تضرر الغرب من نجاح سياسة محمد علي الاقتصادية
لذلك فانه من منتصفثلاثينيات القرن التاسع عشر وبعد قرابة عشرين عاما من تطبيق هذه السياسة
بدأت الدول الأوروبية تدرك أن ثمة شيئا يحدث في مصر لا يتفق مع الإمتيازات
التي تتمتع بها تلك الدول في اتحاد الولايات العثمانية، ذلك أن تناصل
الدول الأوروبية وهم تجار بطبيعة الحال ويقومون بدور الوكيل التجاري في
مصر لاحظوا أن محمد على ألغى دورهم فلا احد يشترى عن طريقهم شيئا ولا احد
يبيع لهم شيئا ومن ثم شكاياتهم لدولهم من أن محمد على لا يطبق نظام
الإمتيازات، وكانت انجلترا أسبق الدول الأوروبية تضررا من سياسة محمد على
الاقتصادية فهي دولة صناعية ويمثل الإنتاج الصناعي مصدرا أساسيا للدخل
العام ومن ثم فإنها بحاجة شديدة إلى تصريف الإنتاج في السوق الخارجية
تحقيقا لزيادة الموارد من ناحية ولتدوير رأس المال من ناحية أخرى وكانت
السوق المصرية أحد مجالات إنعاش الإنتاج الإنجليزي بهذا المعنى إلا أن
سياسة محمد علي كان من شأنها أن تؤدى إلى إصابة الاقتصاد البريطاني بركود.