الأولمبياد الهندية المحلية تقام في فبراير من كل عام منذ 1933، والتي تدور منافساتها بين فلاحي قرية "كيلا ريبور" في إقليم البنجاب، وقد أسسها معلم من طائفة "السيخ" الهندية يدعى "أندير سينغ"، وفيها يتنافس الفلاحون ليظهروا قوتهم وقدراتهم عن طريق أغرب الرياضات وأخطرها، فإذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تسمع فيها عن تلك الأولمبياد، فتعال أخبرك بالمزيد عنها.
1) تحدي الأسنان
تعتمد هذه المنافسة على قوة أسنان المشاركين فيها، فهم يقوموا بجذب السيارات وحمل المحاريث الثقيلة والدراجات مستخدمين أسنانهم ليدللوا على مدى قوتها. هذه المنافسة قد تمثل أفضل إعلان لأي شركة معجون للأسنان!
2) تحدي الجرار الزراعي
إذا رأيت أحدهم مستلقياً على الأرض منتظراً لجرار زراعي يدهسه على قفصه الصدري أو على ظهره، فلا تفزع.. فهذا ليس حكماً بالإعدام وإنما تحدي آخر من منافسات أولمبياد الهند المحلية، هذه المنافسة تقيس قدرة تحمل كل مشترك وقوته.
3) الجذب بالشعر
أبناء إقليم "البنجاب" يشركون أيضاً شعرهم المسترسل ضمن منافسات الأولمبياد، فمن يجد قوة في شعره يقوم بجذب أشياء ثقيلة مثل السيارات أو المحاريث.
4) سباق الخيول
أفضل ما تقدمه منافسات أولمبياد الهند المحلية، وينقسم إلى قسمين، هناك المنافسة العادية التي هي عبارة عن مجموعة من الخيول تتسابق للوصول إلى خط النهاية، وهناك المنافسات التي يقدم المشترك من خلالها العروض البهلوانية وهو على متن حصان أو حتى حصانين راكضين، الأمر الذي يوفر الكثير من المتعة للجماهير.
5) سباق عربات الثيران
يعتبر الحدث الرئيسي لمنافسات أولمبياد الهند المحلية.. حيث يتسابق العشرات من راكبي العربات التي تجرها الثيران، ليثيروا زوبعة من الأتربة التي تخلفها عجلات عرباتهم المسرعة. الجدير بالذكر أن هذا السباق ألغي من جدول منافسات أولمبياد الهند المحلية هذا العام (2012) نتيجة الضغوطات التي وضعتها منظمات حقوق الحيوان على هذا السباق الذي اعتبرته مسيئاً للثيران رغم اعتراضات أهل "البنجاب" الذين أكدوا أنهم لا يقومون بإيذاء الثيران، وتحاول المنظمات إلغاء كافة المنافسات التي تقحم الحيوانات فيها وهو الأمر الذي يعترض عليه أهل الإقليم.
6) أعمار المتسابقين وتصنيفاتهم
الجدير بالذكر أن أولمبياد الهند لا تعرف سقفاً للأعمار، فأعمار المشتركين تتراوح بين المراهقة وحتى الشيخوخة، كما يوجد منافسات مخصصة لأصحاب الإعاقات الجسدية.
• أسباب نشأة هذه المنافسات
كما ذكرت سلفاً أن هذه المسابقات بدأت عام 1933 بعد أن نادى بذلك "غورر" (أو معلم) من أبناء الإقليم يدعى "أندير سينغ" الذي أراد حدثاً يجمع بين أبناء الإقليم ويوطد الصلة بينهم، لكن هناك سبباً أقدم يعود إلى القرن السابع عشر، وهو القرن الذي شهد أحد أهم معلمي طائفة السيخ الهندية وهو المعلم "ساهيب" الذي كان يرى أن الصحة الجسدية واللياقة البدنية جزء لا يتجزأ من عقيدة السيخ، هذا الرأي جعل الرياضة نشاط يزاوله أبناء إقليم البنجاب باستمرار واهتمام.
• أولمبياد الهند والسياسة
من المعروف أن الهند بلد به الكثير من الطوائف الذي يخلق تعددها بعض المشكلات السياسية أحياناً، هذه المشكلات جابهت الأولمبياد من قبل حيث اعترضت بعض الجهات على تنظيم هذه المنافسات، ووصل هذا الاعتراض إلى حد زرع قنبلة في منافسات عام 1990 حصدت أرواح 25 شخصاً من أبناء الإقليم، لكن الأولمبياد لم تتوقف رغم هذا الحدث المأساوي حتى يومنا هذا.