البرق كيف يمرُّ ويرجع في طرفة عين؟) [رواه مسلم]. حيث تبيَّن التطابق
الكامل بين الكلام النبوي الشريف، وبين ما كشفه العلماء مؤخراً من عمليات
معقدة ودقيقة تحدث في ومضة البرق، حيث وجد العلماء أن أي ومضة برق لا تحدث
إلا بنزول شعاع من البرق من الغيمة باتجاه الأرض ورجوعه! في هذا الحديث
إشارة إلى أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم قد تحدّث عن أطوار البرق
بدقة مذهلة، بل وحدَّد زمنها أيضاً، وربما نذهل إذا علمنا أن الزمن اللازم
لضربة البرق هو الزمن ذاته اللازم لطرفة العين! وهذا ما أخبر به النبي
الأعظم.
وجد العلماء أن البرق يتألف من عدة أطوار أهمها طور المرور وطور الرجوع،
وأن زمن ومضة البرق هو 25 ميلي ثانية هو نفس زمن طرفة العين، أليس هذا ما
حدثنا عنه النبي قبل أربعة عشر قرناً؟!
الحقيقة الخامسة
اكتشف العلماء حديثاً أن منطقة الناصية (أعلى ومقدمة الدماغ)
تتحكم باتخاذ القرارات الصحيحة وبالتالي كلما كانت هذه المنطقة أكثر فعالية
وأكثر نشاطاً وأكثر سلامة كانت القرارات أكثر دقة وحكمة، ولذلك نجد دعاء
النبي الكريم: (ناصيتي بيدك) [رواه أحمد]. وفي هذا تسليم من النبي إلى الله
تعالى، بأن كل شأنه لله، وأن الله يتحكم كيف يشاء ويقدر له ما يشاء.
والشيء الآخر الذي كُشف عنه حديثاً هو أن منطقة الناصية تلعب دوراً مهماً
في العمليات العليا للإنسان مثل الإدراك والتوجيه وحل المشاكل والإبداع،
ولذلك سلَّم هذه المنطقة لله تعالى في دعائه: (ناصيتي بيدك). وفي هذا إشارة
علمية لطيفة إلى أهمية هذه المنطقة.
بعد دراسات طويلة لنشاط الدماغ تبين للعلماء أن أهم منطقة هي الناصية، أي
المنطقة الأمامية الجبهية، وأنها مسؤولة عن عمليات القيادة والإبداع، ولذلك
كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهمية هذه المنطقة من خلال دعائه
وتسليمه لله عز وجل، وهذه معجزة تشهد على صدقه، إذ كيف علم بأهمية هذه
المنطقة في زمن لم يكن لأي واحد على وجه الأرض علم بذلك؟ أليس الله هو الذي
علمه وخاطبه بقول: (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ
اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) [النساء: 113].
الحقيقة السادسة
يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن من أمارات الساعة أن
يظهر موت الفجأة) [رواه الطبراني]. في هذا الحديث تتجلى معجزة علمية في
حقائق طبية لا تقبل الجدل، وهذه المعجزة تشهد للنبي الأعظم عليه الصلاة
والسلام أنه رسول من عند الله لا ينطق عن الهوى. وذلك من خلال الإحصائيات
الدقيقة للأمم المتحدة والتي تؤكد أن ظاهرة الموت المفاجئ، لم تظهر إلا
حديثاً وهي في تزايد مستمر على الرغم من كل الإجراءات الوقائية.
يؤكد أطباء القلب أن ظاهرة الموت المفاجئ انتشرت كثيراً في السنوات
الماضية، وأنه على الرغم من تطور علم الطب إلا أن أعداد الذين يموتون موتاً
مفاجئاً لا تزال في ازدياد، وسؤالنا: أليس هذا بالضبط ما أشار إليه الحديث
النبوي الشريف؟
الحقيقة السابعة
يؤكد معظم العلماء أن الهرم هو أفضل وسيلة للنهاية الطبيعية
للإنسان، وإلا فإن أي محاولة لإطالة العمر فوق حدود معينة سيكون لها
تأثيرات كثيرة أقلها الإصابة بالسرطان، ويقول البروفيسر "لي سيلفر" من
جامعة برينستون الأمريكية: "إن أي محاولة لبلوغ الخلود تسير عكس الطبيعة".
لقد خرج العلماء بنتيجة ألا وهي أنه على الرغم من إنفاق المليارات لعلاج
الهرم وإطالة العمر إلا أن التجارب كانت دون أي فائدة. وهذا ما أشار إليه
النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام بقوله: (تداووا يا عباد الله، فإن الله
لم يضع داء إلا وضع له شفاءً إلا داءً واحداً: الهرم) [رواه أحمد].
وهكذا يأتي العلم بحقائق جديدة لم تكن معروفة من قبل تثبت وتؤكد صدق هذا
النبي وصدق رسالة الإسلام. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.