]size=18]بسم الله الرحمن الرحيم
هل تخضع حواسنا للنمو والتطور، حسب النمو الجسدي؟ أم أنها تولد معنا وتبقى كما هي حتى وإن تطورت أجسامنا ونمت؟
رغم أن دراسة نمو الحواس عند الطفل هي دراسة صعبة، إلا أن التجارب التي تجري بصورة متواصلة على مراحل نمو الطفل سنة بعد سنة، استطاعت أن تقف على أهم التطورات التي تمر بها كل حاسة من حواس الطفل ومنذ الأيام الأولى لولادته.
حاسة البصر
أقل الحواس اكتمالاً عند الولادة. فهي لا تكون مكتملة النمو عند الولادة مباشرة،
حتى أن تطورها فيما بعد يتم بشكل بطيء يختلف عن تطور بقية الحواس،
ويستطيع الطفل في الاسابيع الثلاثة الأولى من ولادته، أن يتحكم بأعصاب عينه في تركيز النظر على الأجسام الكبيرة المتحركة،
فالطفل الوليد يستطيع أن يرى أمه تتحرك، بدليل أنه يكف عن البكاء عندما تقترب منه، ولكن يصعب عليه رؤية الأشياء الصغيرة جداً.
وفي الشهر الرابع أو الخامس، يستطيع الطفل رؤية الأشياء متوسطة الأحجام أو الصغيرة نسبياً
بدليل أننا إذا وضعنا أمامه مكعبات خشبية يحاول الوصول إليها وإلتقاطها.
وفي الفترة الواقعة بين الشهرين السابع والتاسع، يستطيع الطفل رؤية الأشياء الصغيرة جداً
بدليل أنه يحاول التقاط أي جسم دقيق، كالدبابيس أو المفاتيح أو أي شي يجده على الأرض،
وهذا يدل على أن قدرته البصرية بلغت النضج أكثر مما كانت عليها في السابق.
حاسة السمع
إن المادة السائلة التي توجد في قناة استاكيوس عند الولادة تمنع الطفل من أي استجابة سمعية عند ولادته مباشرة، فيكون الطفل أشبه بالأصم،
ولكن بعد زوال هذه المادة يبدأ الطفل في الاستجابة للأصوات العالية والفجائية.
وفقاً للخبراء، يستطيع الطفل في الأيام العشرة الأولى سماع الأصوات، لكنه لا يفهم مدلولها..
ولا ينتبه لمصدرها، بدليل أنه قلما يلتفت إلى مصدر الصوت، ويرجع ذلك لأن خبراته البسيطة تجعله عاجزاً عن الربط بين الصوت ومصدره.
وهذا يعني أن الجهاز السمعي للطفل لديه الحافز للعمل عند الولادة،
لكن الأصوات التي يسمعها تكون عديمة الدلالة بالنسبة إليه.
حاسة الشم
لا تؤدي حاسة الشم وظيفتها بشكل طبيعي عند الولادة. ولكنها تتطور بسرعة
فنجد أن الطفل في السنة الأولى يتمتع بحاسة شم قوية، لا تختلف عن حاسة البالغين،
كما تظهر عليه استجابات خاصة تظهر سروره أو اشمئزازه من أي رائحة يشمها،
وبين العامين الثاني والثالث تتبلور عنده حاسة الشم أكثر،
حيث يستطيع أن يميز و بوضوح بين الرائحة العطرة والرائحة الكريهة،
ولكن يجب أن لا ننسى أن قوة حاسة الشم تختلف من شخص إلى آخر.
حاسة التذوق
أثبتت الملاحظات التي اجريت على الاطفال في الايام الأولى أن الطفل ينفر من الأطعمة مرة المذاق أو المالحة
بينما يقبل على الأطعمة حلوة المذاق،
من هنا يتبين أن حاسة التذوق عند الطفل، تعمل بشكل طبيعي منذ الولادة، إلا أنها تتأثر بالتعلم
فالطفل مثلاً في السنوات الأولى يتناول زيت السمك دون اعتراض، ولكن إذا ما لاحظ أن أخاه الذي يكبره سناً يمقت طعم زيت السمك، نراه هو أيضاً يمقت طعمه.
حاسة اللمس
تكاد حاسة اللمس تكون أكثر الحواس التي تعمل بدرجة قريبة من التكامل بعد الولادة مباشرة،
والدليل على ذلك أنه إذا وضعت الأم إصبعها على فم الطفل، يستجيب مباشرة بأن يبدأ بحركة الامتصاص،
وإذا لمست جفنيه يغمض عينيه،
كذلك الإحساس بالألم،
فالطفل يحس بالألم منذ الأسابيع الأولى. والدليل على ذلك أنه يصرخ إذا ما وخز بالدبوس في أسفل قدمه، أو أي مكان من جسمه.
ويستطيع الطفل في أيامه الأولى، أن يتأثر بالحرارة والبرودة. فإذا ما وضعناه في وعاء فيه ماء بدرجة حرارة تزيد على درجة الحرارة المحتملة نجده يصرخ ويقاوم بحركات تدل على عدم الراحة.
إلا أن وجهات نظر الأطباء اختلفت حول درجة إحساس الطفل في الأسبوع الأول من عمره
فبينما يقول البعض إن الطفل له القدرة على الإحساس باللمس والألم في الأسبوع الأول،
ذهب البعض الآخر وبعد عدة تجارب إلى القول، إن الطفل لا يحس بالألم إذا ما وخز بالدبوس أو تعرض لصدمة كهربائية قبل الأسبوع الثاني من العمر.
وبشكل عام تتطور حاسة اللمس عند الطفل بصورة سريعة، بشكل يصبح عنده حساسية حادة لمختلف الأشياء في سن مبكرة، وتصبح عنده في سنواته الأولى استجابة دقيقة لكافة حواسه.
لكم ودي
واحترامااتي[/size]