أخرج إلى شوراع الحياة كل يوم
أنظر إلى المقاهي
إنها مليئة بالبشر
أنظر إلى المستشفيات
إنها مليئة بالمرضى
بدأت أسير في الطرقات
حثى كانت في لحظة
أن تدهسني سيارة فخمة
فاستيقظت وأكملت سيري
سرت بين الدروب
كم كانت تلك الدروب خالية
ظلمة سوداء كأنه الليل
رأيت المجرمين والمساجين
فبدأت أضحك فهربوا
ولم يقتربوا مني
ظنوا أنني مجنونة
أيعقل أن في هذا الزمن
هناك شخص يضحك
من أعماق قلبه
ولكن إعذروني فعنذما
رأيتهم أصابتني حالة
من الهستريا
فاتجهت نحو درب أخر
رأيت فيه العشاق
رأيت قبلاتهم الحارة
وإشتياقهم لبعض
رغم أنهم مع بعض
فاتجهت نحو درب أخر
من دروب الحياة
فرأيت فيه
الضحايا واليتاما
والموتى والناس
تحتضر على الطرقات
رأيت فيه أسوء المناظر
كرهت نفسي في ذاك الدرب
فسرت مسرعة لعلي أنساه
فذخلت صدفة إلى درب مظلم
فرأيت فيه العشاق الحقيقين
وليس الذين رأيتهم في ذاك الدرب
من قبلات وهدايا وإشتياق
بل هذا هو الحب الحقيقي
رأيت دموع العشاق
وسمعت دقات قلبهم
التي تعلن الرحيل
وأحسست بإحساس فظيع
ونظرت إلى وجوههم
فرأيت الحزن و الكئابة
وقلوبهم الجريحة
هناك من ينتحر بإسم الحب
وهناك من يموت جوعا بإسم الإشتياق
وهناك من يستسلم للشيطان
فيتعرض للضياع بإسم الحب
وهنا أنا توقفت عن السير
فالحب أسمى شيئ في الوجود
إعذروني يا أصدقائي
لن أكمل مسيرتي في الحياة
في دروب الإستكشاف
فلا يوجد درب أخر
بعد درب الحب
هنا توقفت يا أمي
فدموعهم و دمائهم
هي عنوان حياتهم
وبين حروفهم
ضاع إسمي يا أمي
من قلمي hajar fassia