لاعب كرة فلسطيني سابق يواصل معركة الجوع بسجون إسرائيل
متظاهرون يحملون صور سرسك للمطالبة بالإفراج عنه خلال تظاهرة في رام الله الأسبوع الماضي.
القدس -- قال لاعب كرة القدم الفلسطيني السابق محمود السرسك، الذي يدخل يومه الـ80 من الإضراب عن الطعام، انه سيستمر في جوعه حتى يتم إطلاق سراحه من أحد السجون الإسرائيلية حيث يحتجز من دون تهمة منذ يوليو/تموز عام 2009.
ويضرب السرسك عن الطعام للاحتجاج على سياسة الاعتقال الإداري الإسرائيلية المثيرة للجدل، والتي تسمح للسلطات الإسرائيلية باعتقال الفلسطينيين لأجل غير مسمى.
وقبل شهر، أنهى معظم السجناء الفلسطينيين إضرابا عن الطعام ضد الاعتقال الإداري بعد التوصل إلى اتفاق بوساطة مصرية بين السلطات الإسرائيلية والفلسطينية لتحسين أوضاع السجون، غير أن السرسك واصل مع حفنة من السجناء الآخرين معركة الجوع.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف إن حالة السرسك "عرضت على عدد من القضاة الذين اطلعوا على الأدلة، وحكموا لصالح استمرار اعتقاله."
وأضاف ريجيف أن السرسك "ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي، وهي إحدى المنظمات الأكثر تطرفا والتي تدعمها إيران، ولديها سجل حافل من جرائم القتل الوحشية ضد المدنيين الأبرياء."
إلا أن أفراد أسرة السرسك قالوا إن الشاب الذي ينحدر من جنوب قطاع غزة، كان في طريقه للانضمام إلى فريق بلاطة لكرة القدم في الضفة الغربية، عندما ألقي القبض عليه قبل ثلاث سنوات رغم وجود التصاريح اللازمة للسفر.
وقال عماد السرسك، 36 عاما، وهو شقيق محمود، إن "الاحتلال الإسرائيلي غير منصف في إلقاء القبض على شقيقه من دون أي سبب."
وأضاف: "إنه في سجن إسرائيلي منذ أكثر من ثلاث سنوات دون أي تهمة.. على أي أساس اعتقلته إسرائيل؟ لم يكن يحمل أي متفجرات، فقط ملابس واحذية كرة القدم.. إسرائيل تنتهك القانون الدولي.. أخي لا ينتمي إلى أي منظمة متشددة."
ويقول محامون ناشطون في مجال حقوق الإنسان إن اعتقال محمود السرسك يأتي على خلفية دوافع سياسية.
وقالت سحر فرنسيس، مديرة مؤسسة "الضمير،" وهي مجموعة تدافع عن حقوق الإنسان وتقدم الدعم للسجناء، إن "استخدام الاعتقال الإداري، كما في حالة محمود السرسك، هو سبب سياسي وليس أمنيا كما تدعي إسرائيل."
واتهمت فرانسيس إسرائيل باعتقال السرسك من أجل تدمير مستقبله المهني.
من جهتها، قالت سيفان وايزمان، المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية، إن "السرسك لم يكن في إضراب عن الطعام لمدة 80 يوما متواصلة، فقد كان يأكل ثم يعود لإضرابه عن الطعام، وهو في مركز طبي عسكري إسرائيلي ويحصل على الرعاية الطبية."
لكن نشطاء حقوق الإنسان قلقين من وضعه الصحي، إذ تقول ليتفين عنات، مديرة شؤون السجناء والمعتقلين في منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" في إسرائيل، إن "السرسك الآن ينفذ أطول إضراب عن الطعام، ونخشى أن المركز الطبي التابع لمصلحة السجون الإسرائيلية ليست المكان المناسب له، لأنه ليست قادرا على منحه العلاج المناسب."
ودعا تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية صدر يوم الأربعاء، الحكومة الإسرائيلية إلى إطلاق سراح جميع السجناء المحتجزين رهن الاعتقال الإداري أو منحهم محاكمات عادلة.
ويقول التقرير الذي حمل عنوان "جوع العدالة،" إن هذه الاحتجاجات غير العنيفة، التي أوصلت العديد من المحتجزين إلى مقربة من الموت، لفتت انتباه العالم إلى حقيقة أن السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل لا يزالون محرومون من العدالة.
ويتحدث التقرير أيضا عن "ممارسة التعذيب وسوء المعاملة أثناء استجواب السجناء الفلسطينيين، وخصوصا أولئك الذي يحتجزون رهن تحت الاعتقال الإداري."