده لإستئناف مشواره في الدور
الرابع الحاسم من تصفيات كأس العالم.
الوداع المبكر والحزين لمنتخب مصر الأولمبي قد يؤشر إلى تراجع ملحوظ في
بورصة الكرة المصرية،
لكنه لايؤشر بالضرورة على عدم قدرة منتخب الفراعنة في
تحقيق مشاركة
لافتة في أولمبياد لندن أعتبارا من نهاية الشهر الجاري.
وأذا كان المنتخبان المغربي والليبي أكبر الفائزين في كأس العرب فإن
المنتخب الوطني «منتخب النشامى»
الذي كان أبرز الغائبين عن المشهد
العربي.. أراه كذلك أبرز الخاسرين لانه فرط بفرصة ذهبية كانت متاحة
أمام
عدنان حمد ورفاقه لإستثمارها في إعادة التجربة الناجحة لحمد والنشامى في
دورة الألعاب العربية
بالدوحة نهاية العام الماضي.. حينما بلغنا المباراة
النهائية واكتفينا بالميدالية الفضية بتشكيلة
رديفة غاب عنها قرابة عشرة من
نجوم التشكيلة الكبيرة.
والله الموفق