التخطيط هو عملية منظمة واعية لاختيار أحسن الحلول الممكنة للوصول إلى
أهداف معينة ، ورمضان هو أفضل الشهور وأعظمها ، قال فيه الصادق المصدوق صلى
الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه
. ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه
.
ومن هذا المنطلق فإن المسلم ينبغي عليه أن يحرص أشد الحرص على اغتنام أيام
وليالي هذا الشهر العظيم ، وأن يبذل الجهد بالتخطيط المتقن لذلك ، وذلك بأن
يضع نصب عينيه أهدافاً للوصول إليها ومن ذلك :
1. السعي لتحقيق التقوى فهي من أعظم مقاصد الصيام ، قال تعالى {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ
عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
فالمسلم الذي ترك الأكل والشرب مرضاة لله وهو صائم ، قادر بإذن الله على
ضبط نفسه بتقوى الله أمام جميع المحرمات في سائر الأوقات .
فالصيام يربي في المسلم تقوى الله ومراقبته ، ولهذا جاء في الحديث القدسي :
( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف . قال الله عز
وجل : إلا الصوم . فإنه لي وأنا أجزي به . يدع شهوته وطعامه من أجلي .
للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه . ولخلوف فيه أطيب عند
الله من ريح المسك ) رواه البخاري ومسلم .
قال الامام ابن القيم رحمه الله : (والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات
الظاهرة ، وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لا
يطلع عليه بشر ، وذلك حقيقة الصوم)
2. زيادة التقرب إلى الله تعالى بالإكثار من الحسنات والابتعاد عن السيئات
:
فشهر رمضان مجال رحب لزيادة الحسنات ، والمسارعة إلى الله في الخيرات ،
وذلك لأن النفوس مقبلة على الطاعة ، ومستعدة للعبادة ، ومن هنا فحري
بالمسلم إلا يضيع هذه الفرصة لمضاعفة حسناته .