قطرات من الماء
بالحب نحيا وبقلمك نتميز
وبمواضيعك نصل إلى القمة
وبإسمك نفتخر
فلا تحرمنا منه وسجل معنا .....
منتدى قطرات من الماء
قطرات من الماء
بالحب نحيا وبقلمك نتميز
وبمواضيعك نصل إلى القمة
وبإسمك نفتخر
فلا تحرمنا منه وسجل معنا .....
منتدى قطرات من الماء
قطرات من الماء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قطرات من الماء

قطرات من الماء ترحب بكم في عالمكم الجديد وتتمنى لكم قضاء وقت ممتع ... قطرة ماء تساوي الحياة ووجودك هنا أفضل من الحياة كلها
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

  كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:41

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفا ته موسوعة كاملة



عــــــام الفيل

كان سبب قصة أصحاب الفيل - على ما ذكر محمد بن إسحاق - أن أبرهة بن الصباحكان عاملا للنجاشي ملك الحبشة على اليمن فرأى الناس يتجهزون أيام الموسمإلى مكة - شرفها الله - فبنى كنيسة بصنعاء . وكتب إلى النجاشي " إني بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها، ولست منتهيا حتى أصرف إليها حج العرب " فسمع به رجل من بني كنانة فدخلهاليلا . فلطخ قبلتها بالعذرة . فقال أبرهة من الذي اجترأ على هذا ؟ قيل رجلمن أهل ذلك البيت سمع بالذي قلت . فحلف أبرهة ليسيرن إلى الكعبة حتىيهدمها . وكتب إلى النجاشي يخبره بذلك فسأله أن يبعث إليه بفيله . وكان لهفيل يقال له محمود لم ير مثله عظما وجسما وقوة . فبعث به إليه . فخرجأبرهة سائرا إلى مكة . فسمعت العرب بذلك فأعظموه ورأوا جهاده حقا عليهم .فخرج ملك من ملوك اليمن ، يقال له ذو نفر . فقاتله . فهزمه أبرهة وأخذهأسيرا فلما أراد قتله قال له ذو نفر أيها الملك لا تقتلنى واستبقنى، خيرالك ، فاستبقاه وأوثه . وكان أبرهة رجلا حليما . فسار حتى إذا دنا من بلادخثعم خرج إليه نفيل بن حبيب الخثعمي ، ومن اجتمع إليه من قبائل العرب .فقاتلوهم فهزمهم أبرهة . فأخذ نفيلا ، فقال له أيها الملك إنني دليلك بأرضالعرب ، وهاتان يداي على قومي بالسمع والطاعة . فاستبقني خيرا لك .فاستبقاه . وخرج معه يدله على الطريق. فلما مر بالطائف خرج إليه مسعود بنمعتب في رجال من ثقيف . فقال له أيها الملك نحن عبيدك . ونحن نبعث معك منيدلك . فبعثوا معه بأبي رغال مولى لهم . فخرج حتى إذا كان بالمغمس مات أبورغال ، وهو الذي يرجم قبره . وبعث أبرهة رجلا من الحبشة - يقال له الأسودبن مفصود - على مقدمة خيله وأمر بالغارة على نعم الناس . فجمع الأسود إليهأموال الحرم . وأصاب لعبد المطلب مائتي بعير . ثم بعث رجلا من حمير إلىأهل مكة ، فقال أبلغ شريفها أنني لم آت لقتال بل جئت لأهدم البيت . فانطلقفقال لعبد المطلب ذلك . فقال عبد المطلب : ما لنا به يدان . سنخلي بينهوبين ما جاء له . فإن هذا بيت الله. وبيت خليله إبراهيم . فإن يمنعه فهوبيته وحرمه . وإن يخل بينه وبين ذلك فوالله ما لنا به من قوة . قال فانطلقمعي إلى الملك - وكان ذو نفر صديقا لعبد المطلب - فأتاه فقال يا ذا نفر هلعندك غناء فيما نزل بنا ؟ فقال ما غناء رجل أسير لا يأمن أن يقتل بكرة أوعشيا ، ولكن سأبعث إلى أنيس سائس الفيل فإنه لي صديق فأسأله أن يعظم خطركعند الملك . فأرسل إليه فقال لأبرهة إن هذا سيد قريش يستأذن عليك . وقدجاء غير ناصب لك ولا مخالف لأمرك ، وأنا أحب أن تأذن له.وكان عبد المطلبرجلا جسيما وسيما . فلما رآه أبرهة أعظمه وأكرمه . وكره أن يجلس معه علىسريره . وأن يجلس تحته . فهبط إلى البساط فدعاه فأجلسه معه . فطلب منه أنيرد عليه مائتي البعير التي أصابها من ماله .فقال أبرهة لترجمانه قل لهإنك كنت أعجبتني حين رأيتك . ولقد زهدت فيك . قال لم ؟ قال جئت إلى بيت -هو دينك ودين آبائك ، وشرفكم وعصمتكم - لأهدمه . فلم تكلمني فيه وتكلمنيفي مائتي بعير ؟ قال أنا رب الإبل . والبيت له رب يمنعه منك . فقال ما كانليمنعه مني . قال فأنت وذاك . فأمر بإبله فردت عليه . ثم خرج وأخبر قريشاالخبر . وأمرهم أن يتفرقوا في الشعاب ويتحرزوا في رءوس الجبال خوفا عليهممن معرة الجيش . ففعلوا . وأتى عبد المطلب البيت . فأخذ بحلقة الباب وجعليقول
يا رب لا أرجو لهم سواكا يا رب فامنع منهم و حماكا
إن عدو البيت من عاد اكا ف امنعهم و أن يخربوا قراكا
وقال أيضا : لا هم إن المرء يمــــــــنع رحله وحلاله فامنع حلالك
لا يغلبن صليبهــــم و محالهم غدوا محالك
جروا جموعهم وبلادهم والفيل كي يسبوا عيالك
إن كنت تاركهم وكعـ بتنا فأمر ما بدا لك
ثم توجه في بعض تلك الوجوه مع قومه . وأصبح أبرهة بالمغمس قد تهيأ للدخول. وعبأ جيشه . وهيأ فيه . فأقبل نفيل إلى الفيل . فأخذ بأذنه . فقال ابركمحمود . فإنك في بلد الله الحرام . فبرك الفيل فبعثوه فأبى . فوجهوه إلى اليمن ، فقام يهرول .ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك . ووجهوه إلى المشرق ففعل ذلك . فصرفوه إلىالحرم فبرك . وخرج نفيل يشتد حتى صعد الجبل فأرسل الله طيرا من قبل البحر مع كل طائر ثلاثة أحجار . حجران في رجليه وحجر فيمنقاره . فلما غشيت القوم أرسلتها عليهم . فلم تصب تلك الحجارة أحدا إلاهلك . وليس كل القوم أصابت . فخرج البقية هاربين يسألون عن - 36 - نفيلليدلهم على الطريق إلى اليمن . فماج بعضهم في بعض . يتساقطون بكل طريقويهلكون على كل منهل . وبعث الله على أبرهة داء في جسده
. فجعلت تساقط أنامله حتى انتهى إلى صنعاء وهو مثل الفرخ . وما مات حتى انصدع صدره عن قلبه ثم هلك .
 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته 9941 Very Happy

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:44

مولد الرسول عليه الصلاة و السلام


• تزوج عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة بن حكيم؛ وعمره ثماني عشرة سنة ، وهي يومئذ من أفضل نساءقريش نسباً وأكرمهم خلقاً. ولما دخل بها حملت برسول الله صلى الله عليهوسلم، وسافر والده عبد الله عقب ذلك بتجارة له إلى الشام فأدركته الوفاةبالمدينة (يثرب) وهو راجع من الشام ، ودفن بها عند أخواله بني عدى بنالنجار، وكان ذلك بعد شهرين من حمل أمه آمنة به صلى الله عليه وسلم.
وقد توفي والد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يترك من المال إلا خمساً منالإبل وأمَته (أم أيمن).ولما تمت مدة الحمل ولدته صلى الله عليه وسلم بمكةالمشرفة في اليوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، الذي يوافقسنة 571 من ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وهو العامالذي أغار فيه ملك الحبشة على مكة بجيش تتقدمه الفيلة قاصداً هدم الكعبة(البيت الحرام) فأهلكهم الله تعالى.
كانت ولادته صلى الله عليه وسلم في دار عمه أبي طالب في شِعْب بني هاشم،أي مساكنهم المجتمعة في بقعة واحدة، وسماه جده عبد المطلب (محمداً) ولميكن هذا الاسم شائعاً إذ ذاك عند العرب ولكن الله تعالى ألهمه إياه فوافقذلك ما جاء في التوراة من البشارة بالنبي الذي يأتي من بعد عيسى عليهالصلاة والسلام مسمى بهذا الاسم الشريف، لأنه قد جاء في التوراة ما هوصريح في البشارة بنبي تنطبق أوصافه تمام الانطباق على سيدنا محمد صلى اللهعليه وسلم: مسمى، أو موصوفا بعبارة ترجمتها هذا الاسم، كما جاءت البشارةبه صلى الله عليه وسلم على لسان عيسى عليه الصلاة والسلام باسمه أحمد، وقدسمى بأحمد كما سمى بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وكانت قابلته صلى الله عليه وسلم الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف وحاضنته أمأيمن بركة الحبشية أَمَة أبيه عبد الله، وقد ورد في الحديث أنه صلى اللهعليه وسلم وُلد مختوناً، وورد أيضا أن جده عبد المطلب ختنه يوم السابع منولادته الذي سماه فيه..
• ولـد سيـد المرسلـين صلى الله عليه وسلم بشـعب بني هاشـم بمكـة فيصبيحـة يــوم الاثنين التاسع مـن شـهر ربيـع الأول، لأول عـام مـن حادثـةالفيـل، ولأربعـين سنة خلت من ملك ××رى أنوشروان، ويوافق ذلكعشرين أو اثنين وعشرين من شهر أبريل سنة 571 م حسبما حققه العالم الكبيرمحمد سليمان ـ المنصورفورى ـ رحمه اللـه‏.‏ وروى ابــن سعــد أنأم رســول الله صلى الله عليه وسلم قالــت ‏:‏ لمــا ولـدتــهخــرج مــن فرجـى نــور أضــاءت لـه قصـور الشام‏.‏ وروى أحمدوالدارمى وغيرهمـا قريبـًا مـن ذلك‏.‏ وقد روى أن إرهاصات بالبعثةوقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان ××رى، وخمدتالنار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت،روى ذلك الطبرى والبيهقى وغيرهما‏.‏ وليس له إسناد ثابت، ولم يشهدله تاريخ تلك الأمم مع قوة دواعى التسجيل‏.‏
ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده، فجاء مستبشرًاودخل به الكعبة، ودعا الله وشكر له‏.‏ واختار له اسم محمد ـ وهذاالاسم لم يكن معروفًا في العرب ـ وخَتَنَه يوم سابعه كما كان العربيفعلون‏.‏
وأول من أرضعته من المراضع ـ وذلك بعد أمه صلى الله عليه وسلم بأسبوع ـثُوَيْبَة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له‏:‏ مَسْرُوح، وكانتقد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسدالمخزومي‏
• ذكر ما قيل لآمنة عند حملها برسول الله صلى الله عليه وسلم
رؤيا آمنة ويزعمون - فيما يتحدث الناس والله أعلم - أن آمنة بنت وهب أمرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحدث ‏‏‏:‏‏‏
أنها أُتيت ، حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل لها‏‏‏:‏‏‏ إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقعإلى الأرض فقولي ‏‏‏:‏‏‏ أعيذه بالواحد ، من شركل حاسد ، ثم سميه محمدا ‏‏‏.‏‏‏ ورأت حين حملتبه أنه خرج منها نور رأت به قصور بصرى ، من أرض الشام‏‏‏.‏‏‏ ‏‏
• رواية حسان بن ثابت ، عن مولده صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ وحدثني صالح بن إبراهيم بنعبدالرحمن بن عوف ، عن يحيى بن عبدالله بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارةالأنصاري ‏‏‏.‏‏‏ قال‏‏‏:‏‏‏ حدثني من شئت من رجال قومي عن حسان بنثابت ، قال ‏‏‏:‏‏‏ والله إني لغلام يفعة ، ابنسبع سنين أو ثمان ، أعقل كل ما سمعت ، إذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته علىأطمة بيثرب ‏‏‏:‏‏‏ يا معشر يهود ، حتى إذااجتمعوا إليه ، قالوا له ‏‏‏:‏‏‏ ويلك ما لك‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ طلعالليلة نجم أحمد الذي ولد به
• إعلام أمه جده بولادته صلى الله عليه و سلم وما فعله به
قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما وضعته أمه صلى اللهعليه وسلم ، أرسلت إلى جده عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ أنهقد ولد لك غلام ، فأته فانظر إليه ؛ فأتاه فنظر إليه ، وحدثته بما رأت حينحملت به ، وما قيل لها فيه ، وما أمرت به أن تسميه‏‏‏.‏‏‏
• فرح جده به صلى الله عليه و سلم ، و التماسه له المراضع
فيزعمون أن عبدالمطلب أخذه ، فدخل به الكعبة ؛ فقام يدعو الله ، ويشكر لهما أعطاه ، ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها‏‏‏.‏‏‏ والتمس لرسول الله صلى الله عليه وسلمالرضعاء ‏‏‏.‏‏‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:45

أرضعتهصلى الله عليه وسلم أمه عقب الولادة، ثم أرضعته ثويبة أَمَة عمه أبي لهبأياماً، ثم جاء إلى مكة نسوة من البادية يطلبن أطفالاً يرضعنهم ابتغاءالمعروف من آباء الرضعاء على حسب عادة أشراف العرب، فإنهم كانوا يدفعونبأولادهم إلى نساء البادية يرضعنهم هناك حتى يتربوا على النجابة والشهامةوقوة العزيمة، فاختيرت لإرضاعه صلى الله عليه وسلم من بين هؤلاء النسوة(حليمة) بنت أبي ذؤيب السعدية؛ من بني سعد بن بكر من قبيلة هوازن التيكانت منازلهم بالبادية بالقرب من مكة المكرمة، فأخذته معها بعد أن استشارتزوجها (أبو كبشة) الذي رجا أن يجعل الله لهم فيه بركة، فحقق الله تعالىرجاءه وبدل عسرهم يسراً، فَدَرَّ ثديها بعد أن كان لبنها لا يكفي ولدها ،ودَرَّت ناقتهم حتى أشبعتهم جميعاً بعد أن كانت لا تغنيهم ، وبعد أن وصلواإلى أرضهم كانت غنمهم تأتيهم شباعاً غزيرة اللبن مع أن أرضهم كانت مجدبةفي تلك السنة، واستمروا في خيروبركة مدة وجوده صلى الله عليه وسلم بينهم.

ولما كمل له سنتان فصلته حليمة من الرضاع، ثم أتت به إلى جده وأمه وكلمتهما في رجوعها به وإبقائه عندها فأذنا لها بذلك.




طفولته وشبابه


• لقد سجلت المراجع التاريخية المروية بأسانيد متصلة إلى جميعالمصادر الثابتة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم– تفاصيل نشأة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما مر بها من أحداث خلالفترة الطفولة والصبا ، فذكرت تلك المصادر أنه صلى الله عليه وسلم بعدولداته تولت إرضاعه حليمة السعدية ، حيث كانت عادة العرب أن تدفع بأطفالهاإلى نساء البوادي ليقمن بإرضاع الأطفال في البادية حتى ينشأوا على الفصاحة، والفطرة السليمة ، والقوة البدنية .
وقد روت المصادر الإرهاصات التي حدثت لحليمة وزوجها منذ أن حل بهم الطفلالجديد – محمد صلى الله عليه وسلم – إذ تحول حالهما من العسرإلى اليسر ، فقد أصبحت شاتهم العجفاء دارة للبن ، وحتى حليمة ذاتها أصبحثديها مدرارا للبن لأنها رضيع النبي صلى الله عليه وسلم ، وغير ذلك مماروته حليمة فيما ذكرته المصادر .
وقد بقى الصبي مع حليمة حتى بلغ الخامسة من عمره ، وما أعادته إلا أنهاخافت عليه من واقعة حدثت له،وهي حادثه شق الصدر . ذلك أن ملكين جاءاه صلىالله عليه وسلم وهو بين صبية يلعبون فأخذاه وشقا صدره وأخرجا قلبه وغسلاهفي طست ثم أعاداه موضعه فالتئم الجرح كأن شيئاً لم يكن ، فلما حكى الصبيةوفيهم صلى الله عليه وسلم هذه الحادثة لحليمة وزوجها خافا عليه خوفاًشديداً فقررا إعادته إلى ذويه بمكة ، ولكن ما بلغ الصبي السادسة من عمرهحتى توفيت أمه آمنة ، فتولى تربيته جده عبد المطلب فلما بلغ الصبي ثمانيسنين وشهرين وعشرة أيام توفى جده عبد المطلب فانتقلت رعايته إلى عمه أبيطالب ، فبقى بكنفه حتى بلغ أربعين سنة . وكان صلى الله عليه وسلم في أولشبابه عمل في رعي أغنام قريش على دراهم يعطونها إياه على ما هي عليه سنةالأنبياء من قبله .
حادثة شق الصدر


بعد عودة حليمة السعدية به صلى الله عليه وسلم من مكة إلى ديار بني سعدبأشهر، بعث الله تعالى مَلَكين لشق صدره الشريف وتطهيره، فوجداه صلى اللهعليه وسلم مع أخيه من الرضاع خلف البيوت، فأضجعاه وشقا صدره الشريف وطهراهمن حظ الشيطان، وكان ذلك الشق بدون مدية ولا آلة بل كان بحالة من خوارقالعادة ، ثم أطبقاه، فذهب ذلك الأخ إلى أمه حليمة وأبلغها الخبر، فخرجتإليه هي وزوجها فوجداه صلى الله عليه وسلم منتقع اللون من آثار الروع ،فالتزمته حليمة والتزمه زوجها حتى ذهب عنه الروع ، فقص عليهما القصة كماأخبرهما أخوه. وقد أحدثت هذه الحادثة عند حليمة وزوجها خوفاً عليه، وممازادها خوفاً أن جماعة من نصارى الحبش كانوا رأوه معها فطلبوه منها ليذهبوابه إلى ملكهم، فخشيت عليه من بقائه عندها، فعادت به صلى الله عليه وسلمإلى أمه وأخبرتها الخبر، وتركته عندها مع ما كانت عليه من الحرص على بقائهمعها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:46

التربية الإلهية للرسول – صلى الله عليه وسلم

قد علمت أن الله تعالى قد أكرم آل حليمة السعدية التي أرضعته صلى اللهعليه وسلم، فبدل عسرهم يسراً وأشبع غنيماتهم وأدر ضروعها في سنة الجدبوالشدة، كما بارك سبحانه وتعالى في رزق عمه أبي طالب حينما كان في كفالته،مع ضيق ذات يده، وأنه سبحانه وتعالى كان يسخر له الغمامة تظله وحده من حرالشمس في سفره إلى الشام، فتسير معه أنى سار دون غيره من أفراد القافلة.وكان سبحانه وتعالى يلهمه الحق ويرشده إلى المكارم والفضائل في أمورهكلها، حتى إنه كان إذا خرج لقضاء الحاجة في صغره بَعُدَ عن الناس حتى لايُرى.
وكان سبحانه وتعالى يكرمه بتسليم الأحجار والأشجار عليه، ويُسمعه ذلك فيلتفت عن يمينه وشماله فلا يرى أحداً.
وقد كان علماء اليهود والنصارى - رهبانهم وكهنتهم- يعرفون زمن مجيئه صلىالله عليه وسلم مما جاء من أوصافه في التوراة وما أخبر به المسيح عيسى بنمريم عليه الصلاة والسلام فكانوا يسألون عن مولده وظهوره وقد عرفه كثيرونمنهم لما رأوا ذاته الشريفة أو سمعوا بأوصافه وأحواله صلى الله عليه وسلم.
وقد نشأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ممتازاً بكمال الأخلاق، متباعداًفي صغره عن السفاسف التي يشتغل بها أمثاله في السن عادة، حتى بلغ مبلغالرجال فكان أرجح الناس عقلاً، وأصحهم رأياً، وأعظمهم مروءة، وأصدقهمحديثاً، وأكبرهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش، وقد لقبه قومه (بالأمين)،وكانوا يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم.
وقد حفظه الله تعالى منذ نشأته من قبيح أحوال الجاهلية، وبَغَّض إليهأوثانهم حتى إنه من صغره كان لا يحلف بها ولا يحترمها ولا يحضر لها عيداًأو احتفالاً، وكان لا يأكل ما ذبح على النُّصُب، و النصب هي حجارة كانواينصبونها ويصبون عليها دم الذبائح ويعبدونها.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم لين الجانب يحن إلى المسكين، ولا يحقر فقيراًلفقره، ولايهاب ملكا لملكه، ولم يكن يشرب الخمر مع شيوع ذلك في قومه، ولايزنى ولا يسرق ولا يقتل، بل كان ملتزما لمكارم الأخلاق التي أساسها الصدقوالأمانة والوفاء.
وبالجملة حفظه الله تعالى من النقائص والأدناس قبل النبوة كما عصمه منها بعد النبوة.
وكان يلبس العمامة والقميص والسراويل، ويتزر ويرتدى بأكيسة من القطن،وربما لبس الصوف والكتان، ولبس الخف والنعال وربما مشى بدونها. وركب الخيلوالبغال والإبل والحمير. وكان ينام على الفراش تارة وعلى الحصير تارة وعلىالسرير تارة وعلى الأرض تارة، ويجلس على الأرض، ويخصف نعله، (أي يخرزهاويصلحها) ويرقع ثوبه، وقد اتخذ من الغنم والرقيق من الإماء والعبيد بقدرالحاجة. وكان من هديه في الطعام ألا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً.
اتصف صلى الله عليه وسلم بصفات لم تجتمع لأحد قبله ولا بعده ، كيف لا وهوخير الناس وأكرمهم عند الله تعالى . فقد كان صلى الله عليه وسلم أفصحالناس ، وأعذبهم كلاماً وأسرعهم أداءً، وأحلاهم منطقا حتى إن كلامه ليأخذبمجامع القلوب ويأسر الأرواح ، يشهد له بذلك كل من سمعه.
وكان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ،ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفتهأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولهاما كان رسول الله صلى الله عليهوسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلسإليه) متفق عليه .
وثبت في (( الصحيحين )) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال بعثت بجوامع الكلام) وكان كثيراً ما يعيد الكلام ثلاثاًليفهمه السامع ويعقله عنه ، ففي البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهكان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً ، حتى يفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلمعليهم ، سلم ثلاثاً).
وكان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت لا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وكانإذا تكلم افتتح كلامه واختتمه بذكر الله، وأتى بكلام فَصْلٍ ليس بالهزل ،لازيادة فيه عن بيان المراد ولاتقصير ، ولا فحش فيه ولا تقريع ، أما ضحكهصلى الله عليه وسلم فكان تبسماً، وغاية ما يكون من ضحكه أن تبدو نواجذه،فكان يَضْحَك مما يُضْحك منه، ويتعجب مما يُتعجب منه.

وكان بكاؤه صلى الله عليه وسلم من جنس ضحكه ، فلم يكن بكاؤه بشهيق ولابرفع صوت، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، بل كانت عيناه تدمعان حتى تهملا،ويُسمع لصدره أزيز، وكان صلى الله عليه وسلم تارة يبكى رحمة للميت كمادمعت عيناه لموت ولده، وتارة يبكي خوفاً على أمته وشفقة عليها ، وتارةتفيض عيناه من خشية الله ، فقد بكى لما قرأ عليه ابن مسعود رضي الله عنه(سورة النساء ) وانتهى إلى قوله تعالى {فَ××يْفَ إِذَاجِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِ×× عَلَىهَؤُلاءِ شَهِيداً} [النساء:41].


وتارة كان يبكي اشتياقاً ومحبة وإجلالاً لعظمة خالقه سبحانه وتعالى.




وما ذكرناه وأتينا عليه من صفاته صلى الله عليه وسلم غيض من فيض لا يحصرهمقال ولا كتاب، وفيما ألمحنا إليه عبرة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراًوالحمد لله أولاً وأخيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:47


الاعتكاف
كانت عند العرب بقايا من الحنيفية التي ورثوها من دين إبراهيم عليهالسلام، فكانوا مع -ما هم عليه من الشرك- يتمسكون بأمور صحيحة توارثهاالأبناء عن الآباء كابراً عن كابر، وكان بعضهم أكثر تمسكاً بها من بعض، بلكانت طائفة منهم -وهم قلة- تعاف وترفض ما كان عليه قومها من الشرك وعبادةالأوثان، وأكل الميتة، ووأد البنات، ونحو ذلك من العادات التي لم يأذن بهاالله، ولم يأت بها شرع حنيف، وكان من تلك الطائفة ورقة بن نوفل و زيد بننفيل ورسولنا صلى الله عليه وسلم ، والذي امتاز عن غيره صلى الله عليهوسلم باعتزاله الناس للتعبد والتفكُّر في غار حراء، فما هو خبره صلى اللهعليه وسلم في هذا الشأن، هذا ما سنقف عليه في المقال التالي: كان النبيصلى الله عليه وسلم يتأمل منذ صغره ما كان عليه قومه من العبادات الباطلةوالأوهام الزائفة، التي لم تجد سبيلاً إلى نفسه، ولم تلق قبولاً في عقله،بسبب ما أحاطه الله من رعاية وعناية لم تكن لغيره من البشر، فبقيت فطرتهعلى صفائها، تنفر من كل شيء غير ما فطرت عليه.
هذا الحال الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم دفع به إلى اعتزال قومه ومايعبدون من دون الله، وحبَّب الله إليه عبادته بعيداً عن أعين قومه وماكانوا عليه من عبادات باطلة، وأوهام زائفة، فكان يأخذ طعامه وشرابه ويذهبإلى غار حراء كما ثبت في الحديث المتفق عليه أنه عليه الصلاة والسلام قالSadجاورت بحراء شهراً...) وحراء هو غار صغير في جبل النور على بعد ميلين منمكة، فكان يقيم فيه الأيام والليالي ذوات العدد، يقضي وقته في عبادة ربهوالتفكَّر فيما حوله من مشاهد الكون، وهو غير مطمئن لما عليه قومه منعقائد الشرك الباطلة، والتصورات الواهية، ولكن ليس بين يديه طريق واضح ولامنهج محدد يطمئن إليه و يرضاه.
وكان اختياره لهذه العزلة والانقطاع عن الناس بعض الوقت من الأسباب التيهيأها الله تعالى له ليعده لما ينتظره من الأمر العظيم، والمهمة الكبيرةالتي سيقوم بها، وهي إبلاغ رسالة الله تعالى للناس أجمعين واقتضت حكمةالله أن يكون أول ما نزل عليه الوحي في هذا الغار.
فهذا ما كان من أمر تعبده صلى الله عليه وسلم، واعتزاله قومه وما كانواعليه من العبادات والعادات، وقد أحاطه الله سبحانه بعنايته ورعايته، وهيأله الأسباب التي تعده لحمل الرسالة للعالمين. وهو في حاله التي ذكرناينطبق عليه قوله تعالى في حق موسى عليه الصلاة والسلام {ولتصنع على عيني}(طه:39)إنه الإعداد لأمر عظيم تنوء الجبال بحمله، إنها الأمانة التي كانيُعدُّ لحملها إلى الناس أجمعين، ليكون عليهم شهيداً يوم القيامة،تحقيقاًلقوله تعالى {وجئنا بك شهيداً على هولاء} (النحل:89) فجزاه الله عن أمتهوعن العالمين خير الجزاء، وجمعنا معه تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله، والحمدلله رب العالمين .


<table style="border: 1px solid Black;" width="100%" border="1" cellspacing="2"> <tr> <td style="border-style: solid; border-color: Black; border-width: 0px 3px;" align="right"> توقيع : أبو ساره</td></tr></table>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:48

بدايات الوحي

تلك هي قصة بداية النبوة ونزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم لأولمرة ، وقد كان ذلك في رمضان في ليلة القدر ، قال الله تعالى : ( شهر رمضانالذي أنزل فيه القرآن ) وقال : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) وقد أفادتالأحاديث الصحيحة ان ذلك كان ليلة الإثنين قبل أن يطلع الفجر .

وحيث إن ليلة القدر تقع في وتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان ، وقد ثبتعلمياً أن يوم الإثنين في رمضان من تلك السنة إنما وقع في اليوم الحاديوالعشرين فقد أفاد ذلك أن نبوته صلى الله عليه وسلم إنما بدأت في الليلةالحادية والعشرين من رمضان سنة إحدى وأربعين من مولده صلى الله عليه وسلموهي توافق اليوم العاشر من شهر أغسطس سنة 610 م وكان عمره صلى الله عليهوسلم إذ ذاك أربعين سنة قمرية وستة أشهر واثني عشر يوماً ، وهو يساويتسعاً وثلاثين سنة شمسية وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوماً فكانت بعثته علىرأس أربعين سنة شمسية .

فترة الوحي ثم عودته : وكان الوحي قد وانقطع فتر بعد أول نزوله في غارحراء كما سبق ودام هذا الانقطاع أياما ، وقد ترك ذلك في النبي صلى اللهعليه وسلم شدة وكآبة وحزنا ، ولكن المصلحة كانت في هذا الانقطاع ، فقد ذهبعنه الروع ، وتثبت من أمره ، وتهيأ لاحتمال مثل ما سبق حين يعود ، وحصل لهالتشوف والانتظار ، وأخذ يرتقب مجيء الوحي مرة أخرى. وكان صلى الله عليهوسلم قد عاد من عند ورقة بن نوفل إلى حراء ليواصل جواره في غاره ، ويكملما تبقى من شهر رمضان ، فلما انتهى شهر رمضان وتم جواره نزل من حراء صبيحةغرة شوال ليعود إلى مكة حسب عادته .

قال صلى الله عليه وسلم فلما استبطنت الوادي – أي دخلت في بطنه– نوديت ، فنظرت عن يميني فلم أر شيئاً ونظرت عن شمالي فلم أر شيئاًونظرت أمامي فلم أر شيئاً ونظرت خلفي فلم أر شيئاً ، فرفعت رأسي فرأيتشيئاً ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ،فجثت منه رعباً حتى هويت إلى الأرض ، فأتيت خديجة ، فقلت زملوني ، زملوني، دثروني ، وصبوا علي ماءً بارداً ، فدثروني وصبوا علي ماءً بارداً، فنزلت( يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ) . وذلكقبل أن تفرض الصلاة ثم حمي الوحي وتتابع . وهذه الآيات هي بدء رسالته صلىالله عليه وسلم وهي متأخرة عن النبوة بمقدار فترة الوحي ، وتشمل على نوعينمن التكليف مع بيان ما يترتب عليه .

أما النوع الأول فهو تكليفه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والتحذير ، وذلكفي قوله تعالى : ( قم فأنذر ) فإن معناه حذر الناس من عذاب الله إن لميرجعوا عما هم فيه من الغي والضلال ، وعبادة غير الله المتعال ، والإشراكبه في الذات والصفات والحقوق والأفعال .

وأما النوع الثاني فتكليفه صلى الله عليه وسلم بتطبيق أوامر الله سبحانهوتعالى والالتزام بها في نفسه ، ليحرز بذلك مرضاة الله ، ويصير أسوة لمنآمن بالله ، وذلك في بقية الآيات ، فقوله : ( وربك فكبر ) معناه خصهبالتعظيم ، ولا تشرك به في ذلك أحداً غيره ، وقوله ( وثيابك فطهر )المقصود الظاهر منه تطهير الثياب والجسد ، إذ ليس لمن يكبر الله ويقف بينيديه أن يكون نجساً مستقذراً ، وقوله ( والرجز فاهجر ) معناه ابتعد عنأسباب سخط الله وعذابه ، وذلك بطاعته وترك معصيته ، وقوله : ( ولا تمننتستكثر ) أي لا تحسن إحساناً تريد أفضل منه في هذه الدنيا.

أما الآية الأخيرة فأشار فيها إلى ما يلحقه من أذى قومه حين يفارقهم فيالدين ، ويقوم بدعوتهم إلى الله وحده ، فقال : ( ولربك فاصبر )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:49

نزول جبريل على الرسول

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتعد عن أهل مكة لأنهم يعبدون الأصنامويذهب إلى غار حراء في جبل قريب. كان يأخذ معه طعامه وشرابه ويبقى فيالغار أيامًا طويلة. يتفكّر فيمن خلق هذا الكون …
وفي يوم من أيام شهر رمضان وبينما كان رسول الله يتفكّر في خلق السمواتوالأرض أنزل الله تعالى عليه الملك جبريل، وقال للرسول: "اقرأ" فقالالرسول صلى الله عليه وسلم: "ما أنا بقارئ"، وكرّرها عليه جبريل ثلاثمرّات، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في كل مرّة: "ما أنا بقارئ".وفي المرّة الأخيرة قال الملك جبريل عليه السلام: "اقرأ باسم ربّك الذيخلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربّك الأكرم. الذي علّم بالقلم. علّمالإنسان ما لم يعلم".
وكانت هذه الآيات الكريمة أوّل ما نزل من القرآن الكريم. حفظ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما قاله جبريل عليه السلام.
عاد الرسول صلى الله عليه وسلم خائفًا مذعورًا إلى زوجته السيدة خديجةوكان يرتجف فقال لها:"زمّليني، زمّليني" (أي غطّيني). ولما هدأت نفسه وذهبعنه الخوف أخبر زوجته بما رأى وسمع فطمأنته وقالت له: "أبشر يا ابن عم،إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة".
كان الرسول قد بلغ الأربعين من عمره عندما أنزل عليه القران الكريم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:50

الدعوة سرا
من المعلوم تاريخياً أن مكة كانت مركزا لدين العرب، وكان بها سدنة الكعبةوالقائمون على الأوثان والأصنام التي كانت مقدسة عند سائر العرب في ذلكالزمان. وجاءت رسالة الإسلام وحال مكة على ما ذكرنا، ولم يكن من الحكمة،أن يجهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوته بداية، والعرب على ما همعليه من التقاليد والعادات التي ورثوها عن آبائهم. وكان الأمر يحتاج إلىصبر ومثابرة وعزيمة لا تزلزلها المصائب والكوارث.فكان من الحكمة أن تكونالدعوة في بداية أمرها سرية، لئلاً يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم ويثير حميتهمالجاهلية لآلهتهم وأصنامهم.

وبدأ رسول صلى الله عليه وسلم بعرض الإسلام أولاً على أقرب الناس إليه،وألصقهم به، فدعا آل بيته وأصدقاءه ممن يعرفهم ويعرفونه، يَعْرِفهم بحبالحق والخير، ويعرفونه بالصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء جَمْعٌ عرفوا فيالتاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين، وفي مقدمتهم زوج النبي صلى الله عليهوسلم أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، ومولاه زيد بن حارثة و ابن عمه علىبن أبى طالب ، والصديق أبو بكر رضي الله عنهم، أسلم هؤلاء في أول يوم منأيام الدعوة وكان إسلامهم فاتحة خير على الإسلام ودعوته.

ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام، وكان رجلاً محبوباً، صاحب خلقوإحسان، فدعا من يثق به سراً، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان وال××ير بن العوام ، و عبد الرحمن بن عوف ، و سعد بن أبي وقاص،و طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم.

وسارع كل واحد من هؤلاء إلى دعوة من يطمئن إليه ويثق به، فأسلم على أيديهمجماعة من الصحابة، وهم من جميع بطون قريش، وهؤلاء هم أوائل السابقينالأولين الذين جاء ذكرهم في قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَمِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (التوبة:100).
وذكر أهل السير أنهم كانوا أكثر من أربعين نفراً. أسلم هؤلاء سراً وكانالرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم بعيداً عن أنظار المشركين، فيرشدهمويعلمهم ما نزل عليه من القرآن الكريم، ويثبت الإيمان في قلوبهم.

وأما مدة الدعوة السرية فقد ذكر أكثر أهل السير أنها كانت ثلاث سنوات،وكون الدعوة سرية في هذه المرحلة لا يعني أن خبرها لم يبلغ قريشاً، فقدبلغها إلا أنها لم تكترث لها، ولم تعرها اهتماماً في بداية الأمر، ظناًمنها أن محمداً أحد أولئك الديانين الذين يتكلمون في الألوهية، وعبادةالله وحده، مما ورثوه من الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام، كما صنع أميةبن أبي الصلت و قس بن ساعدة ، و عمرو بن نفيل وأشباههم .
ولما بدأ عود الدعوة يشتد ويقوى وخاف المشركون من ذيوع خبرها وامتدادأثرها، أخذوا يرقبون -على مر الأيام- أمرها ومصيرها،فوقفوا في سبيلها بعدذلك.

وختام القول :فإن دعوة الإسلام استدعت في بداية أمرها أن تكون دعوة سرية،ريثما يتمكن أمرها، لتنطلق معلنة رسالتها الخاتمة، تلك الرسالة القائمةعلى إخراج الناس من الغي والضلال إلى الهدى والرشاد، لتكون عزاً ونصراًللمؤمنين ورحمة للعالمين وصدق الله القائل : {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِوَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِ×× فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّايَجْمَعُونَ} (يونس:58) والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:51

الجهر بالدعوة في قريش

كانت الدعوة الإسلامية في بداية أمرها تنتهج السرية في تبليغ رسالتها،لظروف استدعت تلك الحال ، واستمر الأمر على ذلك ثلاث سنين، ثم كان لابدلهذه الدعوة من أن تعلن أمرها وتمضي في طريقها الذي جاءت من أجله، مهمالاقت من الصعاب والعنت والصد والمواجهة.
فقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم -وقد بعثه رسولاً للناسأجمعين- أن يصدع بالحق، ولا يخشى في الله لومة لائم فقال: (فَاصْدَعْبِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (الحجر:94) وأخبره أنيبدأ الجهر بدعوة أهله وعشيرته الأقربين، فقال مخاطباً له {وَأَنْذِرْعَشِيرَتَ×× الأقربين} (الشعراء:214) فدعا بني هاشم ومن معهممن بني المطلب، قال ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزل قوله تعالى {وأنذرعشيرتك الأقربين} صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي: (يا بني فهر يا بني عديٍّ - لبطون قريش - حتى اجتمعوا فجعل الذي لم يستطعأن يخرج يرسل رسولاً لينظر ما الخبر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لوأخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصِّدقي؟ قالوا ماجربنَّا عليك كذباً، قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال له أبولهب: تباً لك إلهذا جمعتنا) متفق عليه.

فكانت هذه الصيحة العالية بلاغاً مبيناً، وإنذاراً صريحاً بالهدف الذي جاءمن أجله، والغاية التي يحيا ويموت لها، وقد بيَّن صلى الله عليه وسلمووضََّح لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو الرابط الوحيد بينهوبينهم، وأن عصبية القرابة التي ألِفوها ودافعوا عنها واستماتوا فيسبيلها، لاقيمة لها في ميزان الحق، وأن الحق أحق أن يتبع، فها هو يقفمخاطباً قرابته -كما ثبت في الحديث المتفق عليه بقوله: ( يا عباس بن عبدالمطلب يا عم رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا صفية عمة رسولالله لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت رسول الله سليني ما شئت منمالي، لا أغني عنك من الله شيئاً) .

ولم يكن صلى الله عليه وسلم يبالي في سبيل دعوته بشئ، بل يجهر بالحق ويصدعبه لا يلوي على إعراض من أعرض، ولا يلتفت إلى استهزاء من استهزأ، بل كانتوجهته إلى الله رب العالمين {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربالعالمين} (الأنعام:162) وكانت وسيلته الجهر بكلمة الحق {قل هذه سبيليأدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}(يوسف:108). وقد لاقى رسول الله صلى الله عليه وسلم جراء موقفه هذا شدةوبأساً من المشركين، الذين رأوا في دعوته خطراً يهدد ما هم عليه، فتكالبواضده لصده عن دعوته، وأعلنوا جهاراً الوقوف في مواجهته، آملين الإجهاز علىالحق الذي جاء به {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}(يوسف21).
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه يدعو إلى الله متلطفاً في عرضرسالة الإسلام، وكاشفاً النقاب عن مخازي الوثنية، ومسفهاً أحلامالمشركين.فوفق الله تعالى ثلة من قرابته صلى الله عليه وسلم وقومه لقبولالحق والهدى الذي جاء به، وأعرض أكثرهم عن ذلك، ونصبوا له العداوةوالبغضاء، فقريش قد بدأت من أول يوم في طريق المحاربة لله ولرسوله، متعصبةلما ألِفته من دين الآباء والأجداد، كما حكى الله تعالى عنهم على سبيلالذم والإنكار فقال: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّاعَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} (الزخرف:22).

وخاتمة القول : إن الجهر بالدعوة كان تنفيذاً لأمر الله تعالى، وقياماًبالواجب، وقد صدع النبي صلى الله عليه وسلم بالحق كما أراد الله، ولاقىمقابل هذا الإعلان ما قد علمنا من عداوة المشركين له وللمؤمنين من حوله،والتنكيل بهم، ولكن كان البيع الرابح مع الله تعالى، والعاقبة كانت للنبيصلى الله عليه وسلم وللمؤمنين به فملكوا الدنيا ودانت لهم، وهدى الله بهمالناس إلى الصراط المستقيم، وفي الدار الآخرة لهم الحسنى عند الله تعالى،واللهَ نسأل أن يعزَّ دينه وينصر أولياءه ويسلك بنا سبيلهم إنه سميع مجيب

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:52


بيعة العقبة الأولى

فلما كان حج العام المقبل - سنة 12 من النبوة – قدم اثنا عشر رجلاًمنهم عشرة من الخزرج واثنان من الأوس ، فأما العشرة من الخزرج فخمسة منهمهم الذين جاءوا في العام الماضي غير جابر بن عبد الله بن رئاب وخمسة آخرونهم : معاذ بن الحارث ( معاذ بن العفراء ) . ذكوان بن عبد القيس . عبادة بنالصامت . يزيد بن ثعلبة . العباس بن عبادة بن نضلة وأما الاثنان من الأوسفهما : أبو الهيثم بن التيهان . عويم بن ساعدة . اجتمع هؤلاء برسول اللهصلى الله عليه وسلم بعقبة منى ، فعلمهم الإسلام ، وقال لهم : تعالوابايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولاتقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولاتعصوني في معروف . فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئاً ،فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله ،فأمره إلى الله ، إن شاء عاقبه ، وإن شاء عفا عنه ، فبايعوه على ذلك .

دعوة الإسلام في يثرب : فلما رجعوا إلى يثرب بعث معهم مصعب بن عمير رضيالله عنه ليقرئهم القرآن ويفقههم في الدين ، ونزل مصعب بن عمير على أبيأمامة أسعد بن زرارة ونشطا في نشر الإسلام ، وبينما هما في بستان إذ قالرئيس الأوس سعد بن معاذ لابن عمه أسيد بن حضير : ألا تقوم إلى هذينالرجلين الذين أتيا يسفهان ضعفاءنا فتزجرهما ، فأخذ أسيد حربته ، وأقبلإليهما فلما رآه أسعد قال لمصعب : هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه .وجاء أسيد فوقف عليهما وقال : ما جاء بكما إلينا ؟ تسفهان ضعفاءنا ؟اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة ، فقال مصعب : أوتجلس فتسمع ، فإنرضيت امراً قبلته ، وإن كرهته كففنا عنك ما تكرهه فقال : أنصفت ، وركزحربته وجلس ، فكلمه مصعب بالإسلام ، وتلا عليه القرآن ، فاستحسن أسيد دينالإسلام واعتنقه ، وشهد شهادة الحق . ثم رجع أسيد ، واحتال ليرسل إليهماسعد بن معاذ ، فقال له : كلمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأساً ، وقدنهيتهما فقالا نفعل ما أحببت ، ثم قال : وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلىأسعد بن زرارة ليقتلوه، لأنه ابن خالتك ، فيردون أن يخفروك . فغضب سعد ،وقام إليهما متغيظاً ، ففعل معه مصعب مثل ما فعل مع أسيد ، فهداه اللهللإسلام ، فأسلم وشهد شهادة الحق ، ثم رجع إلى قومه ، فقال : يا بني عبدالأشهل * كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا سيدنا وأفضلنا رأياً . قال : فإنكلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله ، فما أمسى فيهمرجل ولا امرأة إلا مسلماً ومسلمة ، إلا رجل واحد اسمه الأصيرم ، تأخرإسلامه إلى يوم أحد ، ثم أسلم وقتل شهيداً في سبيل الله قبل أن يسجد للهسجدة .وعاد مصعب بن عمير إلى مكة قبل حلول موعد الحج يحمل بشائر مثل هذاالفوز .



<table style="border: 1px solid Black;" width="100%" border="1" cellspacing="2"> <tr> <td style="border-style: solid; border-color: Black; border-width: 0px 3px;" align="right"> توقيع : أبو ساره</td></tr></table>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:53

بيعة العقبة الثانية


وفي موسم الحج سنة 13 من النبوة قدم كثير من أهل يثرب من المسلمينوالمشركين ، وقد قرر المسلمون أن لا يتركون رسول الله صلى الله عليه وسلمبمكة يطوف في أيام التشريق ليلاً في الشعب الذي عند جمرة العقبة .

فلما جاء الموعد ناموا في رحالهم مع قومهم ، حتى إذا مضى ثلث الليل الأولأخذوا يتسللون ، فيخرج الرجل والرجلان حتى اجتمعوا عند العقبة ، وهم ثلاثةوسبعون رجلاً اثنان وستون من الخزرج ، وأحد عشر من الأوس ، ومعهم امرأتان: نسيبة بنت كعب من بني النجار ، وأسماء بنت عمرو من بني سلمة ، وجاءهمرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب ، كان علىدين قومه ، ولكن أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له .

وكان العباس أول من تكلم ، فقال لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايزال في عز من قومه ومنعة في بلده ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بمادعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه ، فأنتم وما تحملتم من ذلك وإلا فمن الآنفدعوه .

فأجاب المتكلم عنهم – وهو البراء بن معرور – قال : نريدالوفاء والصدق وبذل الأرواح دون رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم يارسول الله * ! فخذ لنفسك ولربك ما أحببت .


فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلى القرآن ودعا إلى الله ، ورغب في الإسلام واشترط لربه :

1 – أن يعبدوه وحده ، ولا يشركون به شيئاً .

واشترط لنفسه ولربه أيضاً أنهم قالوا له على ما نبايعك ؟ فقال :

2 – على السمع والطاعة في النشاط وال××ل .

3 – وعلى النفقة في العسر واليسر .

4 – وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

5 – وعلى أن تقوموا الله ، لا تأخذكم في الله لومة لائم .

6 – وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبنائكم ، ولكم الجنة .

7 – وفي رواية عن عبادة : ( بايعناه ) على أن لا ننازع الأمر أهله .

فأخذ بيده صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور وقال : نعم ، والذي بعثكبالحق لنمنعك مما نمنع عنه أزرنا ، فبايعنا ، فنحن والله أبناء الحرب وأهلالحلقة – أي السلاح – ورثناها كابراً عن كابر . فقاطعه أبوالهيثم بن التيهان قائلاً : يارسول الله ! إن بيننا وبين الرجال حبالاً– أي عهوداً وروابط - وإنا قاطعوها ، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثمأظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلموقال : بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب منحاربتم وأسالم من سالمتم . وفي هذه اللحظة الحاسمة تقدم العباس بن عبادةبن نضلة وقال : هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟ تبايعونه على حربالأحمر والأسود من الناس ، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة ،وأشرافكم قتلاً أسلمتموه فمن الآن ، فإنه خزي في الدنيا والآخرة وإن كنتمترون أنكم وافون له على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه ، فهو والله خيرالدنيا والآخرة قالوا : فإنا نأخذه على مصيبة الأموال ، وقتل الأشراف ،فما لنا بذلك يار سول الله ! قال : الجنة . قالوا : ابسط يدك . فبسط يده ،فقاموا ليبايعوه ، فأخذ بيده أسعد بن زرارة ، وقال : رويدأ يا أهل يثرب !إنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، وأن إخراجهاليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضكم السيوف ، فإما أنتمتصبرون على ذلك فخذوه ، وأجركم على الله ، وإما أنتم تخافون من أنفسكمخيفة فذروه ، فهو أعذر لكم عند الله . قالوا : يا أسعد ! أمط عنا يدك ،فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها ، فقاموا إليه رجلاً رجلاً وبايعوه، وكان أسعد بن زرارة هو أول المبايعين على أرجح الأقوال . وقيل بل أبوالهيثم بن التيهان . وقيل : بل البراء بن معرور . أما بيعة المرأتين فكانتقولاً بدون مصافحة .

اثنا عشر نقيباً : وبعد البيعة طلب منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنيخرجوا اثني عشر نقيباً يكونون عليهم ، ويكفلون المسؤلية عنهم ، فأخرجواتسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس ، أما من الخزرج فهم :



1 – سعد بن عبادة بن دليم .



2 – أسعد بن زرارة بن عدس .

3 - سعد بن الربيع بن عمرو .

4 - عبد اللله بن رواحة بن ثعلبة

. 5 – رافع بن مالك بن عجلان .

6– البراء بن معرور بن صخر .

7– عبد الله بن عمرو بن حرام .

8 – عبادة بن الصامت بن قيس .

9 – المنذر بن عمرو بن خنيس .

وأما من الأوس فهم :

10 – أسيد بن حضير بن سماك .

11 – سعد بن خيثمة بن الحارث .

12 – رفاعة بن عبد المنذر

بن ××ير – وقيل : أبو الهيثم بن التيهان .

فلما تم اختيارهم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنتم على قومكمبما فيهم كفلاء ، ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم ، وأنا كفيل على قومي ،قالوا : نعم . هذه هي بيعة العقبة الثانية ، وكانت حقاً أعظم بيعة وأهمهافي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم تغير بها مجرى الأحداث وتحول خطالتاريخ . ولما تمت البيعة وكاد الناس ينفضون اكتشفها أحد الشياطين ، وصاحبأنفذ صوت سمع قط ، يا أهل الأخاشب – المنازل – هل لكم فيمحمد ، والصباة معه ، قد اجتمعوا على حربكم ، فقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم أما والله يا عدو الله لأتفرغن لك ، وأمرهم أن ينفضوا رحالهمفرجعوا وناموا حتى أصبحوا . وصباحاً جاءت قريش إلى خيام أهل يثرب ليقدمواالإحتجاج إليهم ، فقال المشركون : هذا خبر باطل ، ما كان من شيء ، وسكتالمسلمون ، فصدقت قريش المشركين ورجعوا خائبين . وأخيراً تأكد لدى قريش أنالخبر صحيح ، فأسرع فرسانهم في طلب أهل يثرب ، فأدركوا سعد بن عبادةوالمنذر بن عمرو عند أذاخر ، فأما المنذر فأعجز القوم هرباً ، وأما سعدفأخذوه وربطوه وضربوه وجروا شعره حتى أدخلوه مكة ، فخلصه المطعم بن عديوالحارث بن حرب ، إذ كان يجير لهما قوافلهما بالمدينة ، وأراد الأنصار أنيكروا إلى مكة إذ طلع عليهم سعد قادماً ، فرحلوا إلى المدينة سالمين .



الهجرة الأولى إلى الحبشة


لما جاءت رسالة الإسلام وقف المشركون في وجهها وحاربوها، وكانت المواجهةفي بداية أمرها محدودة، إلا أنها سرعان ما بدأت تشتد وتتفاقم يوماً بعديوم وشهراً بعد شهر، حتى ضيَّقت قريش الخناق على المسلمين واضطهدتهموأرهقتهم، فضاقت عليهم مكة بما رحبت، وصارت الحياة في ظل هذه المواجهةجحيماً لا يطاق. فأخذ المسلمون يبحثون عن مكان آمن يلجئون إليه، ويتخلصونبه من عذاب المشركين واضطهادهم.
في ظل تلك الظروف التي يعانى منها المسلمون، نزلت سورة الكهف، تلك السورةالتي أخبرت بقصة الفتية الذين فروا بدينهم من ظلم ملِكِهِم، وأووا إلى كهفيحتمون به مما يراد بهم. كان فى هذه القصة تسلية للمؤمنين، وإرشاداً لهمإلى الطريق الذي ينبغي عليهم أن يسلكوه للخروج مما هم فيه. لقد عرضت قصةأصحاب الكهف نموذجاً للإيمان فى النفوس المخلصة، كيف تطمئن به، وتؤثره علىزينة الحياة الدنيا ومتاعها، وتلجأ إلى الكهف حين يعز عليها أن تقيم شعائردينها وعقيدتها، وكيف أن الله تعالى يرعى هذه النفوس المؤمنة ويقيهاالفتنة، ويشملها برحمته ورعايته {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَايَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْ××هْفِيَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْأَمْرِكُمْ مِرْفَقاً} (الكهف:16).
لقد وضَّحت هذه القصة للمؤمنين طريق الحق والباطل، وبيَّنت أنه لا سبيلإلى للالتقاء بينهما بحال من الأحوال، وإنما هي المفاصلة والفرار بالدينوالعقيدة، وانطلاقاً من هذه الرؤية القرآنية أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين المستضعفين بالهجرة إلى الحبشة، وقد وصفت أم المؤمنين أمسلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم هذا الحدث فقالت: (لما ضاقت علينامكة، وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وفتنوا، ورأوا مايصيبهم من البلاء، والفتنة فى دينهم، وأن رسول الله صلى الله عليه و سلملا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم في منعة منقومه وعمه، لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول اللهصلى الله عليه و سلم إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم عنده أحد، فالحقواببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه، فخرجنا إليهاأرسالاً - أي جماعات - حتى اجتمعنا بها، فنزلنا بخير دار إلى خير جار،أمِنَّا على ديننا ولم نخش منه ظلماً) رواه البيهقى بسند حسن.
وهكذا هاجر أول فوج من الصحابة إلى الحبشة فى السنة الخامسة للبعثة، وكانهذا الفوج مكوناً من اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، كان في مقدمتهم عثمان بنعفان رضي الله عنه، ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ،وكان رحيلهم تسللاً تحت جنح الظلام حتى لا تشعر بهم قريش، فخرجوا إلىالبحر عن طريق جدة، فوجدوا سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة، ولماعلمت قريش بخبرهم خرجت فى إثرهم وما وصلت إلى الشاطئ إلا وكانوا قد غادروهفى طريقهم إلى الحبشة، حيث وجدوا الأمن والأمان، ولقوا الحفاوة والإكراممن ملكها النجاشى الذي كان لا يظلم عنده أحد، كما أخبر بذلك النبي صلىالله عليه و سلم .
وهكذا هيأ الله لعباده المؤمنين المستضعفين المأوى والحماية من أذى قريشوأمَّنهم على دينهم وأنفسهم، وكان في هذه الهجرة خير للمسلمين، إذاستطاعوا - فضلاً عن حفظ دينهم وأنفسهم - أن ينشروا دعوتهم،وي××بوا أرضاً جديدة تكون منطلقاً لتلك الدعوة، ومن كان معالله كان الله معه نسأل الله تعالى أن ينصر دينه وعباده المؤمنين في كلمكان والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:54

الهجرة الثانية للحبشة

ذكرنا في مقال سابق أن هجرة المسلمين الأولى إلى الحبشة كانت خيراًللمسلمين وفتحاً جديداً للإسلام، استطاع المسلمون فيها أني××بوا أرضاً جديدة تكون منطلقاً لدعوتهم، واستطاعوا أنيقيموا شعائر دينهم بأمان.
غير أن هذه الهجرة لم تدم طويلاً، حيث رجع المسلمون من أرض هجرتهم إلى مكةبعد أن بلغهم أن قريشاً هادنت الإسلام وتركت أهله أحراراً، إلا أنهم بعدوصولهم إلى مكة وجدوا الأمر على خلاف ما ظنوه، فاضطروا إلى الهجرة مرةثانية. فما خبر هذه الهجرة ؟ هذا ما سوف نعرفه في الأسطر التالية.
إن الإشاعة التي بلغت المؤمنين فى أرض الهجرة تركت أثرها في قلوبهم،فقرروا العودة إلى وطنهم، وكان سبب هذه الإشاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الحرم وفيه جمع كبير من قريش، فقام فيهم وأخذ يتلو سورةالنجم، ولم يكن المشركون قد سمعوا القرآن سماع منصت من قبل، لأن أسلوبهمالمتواصل كان هو العمل بما تواصى به بعضهم بعضاً {لا تَسْمَعُوا لِهَذَاالْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} (فصلت:26).
فلما فاجأهم النبي صلى الله عليه و سلم بتلاوة هذه السورة، وقرع آذنهمالقرآن في روعة بيانه، وجلالة معانيه، أعطوه سمعهم، فلما قرأ النبي صلىالله عليه و سلم قوله تعالى {فاسجدوا لله واعبدوا} سجد، فلم يتمالكالمشركون أنفسهم فسجدوا. وفى الحقيقة كانت روعة الحق قد صدَّعت العنادوالكِبْر الذي فى نفوسهم، فخروا ساجدين، فبلغ هذا الخبر مهاجري الحبشة،ولكن فى صورة تختلف تماماً عن صورته الحقيقية، حيث بلغهم أن قريشاً أسلمت،فرجعوا إلى مكة آملين أن يعيشوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وبينقومهم وأهليهم آمنين، فلما وصلوا قريباً من مكة عرفوا حقيقة الأمر، وأن ماوصلهم من الأخبار غير صحيح، بل إن قريشاً أشد وأنكي على المسلمين من ذيقبل، فرجع من رجع منهم، ومن دخل مكة دخلها مستخفياً، أو فى جوار رجل منالمشركين، ثم زاد المشركون فى تعذيب هؤلاء العائدين وسائر المسلمين، ولمير رسول الله صلى الله عليه و سلم بداً من أن يشير على أصحابه بالهجرة إلىالحبشة مرة أخرى، فهي المنفذ الوحيد والمخرج بعد الله تعالى – منبلاء قريش - لما يتميز به ملِكُها النجاشى من عدل ورحمة وحسن ضيافة، وقدوجده المسلمون كما قال النبي صلى الله عليه و سلم (لا يظلم عنده أحد).
فقرر المسلمون الهجرة مرة ثانية، ولكن الهجرة في هذه المرة كانت أشق وأصعبمن سابقتها، حيث تيقظت قريش لها، وقررت إحباطها، لكن المسلمين كانوا قدأحسنوا التخطيط والتدبير لها ويسَّر الله لهم السفر، فانحازوا إلى نجاشيالحبشة قبل أن تدركهم قريش، وفي هذه المرة هاجر من الرجال ثلاثة وثمانونرجلاً، وثماني عشرة امرأة. وكما كان فى الهجرة الأولى خير للإسلاموالمسلمين ففي هذه الهجرة كان الخير أكثر وأكثر، فازداد عددهم وانتشرخبرهم، وكانت أرض الحبشة التي أمِنوا فيها على أنفسهم ودينهم منطلقاًللدعوة الإسلامية وملاذاً لكل مضطهد وطريد من المسلمين، والله يؤيد دينهوعباده المؤمنين بما شاء من جنوده التي لا يعلمها إلا هو، فله الحمد فىالأولى والآخرة وصلى الله وسلم على سيدنا محمد و آله




الهجره الى الطائف
كما نعلم إن أحزان النبي صلى الله عليه و سلم وهمومه زادت وتضاعفت بوفاةأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وعمه أبى طالب في عام واحد، فـخديجةكانت خير ناصر ومعين له - بعد الله تعالى -، وعمه كان يحوطه ويحميه، ويحبهأشد الحب، وضاعف من حزنه صلى الله عليه و سلم أنه مات كافراً.
وتستغل قريش غياب أبي طالب فتزيد من إيذائها للنبي صلى الله عليه و سلموتضيَّق عليه، وكان أبو لهب من أكثر الناس كراهية للدعوة وصاحبها صلى اللهعليه و سلم ، حتى إنه كان يلاحق النبي صلى الله عليه و سلم في موسم الحج،وفى الأسواق يرميه بالحجارة ويقول: إنه صابئ كذاب، ويحذر الناس من إتباعه،فضاقت مكة على رسول الله صلى الله عليه و سلم واشتد به الحال، فخرج إلىالطائف راجياً ومؤملاً أن تكون أحسن حالاً من مكة، وأن يجد من أهلها نصرة،فماذا لقي ؟
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه و سلمهل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال: (لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكانأشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي عن ابن عبد ياليل بن عبد كلال،فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنابقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل،فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملكالجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم عليّ، ثم قال: يامحمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليكلتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال له رسول اللهصلى الله عليه و سلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحدهلا يشرك به شيئا) متفق عليه.
والقصة تقول إنه حينما ذهب الرسول صلى الله عليه و سلم إلى الطائف بدأبسادات القوم الذين ينتهي إليهم الأمر، فكلمهم في الإسلام ودعاهم إلىالله، فردوا عليه رداً قاسياً، وقالوا له: اخرج من بلادنا، ولم يكتفوابهذا الأمر، بل وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم فتبعوه يسبونه ويصيحون به،ويرمونه بالحجارة فأصيب عليه الصلاة السلام فى قدميه حتى سالت منهاالدماء، واضطروه إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة من سادات أهل الطائف،فجلس في ظل شجرة يلتمس الراحة والأمن، وصرف أصحاب البستان الأوباشوالسفهاء عنه، ثم أمرا غلاماً لهما نصرانياً يدعى عداساً وقالا له: خذقطفاً من العنب واذهب به إلى هذا الرجل، فلما وضعه بين يدي رسول الله صلىالله عليه و سلم مد يده إليه وقال بسم الله ثم أكل، فقال عداس إن هذاالكلام ما يقوله أهل هذه البلدة، فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : منأي البلاد أنت ؟ قال أنا نصراني من نينوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ قال عداس: وما يدريك ما يونس ؟قال عليه الصلاة والسلام ذلك أخي كان نبياً وأنا نبي، فأكب عداس على يديرسول الله صلى الله عليه و سلم وقدميه يقبلهما، فقال ابنا ربيعة، أحدهماللآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك! فلما جاء عداس قالا له ويحك ما هذا: قاللهما ما فى الأرض خير من هذا الرجل، فحاولا تهوين أمر النبي عليه الصلاةوالسلام، كأنما عز عليهما أن يخرج النبي صلى الله عليه و سلم من الطائفبأي ××ب.
ورجع النبي صلى الله عليه و سلم إلى مكة ليستأنف خطته الأولى فى عرضالإسلام وإبلاغ الرسالة للوفود والقبائل والأفراد، وزادت قريش من أذاهالرسول الله صلى الله عليه و سلم ، وخلعت جلباب الحياء والمروءة، فراح بعضرجالاتها يلاحقونه عليه الصلاة والسلام في الأسواق والمواسم يرمونهبالكذب، ويحذرون العرب من إتباعه.
وفى الختام فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يستسلم لهذا الواقعالأليم، بل صبر وصابر، وواصل جهاده في الدعوة متوكلاً على الله، فكانعاقبة صبره نصر من الله، وفتح عظيم تتفيأ الأمة ظلاله، وتنعم بنور الرسالةالخاتمة، فجزاه الله خير ما جزى به نبياً عن أمته والحمد لله رب العالمين







الهجرة إلى المدينة

تطلق "الهجرة" على الترك والتخلي عن الشيء، فالمهاجر من هجر ما نهى اللهعنه - كما في الحديث الشريف -، وهى بهذا المعنى مطلقة من قيود الزمانوالمكان، إذ بوسع كل مسلم أن يكون مهاجراً بالالتزام بأوامر الله والهجرللمعاصي.
لكن الهجرة النبوية تتعلق بترك الموطن والانخلاع عن المكان بالتحول عنهإلى موطن آخر ابتغاء مرضاة الله رغم شدة تعلق الإنسان بموطنه وألفتهللبيئة الطبيعية والاجتماعية فيه وقد عبّر المهاجرون عن الحنين إلى مكةبقوة وخاصة فى أيامهم الأولى حيث تشتد لوعتهم.
وتحتاج الهجرة إلى القدرة على التكيف مع الوسط الجديد "المدينة المنورة"حيث يختلف مناخها عن مناخ مكة فأصيب بعض المهاجرين بالحمى، كما يختلفاقتصادها الزراعي عن اقتصاد مكة التجاري، فضلاً عن ترك المهاجرين لأموالهمومساكنهم بمكة. لكن الاستجابة للهجرة كانت أمراً إلهياً لابد من طاعته،واحتمال المشاق من أجل تنفيذه. فقد اختار الله مكان الهجرة، كما في الحديثالشريف "رأيت فى المنام أنى أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب إلى أنهااليمامة، فإذا هي المدينة يثرب".
وما أن بدأ التنفيذ حتى مضت مواكب المهاجرين تتجه نحو الموطن الجديد.. دارالهجرة.. وقد شاركت المرآة فى حدث الهجرة المبارك منهن أم سلمة هند بنتأبي أمية التي تعرضت لأذى بالغ من المشركين الذين أرادوا منعها من الهجرةثم استلوا ابنها الرضيع منها حتى خلعوا يده.. لكنها صممت على الهجرة ونجحتفى ذلك رغم الأخطار والمصاعب.
وخلدت أسماء بنت أبى بكر ذكرها فى التاريخ وحازت لقب ذات النطاقين عندماشقت نطاقها نصفين لتشد طعام المهاجرَين، رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبى بكر رضي الله عنه وقد تتابعت هجرة النساء فى الإسلام حتى شرعت فيالقرآن {إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن} (الممتحنة:10)، ونزلتالآيات الكريمة تأمر بالهجرة وتوضح فضلها منذ السنة التي وقعت فيها لغايةسنة 8 هـ عندما أوقفت الهجرة بعد فتح مكة وإعلان النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونيّة وإذا استنفرتمفانفروا).
والأمر بالهجرة إلى المدينة لأنها صارت مأرز الأيمان وموطن الإسلام، وشرعفيها الجهاد لمواجهة الأعداء المتربصين بها من قريش واليهود والأعراب،فكان لابد من إمدادها بالطاقة البشرية الكافية مما يفسر سبب نزول القرآنبهذه الآيات الواعدة للمهاجرين: {إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا فيسبيل الله أولئك يرجون رحمة الله} (البقرة:218)، {والذين هاجروا فى اللهمن بعد ما ظلموا لنبوئنهم فى الدنيا حسنة} (النحل:41)، {ومن يهاجر فى سبيلالله يجد فى الأرض مراغماً كثيراً وسعة} (النساء:100).
وقد حاز المهاجرون شرفاً عظيماً في الدنيا فضلاً عن ثواب الله ووعدهالكريم، فقد اعتبروا أهل السبق فى تأسيس دولة الإسلام فنالوا رضي اللهوالقربى منه {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهمبإحسان رضي الله عنهم} (التوبة:100). وهكذا خلد الله ذكرهم فى القرآن الذييتعبد المسلمون بتلاوته إلى آخر الزمان.
الهجرة من سنن النبيين عليهم السلام
لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم أول نبي يهاجر في سبيل الله بل مر بهذاالامتحان كثير من الأنبياء.. وقد أخبرنا الله تعالى بأن إبراهيم عليهالسلام هاجر من موطنه إلى مصر وغيرها داعياً إلى التوحيد، وأن يعقوب ويوسفعليهما السلام هاجرا من فلسطين إلى مصر وأن لوطاً هجر قريته لفسادها وعدماستجابتها لدعوته. وأن موسى عليه السلام هاجر بقومه من مصر إلى سيناءفراراً بدينه من طغيان فرعون.
وهكذا فان الهجرة من سنن النبيين، وقد كانت هجرة نبينا عليه الصلاةوالسلام خاتمة لهجرات النبيين. وكانت نتائجها عميقة شكلت منعطفاً تاريخياًحاسماً.
نتائج الهجـرة
لقد أدت الهجرة إلى قيام دولة الإسلام في المدينة، والتي أرست ركائزالمجتمع الإسلامي على أساس من الوحدة والمحبة والتكافل والتآخي والحريةوالمساواة وضمان الحقوق، وكان الرسول صلى الله عليه و سلم هو رئيس هذهالدولة وقائد جيوشها وكبير قضاتها ومعلمها الأول. وقد طبق الرسول صلى اللهعليه و سلم شريعة الإسلام، وكان القرآن ينزل بها منجماً، فكان الصحابةيدرسون ما ينزل ويطبقونه على أنفسهم، ويتعلمون تفسيره وبيانه من النبي صلىالله عليه و سلم فتكون جيل رباني تمكن من الجمع بين عبادة الله وعمرانالحياة وعمل تحت شعار: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموتغدا. وفي خلال عقد واحد توحدت معظم الجزيرة العربية في ظل الإسلام، ثمانتشر فى خلال عقود قليلة تالية ليعم منطقة واسعة امتدت من السند شرقاًإلى المحيط الأطلسي غرباً حيث آمن الناس بالإسلام، واستظلوا بشريعتهالعادلة وأقاموا حضارة زاهرة آتت أكلها قروناً طويلة في حقول التشريعوالتربية وعلوم الكون والطبيعة، فكانت أعظم آية. والحمد لله رب العالمين.












.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:56

تكوين الدولة الإسلامية



المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

إن رباط الأخوة في الإسلام رباط عظيم ولذلك حرص النبي صلى الله عليه و سلمعليه وأكده، وكان من أوائل الأمور التي قام بها بعد وصوله المدينة أن آخىبين المهاجرين والأنصار. ويبدو أن النبي صلى الله عليه و سلم استمر يؤاخىبين أصحابه مؤاخاة ومواساة وتعاون وتناصح دون أن يترتب على ذلك حق التوارثبين المتآخين، وهكذا وردت أخبار تفيد أنه آخى بين أبى الدرداء وسلمانالفارسي مع أن سلمان أسلم بين أحد والخندق مما جعل الواقدي البلاذرىينكران ذلك. وكذلك أنكر ابن كثير مؤاخاة جعفر بن أبى طالب لمعاذ بن جبللأن جعفر قدم فى فتح خيبر أول سنة 7هـ. ومثل ذلك مؤاخاة الحتات مع معاويةبن أبي سفيان؛ لأن معاوية أسلم بعد فتح مكة سنة 8هـ. كذلك فإن الحتات قدمالمدينة فى وفد تميم في العام التاسع للهجرة، وإذا اعتبرنا المؤاخاةمستمرة إلا ما يتعلق بحق التوارث الذي أبطل بعد بدر فلا موجب لهذاالاعتراض والإنكار الذي أبداه المؤرخون تجاه هذه الروايات.
وكذلك إذا قبلنا وقوع مؤاخاة دون إرث قبل وبعد تشريع المؤاخاة بينالمهاجرين والأنصار فإن ذلك سوف يفسر الالتباس الذي وقع فيه ابن إسحقعندما أورد في قائمة المتآخين خبر مؤاخاة النبي صلى الله عليه و سلم لعلىومؤاخاة حمزة لزيد بن حارثة وكلهم مهاجرون فى حين أن سائر الأسماء الأخرىالتي وردت فى قائمته توضح أن المؤاخاة كانت بين مهاجرين وأنصار.
وقد عقب ابن كثير على مؤاخاة النبي صلى الله عليه و سلم لعلي ومؤاخاة حمزةلزيد بأنه لا معنى لهذه المؤاخاة إلا أن يكون النبي صلى الله عليه و سلملم يجعل مصلحة على إلى غيره فإنه كان ممن ينفق عليه الرسول صلى الله عليهو سلم من صغره. وألا أن يكون حمزة قد التزم بمصالح مولاهم زيد بن حارثةفآخاه بهذا الاعتبار.
ولكن هذا التعليل الذي قدمه ابن كثير غير مقبول لأن المصادر ذكرت مؤاخاةحمزة ابن عبد المطلب لكلثوم بن الهدم وغيره، كما ذكرت مؤاخاة زيد بن حارثةلأسيد بن حضير. كما أن المؤاخاة بين الرسول صلى الله عليه و سلم وعليتقتضى التوارث، والنبي لا يورث كما جاء فى الحديث، كما أن البلاذرى ذكرمؤاخاة على لسهل بن حنيف. وكذلك فإن البلاذرى ذكر وقوع مؤاخاة بين النبيصلى الله عليه و سلم وعلى وحمزة وزيد بمكة.
ونخلص من ذلك إلى أن هذه المؤاخاة بين النبي صلى الله عليه و سلم وعلىوبين حمزة وزيد إذا كانت قد وقعت، فإنها مؤاخاة تقتضى المؤازرة والرفقةدون حقوق التوارث وأنها جرت فى غير الوقت الذي أعلن فيه نظام المؤاخاة فيدار أنس بن مالك.
وأخيراً فإن المؤاخاة التي شرعت بين المؤمنين باقية لم تنسخ سوى ما يترتبعليها من توارث فإنه منسوخ، وبوسع المؤمنين فى كل عصر أن يتأخوا بينهم علىالمواساة والاتفاق والنصيحة ويترتب على مؤاخاتهم حقوق أخص من المؤاخاةالعامة بين المؤمنين. والله نسأل أن يؤلف بين المؤمنين ويجعلهم أخوةمتحابين متناصرين. والحمد لله رب العالمين.














المجتمع الإسلامي في المدينة

لقد تغلب المهاجرون على المشكلات العديدة، واستقروا في الأرض الجديدة،مغلبين مصالح العقيدة ومتطلبات الدعوة، بل صارت الهجرة واجبة على كل مسلملنصرة النبي صلى الله عليه و سلم ، ومواساته بالنفس، حتى كان فتح مكةفأوقفت الهجرة؛ لأن سبب الهجرة ومشروعيتها نصرة الدين وخوف الفتنة منالكافرين. وأبرز نتائج الهجرة تتمثل في قيام الدولة الإسلامية الأولى، وهىأول دولة أقامها نبي فى الأرض، وذلك لأن دين الإسلام يجمع ما بين العبادةوالتشريع والحكم.
وقد هيأت الهجرة الأمة والأرض لإقامة دولة نموذجية تهدف إلى إيجاد ظروفملائمة لتحقيق العبودية الخالصة لله وحده، ولبناء مجتمع تسوده الأخوةالدينية وينأى عن العصبية الجاهلية، وكانت طاعة الله ورسوله هي الوسيلةلبناء المجتمع والدولة على أسس جديدة. وفيما يلي توضيح لنتائج الهجرةوقيام الدولة الإسلامية.
من أسس الدولة
أ- تحقيق العبودية الخالصة لله وحده.
أحدث الإسلام نقلة عميقة وشاملة في عالم العقيدة، فلم يعد ثمة مجال لعبادةالأصنام والكواكب والأوهام، ولا لممارسة السحر والكهانة، ولا للتشبثبالتمائم والرقى، بل اتجه سكان الدولة الإسلامية إلى توحيد الله فى التصوروالعبادة والسلوك، فالله واحد {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}(البقرة:163)، وهو {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُالأَبْصَارَ} (الأنعام3) ولا يشبه شيئاً من المخلوقات، وقد وصف نفسه بصفاتالسمع والبصر والعلم والحياة وغيرها من الصفات التي وردت فى القرآنوالسنة؛ لكن هذه الصفات لا تماثل صفات المخلوقين {لَيْسَ××مِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير} (الشورى).
وأحدث الإسلام انقلاباً جذرياً في حياة الفرد والجماعة، بحيث تغيّر سلوكالأفراد اليومي وعاداتهم المتأصلة تغيراً كلياً، كما تغيرت مقاييسهموأحكامهم ونظرتهم إلى الكون والحياة. وكذلك تغيرت بنية المجتمع بصورةواضحة، فاختلفت مظاهر وصور، وبرزت معالم وظواهر جديدة. فالنقلة كبيرة بينما كان عليه الإنسان فى جاهليته، وما صار إليه فى إسلامه. إذ لم يعدالعربي متفلتاً من الضوابط فى معاملاته وعلاقاته الاجتماعية، بل صارمنضبطاً بضوابط الشريعة الإسلامية فى جزئيات حياته من أخلاق وعادات كالنوموالاستيقاظ، والطعام والشراب، والزواج والطلاق، والبيع والشراء، ولا شك أنالعادات تتحكم فى الإنسان، ويصعب عليه التخلص منها واكتساب عادات وصفاتجديدة، ولكن ما ولّده الإسلام فى أنفسهم من إيمان عميق مكّنهم من الانخلاعمن الشخصية الجاهلية بكل ملامحها واكتساب الشخصية الإسلامية بكل مقوماتها،فاعتادوا على عبادة الله تعالى وحده، بالصلاة والصوم والحج والزكاةوالجهاد، وقصده بكل أعمال الخير الأخرى، والتقرب إليه بالذكر والشكر،والصبر على البلوى، والإنابة إليه، والدعاء إليه، والرغبة فى فضله ورحمته،وامتلاء القلب بالتوحيد والإخلاص والرجاء.
واعتادوا أيضاً على استحضار النية لله في نشاطهم الاجتماعي والاقتصاديوالسياسي؛ لان العبادة في الإسلام مفهومها واسع يمتد لكل عمل يقوم بهالإنسان إذا قصد به وجه الله وطاعته. وإلى جانب الاعتياد على الطاعات، فإنالمسلمين تخلصوا من العادات المتأصلة التي نهى عنها الإسلام كشرب الخمروالأنكحة الجاهلية والربا ومنكرات الأخلاق من الكذب والخيانة والغشوالغيبة والحسد والكبر والظلم... وهكذا فإن الدولة الإسلامية التي أقامهارسول الله صلى الله عليه و سلم في المدينة كونت مجتمعاً ربانياً يسعىأفراده فى العمران الأدبي والمادي للأرض ويتطلعون إلى ما عند الله منالنعيم المقيم.
ب- الأخوة ووحدة الصف.
إن الأساس الذي بنيت عليه العلاقات في مجتمع الدولة الإسلامية هو الإخوةالإيمانية التي حددتها الآية الكريمة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(الحجرات)، فالأخوة الصادقة لا تكون إلا بين المؤمنين، وهم يقفون صفاًواحداً للجهاد فى سبيل الله ولبناء قوة الدولة العسكرية والاقتصاديةوالاجتماعية، وذلك برص صفوفهم، والتعاون فيما بينهم، وشيوع المحبة والألفةفى مجتمعهم. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَفِي سَبِيلِهِ صَفّاً ××أَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}(الصف:4).
ج- الطاعة بالمعروف فى المنشط والمكره.
اتسم جيل الصحابة رضوان الله عليهم بالطاعة الكاملة لأوامر الله تعالىوأوامر رسوله صلى الله عليه و سلم ، فقد كانوا يقرؤون القرآن وكأنه ينزلعلى كل واحد منهم - رجلاً كان أم امرأة - غضاً طرياً، وكانت لغة التخاطببينهم هي الفصحى التي نزل بها القرآن، وقد أعانهم ذلك على فهم الخطابالإلهي بسهولة ويسر، كما ولّد الأثر القوى فى نفوسهم، وسرعة الاستجابةالتامة لتعاليمه وأحكامه. فكان جيل الصحابة قادراًُ على التخلص من عاداتالجاهلية وتقاليدها وأعرافها، حتى لو كانت العادات قد استقرت منذ قرون،وصارت عرفاً مشروعاً وتقليداً مقبولاً. فمن ذلك أنه لما نزل قول اللهتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُوالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِفَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (المائدة:90) خرجت الأنصار بدنانالخمر إلى الأزقة وأراقوها وقالوا: انتهينا ربنا انتهينا ربنا. وشرب الخمرالذي أقلعوا عنه كان عادة متأصلة فى حياة الفرد والمجتمع، والخمر الذيأراقوه كان مالاً ضحوا به تسليما لله رب العالمين.
ومن ذلك أن قوماً من المسلمين وفدوا على رسول الله صلى الله عيه وسلم فىأول النهار، فإذا هم عراة حفاة يلبسون أ××ية الصوف وعليهمالسيوف، فتغيّر وجه الرسول صلى الله عليه و سلم إشفاقا عليهم، وجمع الناس،وحثّهم على الصدقة، وقرأ عليهم الآيات في ذلك ومنها {اتَّقُوا اللَّهَوَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَد} (الحشر:18) فتتابع الناس حتىجمعوا كومين من طعام وثياب، فتهلّل وجه الرسول صلى الله عليه و سلم فرحاًبمبادرة الصحابة إلى معونة إخوانهم وطاعة ربهم وكذلك بادرت الصحابيات إلىطاعة أمر الله تعالى، قالت عائشة رضي الله عنها: "يرحم الله النساءالمهاجرات الأول، لما أنزل الله {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}(النور:31)شققن مروطهنّ فاختمرن به" رواه البخاري.
لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يلتزمون بالبيعة لرسول الله صلى اللهعليه و سلم ثم للخلفاء الراشدين من بعده، وكان للبيعة قيمة عالية، فهيالتزام حر، وتعاقد بين الطرفين، وقد دللّوا دائما على صدق التزامهم فلبّواداعي الجهاد، وخاضوا غمار المعارك فى أماكن نائية عن ديارهم، ودفن كثيرمنهم فى أطراف الأرض، وما عرفوا القعود عن الجهاد، والحفاظ على الكرامةوالذود عن العقيدة. فجزاهم الله عن هذه الأمة وهذا الدين خير الجزاء، وسلكبنا سبيلهم، وحشرنا في زمرتهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،والحمد لله أولاً وآخرا.


















الغزوات الإسلامية


مقدمة

شرع الجهاد لأول مرة في العهد المدني، وقبل ذلك كان المسلمون مأمورين بعدماستعمال القوة في مواجهة المشركين وأذاهم، فكان الشعار المعلن (كفواأيديكم وأقيموا الصلاة) (النساء:77). فقد كانت الدعوة في المرحلة المكيةجديدة مثل النبتة الصغيرة تحتاج إلى الماء والغذاء والوقت لترسخ جذورهاوتقوى على مواجهة العواصف، فلو واجهت الدعوة آنذاك المشركين بحد السيففإنهم يجتثونها ويقضون عليها من أول الأمر، فكانت الحكمة تقتضى أن يصبرالمسلمون على أذى المشركين، وأن يتجهوا إلى تربية أنفسهم ونشر دعوتهم.

قد أسلفنا ما كان يأتي به كفار مكة من التنكيلات والويلات ضد المسلمين،وما فعلوا بهم عند الهجرة مما استحقوا لأجلها المصادرة والقتال، إلا أنهملم يكونوا ليفيقوا من غيهم، ويمتنعوا عن عدوانهم، بل زادهم غيظاً أن فاتهمالمسلمون ووجدوا مأمناً ومقراً بالمدينة، فكتبوا إلى عبد اللَّه بن أبي بنسلول، وكان إذ ذاك مشركاً بصفته رئيس الأنصار قبل الهجرة - فمعلوم أنهمكانوا مجتمعين عليه، وكادوا يجعلونه ملكاً على أنفسهم لولا أن هاجر رسولاللَّه صلى الله عليه وسلم وآمنوا به - كتبوا إليه وإلى أصحابه المشركينيقولون لهم في كلمات باتة "إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم باللَّه لتقاتلنهأو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم".
وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد اللَّه بن أبى ليمتثل أوامر إخوانهالمشركين من أهل مكة - وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم، لمايراه أنه استلبه ملكه يقول عبد الرحمن بن كعب فلما بلغ ذلك عبد اللَّه بنأبى ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال رسول اللَّه صلى الله عليهوسلم، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم، فقال: لقد بلغ وعيدقريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ممّا تريدون أن تكيدوا بهأنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم، فلما سمعوا ذلك من النبي صلىالله عليه وسلم تفرقوا.
امتنع عبد اللَّه بن أبى بن سلول عن إرادة القتال عند ذاك، لما رأى خوراًأو رشداً في أصحابه، ولكن يبدو أنه كان متواطئاً مع قريش، فكان لا يجدفرصة إلا وينتهزها لإيقاع الشر بين المسلمين والمشركين، وكان يضم معهاليهود، ليعينوه على ذلك، ولكن تلك هي حكمة النبي صلى الله عليه وسلم التيكانت تطفئ نار شرهم حيناً بعد حين.
إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام
ثم إن سعد بن معاذ انطلق إلى مكة معتمراً فنزل على أمية بن خلف بمكة، فقاللأمية انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت، نهارا، فلقيهما أبو جهلفقال: يا أبا صفوان، من هذا معك؟ فقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل ألا أراكتطوف بمكة آمناً وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم، وتعينونهم، أماواللَّه لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالماً، فقال له سعد ورفعصوته عليه أما واللَّه لئن منعتني هذا لأمنعك ما هو أشد عليك منه، طريقكعلى أهل المدينة.
قريش تهدد المهاجرين
ثم إن قريشاً أرسلت إلى المسلمين تقول لهم لا يغرنكم أنكم أفلتمونا إلىيثرب، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم. ولم يكن هذا كلهوعيداً مجرداً فقد تأكد عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من مكائد قريشوإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهراً، أو في حرس من الصحابةفقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت: سهر رسولاللَّه صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة فقال: ليت رجلاً صالحاً منأصحابي يحرسني الليلة، قالت: فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح، فقال: منهذا؟ قال: سعد بن أبى وقاص، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ماجاء بك ؟ فقال: وقع في نفسي خوف على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجئتأحرسه، فدعا له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم نام.
ولم تكن هذه الحراسة مختصة ببعض الليالي بل كان ذلك أمراً مستمراً، فقدروى عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحرس ليلاً حتىنزل {وَاللَّهُ يَعْصِمُ×× مِنْ النَّاسِ } [المائدة: 67]فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من القبة، فقال: يا أيها الناسانصرفوا عنى فقد عصمني اللَّه عز وجل.
ولم يكن الخطر مقتصراً على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بل علىالمسلمين كافة، فقد روى أبي بن كعب، قال: لما قدم رسول اللَّه صلى اللهعليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة،وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه.
الإذن بالقتال
في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان المسلمين بالمدينة، والتي كانتتنبىء عن قريش أنهم لا يفيقون عن غيهم ولا يمتنعون عن تمردهم بحال، أنزلاللَّه تعالى الإذن بالقتال للمسلمين، ولم يفرضه عليهم قال الله تعالى:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَعَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} (الحج:39).
وأنزل هذه الآية ضمن آيات أرشدتهم إلى أن هذا الإذن إنما هو لإزاحةالباطل، وإقامة شعائر اللَّه، قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْفِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّ××اةَوَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْ××رِ}[الحج:41]. والصحيح الذي لا مندوحة عنه أن هذا الإذن إنما نزل بالمدينةبعد الهجرة، لا بمكة، ولكن لا يمكن لنا القطع بتحديد ميعاد النزول.
نزل الإذن بالقتال ولكن كان من الحكمة إزاء هذه الظروف - التي مبعثهاالوحيد هو قوة قريش وتمردها - أن يبسط المسلمون سيطرتهم على طريق قريشالتجارية المؤدية من مكة إلى الشام، واختار رسول اللَّه صلى الله عليهوسلم لبسط هذه السيطرة خطتين:
الأولى: عقد معاهدات الحلف أو عدم الاعتداء مع القبائل التي كانت مجاورةلهذا الطريق، أو كانت تقطن ما بين هذا الطريق وما بين المدينة، وقد أسلفنامعاهدته صلى الله عليه وسلم مع اليهود وكذلك كان عقد معاهدة الحلف أو عدمالاعتداء مع جهينة قبل الأخذ في النشاط العسكري، وكانت مساكنهم على ثلاثمراحل من المدينة، وقد عقد معاهدات أثناء دورياته العسكرية وسيأتي ذكرها.
الثانية: إرسال البعوث واحدة تلو الأخرى إلى هذا الطريق.
الغزوات –أسبابها و مشروعيتها
بعد أن استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وكان بها اليهود منبنى قينقاع وقريظة والنضير، أقرهم عليه الصلاة والسلام على دينهموأموالهم، واشترط لهم وعليهم شروطاً، وكانوا مع ذلك يظهرون العداوةوالبغضاء للمسلمين، ويساعدهم جماعة من عرب المدينة كانوا يظهرون الإسلاموهم في الباطن كفار؛ وكانوا يعرفون بالمنافقين، يرأسهم عبد الله بن أبي بنسلول، وقد قبل صلى الله عليه وسلم من هاتين الفئتين (اليهود والمنافقين)ظواهرهم، فلم يحاربهم ولم يحاربوه بل كان يقاوم الإنكار بالحجج الدامغةوالحكم البالغة فلم يكن صلى الله عليه وسلم يقاتل أحداً على الدخول في دينالله، بل كان يدعو إليه ويجاهد في سبيله بإقامة ساطع الحجج وقاطعالبراهين.
ولكن لما كانت قريش أمة معادية له، مقاومة لدعوته، معارضة له فيها، وقدآذته وآذت المسلمين وأخرجتهم من ديارهم، واستولت على ما تركوه بمكة منالأموال، وآذت المستضعفين الذين لم يقدروا على الهجرة مع رسول اللهوأصحابه، أذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم وقتال كل معتدوصادٍّ عن الدعوة.
فأول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك مصادرة تجارة قريشالتي كانوا يذهبون بها إلى الشام والتي يجلبونها منه. وكان بعد ذلك -عندما تدعو الحال لقتال من يقف في وجه الدعوة من قريش أو غيرهم - يخرج إلىالقتال بنفسه ومعه المقاتلون من المسلمين، وتارة يبعث مع المقاتلين منيختاره لقيادتهم، وقد سمي المؤرخون ما خرج فيه النبي صلى الله عليه وسلمبنفسه (غزوة) سواء حارب فيها أم لم يحارب، وسموا ما بعث فيها أحد القواد(سرية).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 19:58

الجهاد في سبيل نشر الإسلام

فلما قامت للإسلام دولة في المدينة، شرع الله الجهاد دفاعاً عن النفس فقطفي أول الأمر: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواوَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39)، (وَقَاتِلُوا فِيسَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّاللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190) ثم أذن بمبادرة العدوللتمكين للعقيدة من الانتشار دون عقبات، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوامن اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَفِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) (البقرة:193).
وقد التزم المقاتلون المسلمون بضوابط الحق والعدل والرحمة، فسجل التاريخلهم انضباطهم الدقيق، حيث لم ترد أية إشارة إلى القيام بمجازر، أو سلبالأموال، أو الاعتداء على الأعراض في المناطق المفتوحة مما يقع عادة فيالحروب المدنية خلال مراحل التأريخ المختلفة. وقبل ذلك كله لم تفرضالعقيدة الإسلامية بالقوة على سكان المناطق المفتوحة، بل سمح لأهل الكتاببالمحافظة على أديانهم الأخرى، ولا زالوا يعيشون بأديانهم حتى الوقتالحاضر بسبب السماحة الدينية.
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبين للمسلمين ضرورة اقتران النيةبالجهاد، وأن لا يكون الدافع إلى القتال الحصول على الغنائم، أو الرغبة فيالشهرة والمجد الشخصي، أو الوطني، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه و سلمعن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياءً، أي ذلك في سبيل الله؟فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليافهو في سبيل الله) رواه مسلم.
بل لا بد من إخلاص النية لله بأن لا يقترن القصد من الجهاد بأي غرض دنيويلأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتغى به وجهه. وفىالحديث عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (تضمَّن الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناًبي، وتصديقاً برسلي، فهو عليَّ ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنهالذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما منكلم ـ جرح ـ يكلم في سبيل الله إلا ما جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم،لونه لون دم، وريحه مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ماقعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولايجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عنى، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزوفى سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) رواه مسلم.
ومن الصعب تقديم النماذج الكثيرة التي توضح أثر هذه التوجيهات النبوية علىنفسية المقاتل المسلم، ولكن يمكن اختيار نموذجين لمقاتلين من عامة الجند،فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للمسلمين أثناء القتال في غزوةأحد: قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فسمعه عمير بن الحمام الأنصاريفقال: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض! ؟ قال: نعم فقال بخ بخ ـكلمة تقال لتعظيم الأمر في الخير ـ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكونمن أهلها. قال: فإنك من أهلها. فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثمقال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بماكان معه من التمر وقاتلهم حتى قتل) رواه مسلم. فهذا النموذج الأول.
أما الثاني: فقد صح أن أعرابياً شهد فتح خبير، أراد النبي صلى الله عليه وسلم أثناء المعركة أن يقسم له قسماً وكان غائبا، فلما حضر أعطوه ما قسمله، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: ما على هذا اتبعتك،ولكني اتبعتك على أن أرمى هاهنا ـ وأشار إلى حلقه ـ بسهم فأدخل الجنة.قال: (إن تصدق الله يصدقك) قال: فلبثوا قليلا، ثم نهضوا في قتال العدوفأتي به يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فكفنه النبي صلى الله عليه و سلمبجبته، وصلى الله عليه ودعا له، فكان مما قال: (اللهم هذا عبدك خرجمهاجراً في سبيلك فقتل شهيدا، وأنا عليه شهيد) مصنف عبد الرازق.
فهذه الرواية شاهد قوى على ما يبلغه الإيمان من نفس أعرابي ألف حياةألغزوه والسلب والنهب في الجاهلية فإذا به لا يقبل ثمنا لجهاده إلا الجنة،فكيف يبلغ الإيمان إذاً من نفوس الصفوة من أصحاب رسول الله صلى الله عليهو سلم ؟!.
أقسام الجهاد
يكون الجهاد بالكلمة، وبالمال، وبالنفس، وفيما يلي تعريف بكل قسم من هذه الأقسام:
الجهاد بالكلمة
إن المقصود بالجهاد بالكلمة هو الدعوة إلى الله تعالى، ببيان العقيدةوالشريعة وتربية الناس ويفقههم، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتوجيهالنصح للحاكم، وخاصة إذا كان جائراً، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم Sadأفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) رواه أبو داود، وقال: (سيد الشهداءحمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله). أبو داودوصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وذلك لأن الناس تهاب الظالم ولا تنصحهمما يؤدى إلى الطغيان والانحراف عن الاستقامة والمخالفة لدين الله، فكانأجر من يسعى إلى تقويم الحاكم الجائر عظيماً، لأن عودته إلى الاستقامةوطاعة الله تعالى تؤدى إلى إحياء فريضة الجهاد في المجتمع، وتهيئة الأمةروحياً وجسمياً وفكرياً لمتطلباته.
الجهاد بالمال
حض الإسلام على الجهاد بالمال، لما له من أثر كبير في تجهيز الجيوشبالسلاح والأدوات والتدريب، مما يقتضى صرف الأموال الوفيرة، وتقوم الدولةفي الوقت الحاضر بهذا الواجب، فتصرف من الموارد العامة على إعداد الجيوش،وعند الحاجة، أو نقص الموارد، فيجب على أغنياء المسلمين دعم الجهادبأموالهم، قال تعالى: (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوابِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (التوبة:41). وقدسئل رسول الله صلى الله عليه و سلم : أي الناس أفضل ؟ فقال: (مؤمن يجاهدفي سبيل الله بنفسه وماله) رواه البخاري.
الجهاد بالنفس
يحرص الإسلام على السلم، ويدعو الناس إلى الدخول فيه، كما يحرص علىهدايتهم، بالبيان والترغيب، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلى رضيالله عنه. حين وجهه لقتال يهود خبير: (لئن يهدى الله بك رجلا خبر من أنيكون لك حمر النعم) رواه مسلم.
ولكن الإسلام يحث أيضا على القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الدين، أوالدفع عن أرض المسلمين إذا هوجموا من عدوهم، والجهاد بالنفس من فروضالكفايات إذا قام به البعض سقط عن الباقين، إلا عندما تغزى أرض المسلمينفإنه يصبح فرض عين يقوم به كل قادر على القتال، قال تعالى: (إنما المؤمنونالذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وَأَنْفُسِهِمْفِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِ×× هُمُ الصَّادِقُونَ)(الحجرات:15).
وخاتمة القول: إن الجهاد شرع في الوقت المناسب، وشرع لإقامة الحق والعدل،ونشر رسالة الإسلام وإزاحة العوائق من أمام هذه الرسالة لتصل للناس أجمعين




















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 20:00

قريش تتجهـز للخروج

وخرجت قريش مسرعة لإنقاذ عيرها ورجالها، ولتلتقي بالمسلمين في حرب تراهاقاضية على قوة المسلمين التي ظلت تهدد تجارتهم. ولم يتخلف من أشرافهم سوىأبي لهب، فإنه أرسل مكانه العاص بن هشام، مقابل دين كان عليه، مقدارهأربعة آلاف درهم. ولم يتخلف من بطون قريش سوى بنى عدى. وبلغ عددهم فيبداية مسيرهم نحو ألف وثلاثمائة محارب، معهم مائة فرس وستمائة درع وجمالكثيرة، بقيادة أبى جهل.
الشيطان وقـريش
وعندما خشوا أن تغدر بهم بنو بكر لعدواتها معهم، كادوا أن يرجعوا عماأرادوه، فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك المدلجي، سيد بني كنانة،وقال لهم: (أنا لكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه. فخرجوامن ديارهم كما حكى عنهم القرآن (بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله){وَلاَ تَكُونُواْ ××الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمبَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُبِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (الأنفال:47).
ذكر رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
قال ابن إسحاق فأخبرني من لا أتهم عن عكرمة عن ابن عباس ويزيد بن رومان عنعروة بن ال××ير قالا: وقد رأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدومضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها. فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلبفقالت له يا أخي، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني، وتخوفت أن يدخل علىقومك منها شر ومصيبة فاكتم عني ما أحدثك به فقال لها: وما رأيت ؟ قالترأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته ألاانفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث فأرى الناس اجتمعوا إليه ثم دخل المسجدوالناس يتبعونه فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر الكعبة ثم صرخبمثلها: ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث ثم مثل به بعيره على رأسأبي قبيس فصرخ بمثلها. ثم أخذ صخرة فأرسلها فأقبلت تهوي، حتى إذا كانتبأسفل الجبل ارفضت فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار إلا دخلتها منها فلقةقال العباس والله إن هذه لرؤيا، وأنت فاكتميها، ولا تذكريها لأحد. وفىالقصة إنكار العباس على أبي جهل قوله: (حتى حدثت فيكم هذه النبية)، وإرادةالعباس أن يشاتمه، واشتغال أبى جهل عنه بمجيء ضمضم يستنفر قريشاً لصدالمسلمين عن عيرهم، فتجهزوا وخرجوا إلى بدر، فصدق الله رؤيا عاتكة.
نجـاة أبي سفيان بالعيـر
لقد كان أبو سفيان متيقظاً للخطر المتكرر من جانب المسلمين. ولذا عندمااقترب من بدر لقي مجدي بن عمرو وسأله عن جيش الرسول صلى الله عليه و سلم ،فأفاده مجدي بأنه رأى راكبين أناخا إلى تل، ثم استقيا في شن لهما، ثمانطلقا، فبادر أبو سفيان إلى مناخيهما، فأخذ من أبعار بعيريهما، ففته،فعرف منه أنه من علائف المدينة، فأسرع تاركاً الطريق الرئيس الذي يمر علىيسار بدر، واتجه إلى طريق الساحل غرباً، ونجا من الخطر. ثم أرسل رسالةأخرى إلى جيش قريش، وهم بالجحفة، يخبرهم فيها بنجاته، ويطلب منهم الرجوعإلى مكة. وهم جيش مكة بالرجوع، ولكن أبا جهل رفض ذلك، قائلا: (والله لانرجع حتى نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثا، فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقىالخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبميسرنا وجمعنا، فلا يزالونيهابوننا أبدا. فامضوا).
رجـوع بني زهـرة
فأطاعه القوم ما عدا الأخنس بن شريق، حيث رجع بقومه بني زهرة، وطالب بنأبى طالب، لأن قريشاً في حوارها معه، اتهمت بنى هاشم بأن هواهم مع محمدصلى الله عليه و سلم . وساروا حتى نزلوا قريباً من بدر، وراء كثيب يقعبالعدوة القصوى، على حدود وادي بدر.


















الرسول صلى الله عليه و سلم يستشير اصحابه

وبلغ خبر ذلك الرسول صلى الله عليه و سلم ، فاستشار أصحابه. وخشي فريقمنهم المواجهة في وقت لم يتوقعوا فيه حربا كبيرة، ولم يستعدوا لها بكاملعدتهم وعتادهم، فجادلوا الرسول صلى الله عليه و سلم ليقنعوه بوجهة نظرهم.وفيهم نزل قول الله تعالى: {××مَا أَخْرَجَ××رَبُّ×× مِن بَيْتِ×× بِالْحَقِّ وَإِنَّفَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَ××ارِهُونَيُجَادِلُونَ×× فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ××أَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَوَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْوَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْ××ةِ تَكُونُ لَكُمْوَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِ××لِمَاتِهِوَيَقْطَعَ دَابِرَ الْ××افِرِينَ} (الأنفال:7).
وتكلم قادة المهاجرين، وأيدوا الرأي القائل بالسير لملاقاة العدو، منهمأبو بكر وعمر والمقداد بن عمرو. ومما قاله المقداد: (يا رسول الله، امضلما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى:اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنامعكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معكمن دونه حتى تبلغه). وفى رواية قال: (لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنتوربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون، ولكننا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديكوخلفك) وسر النبي صلى الله عليه و سلم من قوله.
وبعد سماعه كلام قادة المهاجرين، قال: (أشيروا على أيها الناس)، وكان بذلكيريد أن يسمع رأي قادة الأنصار، لأنهم غالبية جنده، ولأن نصوص بيعة العقبةالكبرى لم تكن في ظاهرها ملزمة لهم بحماية الرسول صلى الله عليه و سلمخارج المدينة، وأدرك سعد بن معاذ – حامل لواء الأنصار – مرادالرسول صلى الله عليه و سلم ، فنهض قائلا: (والله لكأنك تريدنا يا رسولالله ؟ قال: أجل. قال: فقد آمنا بك فصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق،وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة، فامض يا رسول اللهلما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك،ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إنا لصبر فيالحرب صدق في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا علىبركة الله). فسر رسول صلى الله عليه و سلم بقول سعد، ونشطه ذلك، ثم قال:سيروا وابشروا: فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأنى الآنانظر إلى مصارع القوم).
وفي الطريق وعند بحرة الوبرة أدركه رجل من المشركين، قد كان يذكر منه جرأةونجدة، أراد أن يحارب معه، فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم : (ارجعفلن أستعين بمشرك)، ثم عرض له مرة ثانية بالشجرة، ومرة ثالثة بالبيداء،والرسول صلى الله عليه و سلم يقول ما قاله أول مرة، وأخيراً أقر بالإسلام،فقبله الرسول صلى الله عليه و سلم .
منزل المسلميـن ومنزل قريشوعندما وصل قريباً من الصفراء، بعث بسبس بنالجهني وعدى بن أبى الزغباء الجهنى إلى بدر يتحسسان له الأخبار عن أبيسفيان وعيره. ويروى أنه خرج هو وأبو بكر لهذا الغرض، ولقيا شيخا فسألاه عنجيش قريش، فاشترط عليهما أن يخبراه ممن هما، فوافقا، وطلبا منه أنيخبراهما هو أولاً، فأخبرهما بأنه قد بلغه أن محمداً وأصحابه خرجوا يومكذا وكذا، فإن صدق الذي أخبره فهم اليوم بمكان كذا وكذا – للمكانالذي به جيش المسلمين – وإن صدق الذي أخبره بجيش قريش فهم اليومبمكان كذا – للمكان الذي به جيش قريش. ولما فرغ من كلامه قال: ممنأنتما ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : نحن من ماء، ثم انصرفاعنه، وتركاه يقول: من ماء ؟ أمن ماء العراق ؟
وفى مساء ذلك اليوم أرسل علياً وال××ير وسعداً بن أبى وقاص فينفر من أصحابه لجمع المعلومات عن العدو، فوجدوا على ماء بدر غلامينيستقيان لجيش مكة، فأتوا بهما إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وهو يصلى،وأخذوا في استجوابهما. فأفادا أنهما سقاة جيش قريش، فلم يصدقوهما، وكرهواهذا الجواب، ظنا منهم أنهما لأبى سفيان، إذ لا يزال الأمل يحدوهم فيالحصول على العير. وضربوهما حتى قالا أنهما لأبي سفيان. وعندما فرغ الرسولصلى الله عليه و سلم من صلاته عاتب أصحابه لأنهم يضربونهما إذا صدقا،ويتركونهما إذا كذبا. ثم سألهما الرسول صلى الله عليه و سلم عن مكان الجيشالمكي، فقال: هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى. وعندما سألهماعن عدد جيش مكة وعدته لم يستطيعا تحديد ذلك، لكنهما حددا عدد الجزور التيتنحر يومياً بأنها ما بين التسعة والعشرة، فاستنتج الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم بين التسعمائة والألف، وذكرا له من بالجيش من أشراف مكة، فقالالرسول صلى الله عليه و سلم لأصحابه: (هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذكبدها). وأشار إلى مكان مصارع جماعة من زعماء قريش، فما ماط أحدهم عن موضعيد رسول الله صلى الله عليه و سلم . الله يثبت قلـوب المسلمين وأنزل اللهتعالى في هذه الليلة مطراً طهر به المؤمنين وثبت به الأرض تحت أقدامهم،وجعله وبالاً شديدًا على المشركين. وفي هذا قال تعالى: }وينزل عليكم منالسماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت بهالأقدام{
ومن نعمه على المسلمين يوم بدر أيضاً أن غشيهم النعاس أمنة منه، كما فيصدر آية نعمة إنزال المطر: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةًمِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِوَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْوَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ }. روى في ذلك الإمام أحمد بسنده إلى أنس بنمالك أن أبا طلحة، قال: (غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم بدر، فكنت فيمنغشيه النعاس يومئذ فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه). وزاد اللهالمؤمنين فضلاً بان أوقع الخلاف في صفوف عدوهم. فقد روى أحمد أن عتبة بنربيعة أخذ يثني قومه عن القتال محذرا من مغبته، لأنه علم أن المسلمين سوفيستميتون، فاتهمه أبو جهل بالخوف. وروى البزار، أن عتبة قال لقومه يومذاك: (إن الأقارب سوف تقتل بعضهم بعضاً، مما يورث في القلوب مرارة لنتزول، فاتهمه أبو جهل بالخوف، وليريه شجاعته، دعا أخاه وابنه وخرج بينهماداعياً إلى المبارزة).وكان الرسول صلى الله عليه و سلم قد رأى عتبة علىجمل أحمر، فقال: (إن يكن في أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر، إنيطيعوه يرشدوا). وشاء الله أن يعصوه، وضاع رأيه وسط إثارة أبى جهل الثاراتالقديمة.
مشـورة الحباب سبق الرسول صلى الله عليه و سلم المشركين إلى ماء بدر،ليحول بينهم وبين الماء. وهنا أبدى الحباب بن المنذر رأيه قائلاً: (يارسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولانتأخر عنه ؟ أم هو الرأي والحـرب والمكيدة ؟) قال: (بل هو الرأي والحربوالمكيدة)، قال: (يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتيأدنى ماء من القوم – قريش – فننزله ونغور – نخرب– ما وراءه من القلب الآبار ثم نبنى عليه حوضاً فنملأه ثم نقاتلالقوم، فنشرب ولا يشربون) فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (لقد أشرتبالرأي). وفعل ما أشار به الحباب بن المنذر. بناء العريش لرسول الله صلىالله عليه و سلم وعندما استقروا في المكان، قال سعد بن معاذ مقترحاً: (يانبي الله، ألا نبنى لك عريشاً تكون فيه، ونعد عندك ركائبك، ثم نلقى عدونا،فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرىجلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا، فقد تخلف عنك أقوام يا نبيالله ما نحن بأشد لك حباً منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حرباً ما تخلفوا عنك،يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك)، فوافق الرسول صلى الله عليه و سلمعلى هذا الاقتراح. جهـاد النبي في المعركة
ويفهم من النصوص الواردة في شأن القتال ببدر أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك في القتال، ولم يمض كل وقته داخل هذا العريش أو في الدعاء، كمافهم بعض كتاب السيرة. فقد روى الإمام أحمد عن على، قال: (لقد رأيتنا فييوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو أقربنا من العدو،وكان من أشد الناس يومئذ بأساً)، وفى موضع آخر بالسند نفسه: (لما حضرالبأس يوم بدر، اتقينا برسول الله صلى الله عليه و سلم ، وكان من أشدالناس، ما كان أو لم يكن أحد أقرب إلى المشركين منه). وروى مسلم أن رسولالله صلى الله عليه و سلم قال لأصحابه يوم بدر: (لا يتقدمن أحد منكم إلىشيء حتى أكون أنا دونه). وقال ابن كثير: (وقد قاتل بنفسه الكريمة قتالاًشديداً ببدنه، وكذلك أبو بكر الصديق، كما كانا في العريش يجاهدان بالدعاءوالتضرع، ثم نزلا فحرضا وحثا على القتال، وقاتلا بالأبدان جمعاً بينالمقامين الشريفين).
مناشدة الرسول ربه النصر بعد أن اتخذ الرسول صلى الله عليه و سلم كلالوسائل المادية الممكنة للنصر في حدود الطاقة البشرية، بات ليلته يتضرعإلى الله تعالى أن ينصره، ومن دعائه كما جاء في رواية عند مسلم: (اللهمأنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهلالإسلام لا تعبد في الأرض) وتقول الرواية: (فما زال يهتف بربه حتى سقطرداؤه عن منكبيه. فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزامهمن ورائه، وقال: (يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك)،فأنزل الله عز وجل: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف منالملائكة مردفين) (الأنفال:9).
ومما رواه البخاري من دعائه في ذلك اليوم: (اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك،اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم)، وتقول الرواية: (فأخذ أبو بكر بيدهفقال: حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك، وهو يثب في الدرع فخرج وهو يقولSadسيهزم الجمع ويولون الدبر).
التقاء الفريقين فلما تراءى الجيشان، وكان ذلك في صبيحة يوم الثلاثاء 17رمضان من السنة الثانية للهجرة قام النبي صلى الله عليه و سلم بتعديل صفوفجيشه حتى صاروا كأنهم بنيان مرصوص، ونظر لقريش فقال: اللهم هذه قريش قدأقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذّب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني.طلبالمبارزة
ثم برز ثلاثة من صفوف المشركين، وهم عتبة بن ربيعة وابنه الوليد وأخوهشيبة وطلبوا من يخرج إليهم، فبرز لهم ثلاثة من الأنصار، فقال المشركون:إنما نطلب أكفاءنا من بني عمنا (أى القرشيين)، فبرز لهم حمزة بن عبدالمطلب وعبيدة بن الحارث وعليّ بن أبي طالب، فكان حمزة بإزاء شيبة وكانعبيدة بإزاء عتبة وكان عليّ بإزاء الوليد، فأما حمزة وعليّ فقد أجهز كلمنهما على مبارزه، وأما عبيدة فقد ضرب صاحبه ضربة لم تمته وضربه صاحبهمثلها، فجاء علي وحمزة فأجهزا على مبارز عبيدة وحملا عبيدة وهو جريح إلىصفوف المسلمين، وقد مات من آثار جراحه رضى الله عنه.





















خروج الرسول من العريش
وهزيمة المشركين
ثم بدأ الهجوم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من العريش يشجع الناسويقول: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)، وأخذ من الحصباءحفنة رمى بها في وجوه المشركين قائلا: شاهت الوجوه ( أي: قبحت)، ثم قاللأصحابه: شدوا عليهم. فحمى الوطيس (أي: اشتد القتال). وأمد الله تعالىالمسلمين بملائكة النصر، فلم تك إلا ساعة حتى انهزم المشركون وولواالأدبار، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، فقتلوا منهم سبعين رجلا وأسرواسبعين، ومن بين القتلى كثيرون من صناديدهم.
ولما انتهت الموقعة أمر عليه الصلاة والسلام بدفن الشهداء من المسلمين،كما أمر بإلقاء قتلى المشركين في قليب بدر، ولم يستشهد من المسلمين سوىأربعة عشر رجلا رضي الله عنهم.
بعد أن انتهي القتال في بدر ودفن الشهداء والقتلى؛ أمر رسول الله صلى اللهعليه و سلم بجمع الغنائم فجمعت، وأرسل من يبشر أهل المدينة بالنصر، ثم عادعليه الصلاة والسلام بالغنائم والأسرى إلى المدينة، فقسم الغنائم بينالمجاهدين ومن في حكمهم من المخلَّفين لمصلحة، وحفظ لورثة الشهداء أسهمهم،وأما الأسرى فرأى بعد أن استشار أصحابه فيهم أن يستبقيهم ويقبل الفداء منقريش عمَّن تريد فداءه، فبعثت قريش بالمال لفداء أسراهم، فكان فداء الرجلمن ألف درهم الى أربعة آلاف درهم بحسب منزلته فيهم، ومن لم يكن معه فداءوهو يحسن القراءة والكتابة أعطوه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم، فكان ذلكفداءه.
وكان من الأسرى العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه و سلم فلميُعفه من الفداء مع أنه إنما خرج لهذه الحرب مُكْرَها، وقد أسلم العباسعقب غزوة بدر ولكنه لم يظهر إسلامه إلا قبيل فتح مكة. وكان منهم أيضاً أبوالعاص بن الربيع زوج زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وقدافتدته رضى الله عنها بقلادتها فرُدَّت إليها، واشترط عليه النبي صلى اللهعليه و سلم أن يمكّنها من الهجرة إلى المدينة فوفي بشرطه، وقد أسلم قبلفتح مكة، فرد إليه النبي صلى الله عليه و سلم زوجته. ومنهم من منَّ عليهالنبي صلى الله عليه و سلم بغير فداء؛ كأبي عزة الجمحي الذي كان يثيربشعره قريشاً ضد المسلمين، فطلب من رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يفكهمن الأسر على ألا يعود لمثل ذلك، فأطلقه على هذا الشرط، ولكنه لم يف بعهدهبعد، وقتل بعد غزوة أحد.
ومن قتلى قريش: أبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة،وحنظلة بن أبي سفيان، والوليد بن عتبة، والجراح والد أبي عبيدة، قتله ابنهأبو عبيدة بعد أن ابتعد عنه فلم يرجع.
وأما شهداء بدر الأربعة عشر فمنهم ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار،فمن المهاجرين: عبيدة بن الحارث وعمير بن أبي وقاص، ومن الأنصار: عوفومعوّذ ابنا عفراء الخزرجيان، وهما اللذان قتلا أبا جهل، ومنهم سعد بنخيثمة الأوسيّ أحد النقباء في بيعة العقبة.
وهذه الغزوة الكبرى التي انتصر فيها المسلمون ذلك الانتصار الباهر، مع قلةعَددهم وعُددهم وكثرة عَدد العدوّ وعُدده، من الأدلة الكبرى على عنايةالله تعالى بالمسلمين الصادقي العزيمة الممتلئة قلوبهم طمأنينة باللهتعالى وثقة بما وعدهم على لسان رسوله صلى الله عليه و سلم من الفوز والنصر.
ولقد دخل بسببها الرعب في قلوب كافة العرب، فكانت للمسلمين عزاً وهيبة وقوة، والحمد لله رب العالمين.

















غزوه بنى قينقاع
مقدمة


الخيانة والغدر وإحداث الشغب، والفتن، ونشر الفساد، مما اشتهر به اليهودقديماً وحديثاً، وذلك هو خلقهم، وطبعهم، وعلاجهم منه ليس بالأمر السهلاليسير، ولذلك لا ينفع معهم في كثير من الأحيان إلا القتل، أو الإبعادليبقى المجتمع سليماً من كيدهم ومؤامراتهم، والتاريخ إلى يومنا شاهد بذلك،فأينما حلوا أفسدوا، ولم يتقبلهم أي مجتمع، حتى إخوانهم فى الكفر لميقبلوا بهم.
فساد اليهود

ونصيحة الرسول لهم وردهم عليه

وصراع المسلمين مع اليهود بدأ منذ أول عهد الرسالة، وقد أقاموا عهوداًومواثيق مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولكنهم سرعان ما نقضوها،فبعد هزيمة قريش في غزوة بدر، ازداد غيظ اليهود في المدينة، وكان من أشدهميهود بنى قينقاع، فقاموا بإثارة الشغب، واستفزاز المسلمين، فجمعهم الرسولصلى الله عليه وسلم ، وطالبهم بالإسلام قبل أن يصيبهم ما أصاب قريشاً،فقابلوا ذلك بالرفض والصدود، والإستمرار في الأذى مغترين بما لديهم منآلات الحرب لكونهم صاغة وحدادين وصنّاع فأنزل الله فيهم قوله تعالى: {{11} قُل لِّلَّذِينَ ××فَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَإِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ{12} قَدْ ××انَ لَكُمْآيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِوَأُخْرَى ××افِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَالْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِيذَلِ×× لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَار } (آل عمران:12،13).
سبب الحرب بينهم وبين المسلمين
وذكر ابن كثير، وابن هشام أن امرأة من العرب جلست إلى صائغ في سوق بنىقينقاع، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها،فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا عليها، فصاحت، فوثب رجلمن المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهودياً فشدت اليهود على المسلمفقتلوه. فحاصرهم المسلمون في حصونهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى اللهعليه وسلم في رقابهم، وأموالهم، ونسائهم، وذراريهم.
مدة حصارهم
قال ابن هشام : واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة فيمحاصرته إياهم بشير بن عبد المنذر وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة .
موقف عبد الله بن أبي بن سلول
ثم قام زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول مطالباً رسول الله صلىالله عليه وسلم بإلحاحٍ شديد أن يعفو عنهم، وكانوا حلفاء الخزرج، وفيه نزلقول الله "{50} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْالْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَنيَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِيالْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{51} فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌيُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌفَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِفَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ"(المائدة: 50،51)، فعامله الرسول بالمراعاة، ووهبهم له، وأمرهم أن يخرجوامن المدينة ولا يجاوروه فيها، فخرجوا إلى أذرعات الشام، بعد أن قبض منهمالرسول صلى الله عليه وسلم أموالهم، ولم يلبثوا في الشام حتى هلك أكثرهم،وكان عددهم سبعمائة رجل.





















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 20:02

غزوة ذي أمر

كان النبي صلى الله عليه و سلم في مراقبة دائمة لأعدائه وخصومه الذينيبحثون عن أي فرصة تمكنهم من إلحاق الأذى بالمسلمين، وكان كلما هم هؤلاءالأعداء من الأعراب وغيرهم بمهاجمة المدينة خرج إليهم
النبي صلى الله عليه و سلم فأدبهم وفرق جمعهم، وشتت شملهم، ومن ذلك أنالنبي صلى الله عليه و سلم بلغه أنّ جمعاً من غطفان قد تجمّعوا يريدونالإغارة على أطراف المدينة، يتزعمهم دعثور بن الحارث بن محارب، فخرج النبيصلى الله عليه و سلم في أربعمائة وخمسين رجلاً ما بين راكب وراجل، واستخلفعلى المدينة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان ذلك في السنة الثالثةللهجرة، وفي أثناء الطريق قبض المسلمون على رجل يقال له جبار من بني ثعلبةفدعاه النبي صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام فأسلم، وصار دليلاً للجيشإلى بلاد العدو، وهرب هؤلاء الأعراب من النبي صلى الله عليه و سلم وتفرقوافي رؤوس الجبال، ونزل صلّى الله عليه وآله وسلّم مكان تجمعهم وهو الماءالمسمى بذي أمر فعسكر به قريباً من الشهر، ليُشعِر الأعراب بقوة المسلمينويستولى عليهم الرعب والرهبة، وقد حصل لرسول الله صلى الله عليه و سلم منالمعجزة، ومن إكرام الله له في هذه الغزوة أمر عجب.
روى ابن اسحق وغيره من أصحاب المغازى والسير، أن المسلمين في هذه الغزوةأصابهم مطر كثير، فذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم لحاجته فأصابه ذلكالمطر فبلَّل ثوبه، وقد جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم وادي ذي أمربينه وبين أصحابه، ثمّ نزع ثيابه فنشرها على شجرة لتجف، ثمّ اضطجع تحتها،والأعراب ينظرون إلى كلّ ما يفعل رسول الله، فقالت الأعراب لدعثور - وكانسيّدهم وأشجعهم - قد أمكنك الله من قتل محمّد، وقد انفرد من أصحابه حيث إنغوّث - أي طلب الغوث والنجدة - بأصحابه لم يُغث حتى تقتله، فاختار سيفاًمن سيوفهم صارماً، ثمّ أقبل حتّى قام على رأس رسول الله بالسيف مشهوراًفقال: يا محمّد من يمنعك منّى اليوم؟ قال: الله، ودفع جبريل عليه السلامفي صدره فوقع السيف من يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقام علىرأسه وقال: من يمنعك منّى ؟، قال: لا أحد، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله،وأنّ محمّداً رسول الله، والله لا أُكثِّر عليك جمعاً أبداً، ثم أعطاهرسول الله سيفه ثمّ أدبر، ثمّ أقبل بوجهه ثمّ قال: والله لأنت خير منى،قال رسول الله: أنا أحقّ بذلك منك، فأتى قومه فقالوا له: أين ما كنت تقول،وقد أمكنك الله منه، والسيف في يدك ؟ قال: قد كان والله ذلك، ولكني نظرتإلى رجل أبيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري، فعرفت أنّه مَلَك، وشهدت أنّمحمداً رسول الله، والله لا أُكثِّر عليه جمعاً أبداً، وجعل يدعو قومه إلىالإسلام، ونزلت هذه الآية: {يا أيها الذِين آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَةَ اللهعَليكُم إذ هَمَ قَومٌ أن يَبسُطُوا إليكم أيديهم فَ××فَّأيديهم عَنكُم} (المائدة:11). وهذه القصة ثابتة في الصحيحين بسياق مختلف،وفي غزوة أخرى كذلك، وما في الصحيحين أصح.
ومن هذه الغزوة وما حصل فيها، يتبين لنا أن الله ناصر دينه وجنده، وما علىالمسلمين إلا أن يبذلوا وسعهم، ويجاهدوا لإعلاء كلمة الله، والله نسأله أنينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان، إنه ولى ذلك والقادر عليه، والحمدلله رب العالمين.












غزوه أحد

وفي شوال سنة 3هـ كانت وقعة أحد. وذلك أن الله تبارك وتعالى لما أوقعبقريش يوم بدر، وترأس فيهم أبو سفيان، لذهاب أكابرهم، أخذ يؤلب على رسولالله صلى الله عليه و سلم وعلى المسلمين. ويجمع الجموع، فجمع قريباً منثلاثة آلاف من قريش، والحلفاء والأحابيش. وجاءوا بنسائهم لئلا يفروا، ثمأقبل بهم نحو المدينة، فنزل قريباً من جبل أحد. فاستشار رسول الله صلىالله عليه و سلم أصحابه في الخروج إليهم، وكان رأيه أن لا يخرجوا، فإندخلوها قاتلهم المسلمون على أفواه السكك، والنساء من فوق البيوت، ووافقهعبد الله بن أبى - رأس المنافقين - على هذا الرأي، فبادر جماعة من فضلاءالصحابة - ممن فاته بدر - وأشاروا على رسول الله صلى الله عليه و سلمبالخروج، وألحوا عليه. فنهض ودخل بيته، ولبس لأمته، وخرج عليهم، فقالوا:استكرهنا رسول الله صلى الله عليه و سلم على الخروج. ثم قالوا: إن أحببتأن تمكث بالمدينة فافعل، فقال: ما ينبغي لنبي إذا لبس درعه أن يضعه حتىيحكم الله بينه وبين عدوه. فخرج في ألف من أصحابه، واستعمل على المدينةعبد الله بن أم مكتوم.
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى رؤيا: رأى أن في سيفه ثلمة، وأنبقراً تذبح. وأنه يدخل يده في درع حصينة. فتأول الثلمة: برجل يصاب من أهلبيته، والبقر: بنفر من أصحابه يقتلون، والدرع بالمدينة، فخرج، وقاللأصحابه: عليكم بتقوى الله، والصبر عند البأس إذا لقيتم العدو، وانظرواماذا أمركم الله به فافعلوا. فلما كان بالشوط - بين المدينة وأحد - انخزلعبد الله بن أبي بنحو ثلث العسكر، وقال: عصاني. وسمع من غيري ما ندري علامنقتل أنفسنا ها هنا، أيها الناس ؟ فرجع وتبعهم عبد الله بن عمرو - والدجابر - يحرضهم على الرجوع، ويقول: قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا، قالوا:لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع، فرجع عنهم وسبهم. وسأل نفر من الأنصار رسولالله صلى الله عليه و سلم أن يستعينوا بحلفائهم من يهود ، فأبى، وقال: منيخرج بنا على القوم من كثب ؟. فخرج به بعض الأنصار، حتى سلك في حائط لمربعبن قيظي من المنافقين - وكان أعمى - فقام يحثو التراب في وجوه المسلمين،ويقول: لا أحل لك أن تدخل في حائطي، إن كنت رسول الله. فابتدروه ليقتلوه.فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تقتلوه فهذا أعمى القلب أعمىالبصر. ونفذ حتى نزل الشعب من أحد، في عدوة الوادي الدنيا، وجعل ظهره إلىأحد، ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم. فلما أصبح يوم السبت تعبأ للقتال،وهو في سبعمائة، منهم خمسون فارساً، واستعمل على الرماة - وكانوا خمسين -عبد الله بن جبير. وأمرهم: أن لا يفارقوا مركزهم، ولو رأوا الطير تختطفالعسكر، وأمرهم: أن ينضحوا المشركين بالنبل، لئلا يأتوا المسلمين منورائهم. وظاهر رسول الله صلى الله عليه و سلم بين درعين. وأعطى اللواءمصعب بن عمير، وجعل على إحدى المجنبتين ال××ير بن العوام،وعلى الأخرى: المنذر بن عمرو.
واستعرض الشباب يومئذ، فرد من استصغر عن القتال - كابن عمر، وأسامة بنزيد، والبراءة، وزيد بن أرقم، وزيد بن ثابت، وعرابة الأوسى - وأجاز من رآهمطيقاً. وتعبأت قريش، وهم ثلاثة آلاف. وفيهم مائتا فارس، فجعلوا ميمنتهم:خالد بن الوليد، وعلى الميسرة: عكرمة بن أبى جهل.
ودفع رسول الله صلى الله عليه و سلم سيفه إلى أبي دجانة. وكان أول من بدرمن المشركين أبو عامر - عبد عمرو بن صيفي - الفاسق، وكان يسمى الراهب. وهورأس الأوس في الجاهلية، فلما جاء الإسلام شرق به، وجاهر بالعداوة. فذهبإلى قريش يؤلبهم على رسول الله صلى الله عليه و سلم ووعدهم: بأن قومه إذارأوه أطاعوه، فلما ناداهم، وتعرف إليهم، قالوا: لا أنعم الله بك عيناً يافاسق، فقال: لقد أصاب قومي بعدي شر. ثم قاتل المسلمين قتالاً شديداً، ثمأرضخهم بالحجارة. وأبلى يومئذ أبو دجانة، وطلحة، وحمزة، وعلى، والنضر بنأنس، وسعد بن الربيع بلاء حسناً. وكانت الدولة أول النهار للمسلمين،فانهزم أعداء الله، وولوا مدبرين، حتى انتهوا إلى نسائهم، فلما رأى ذلكالرماة، قالوا: الغنيمة، الغنيمة، فذكرهم أميرهم عهد رسول الله صلى اللهعليه و سلم ، فلم يسمعوا، فأخلوا الثغر، وكر فرسان المشركين عليه، فوجدوهخالياً، فجاءوا منه. وأقبل آخرهم حتى أحاطوا بالمسلمين فأكرم الله من أكرممنهم بالشهادة - وهم سبعون - وولى الصحابة. وخلص المشركون إلى رسول اللهصلى الله عليه و سلم ، فجرحوه جراحات، و××روا رباعيته. وقتلمصعب بن عمير بين يديه، فدفع اللواء إلى علي بن أبي طالب. وأدركه المشركونيريدون قتله، فحال دونه نحو عشرة حتى قتلوا، ثم جالدهم طلحة بن عبيد اللهحتى أجهضهم عنه، وترس أبو دجانة عليه بظهره، والنبل يقع فيه وهو لا يتحرك.وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان، فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها بيده، فكانت أحسن عينيه. وصرخ الشيطان: إن محمداً قد قتل، فوقعذلك في قلوب كثير من المسلمين. فمر أنس بن النضر بقوم من المسلمين قدألقوا بأيديهم، فقالوا: قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال: ماتصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه. ثم استقبل الناس،ولقي سعد بن معاذ، فقال: يا سعد! إني لأجد ريح الجنة من دون أحد، فقاتلحتى قتل، ووجد به سبعون جراحة. وقتل وحشي حمزة بن عبد المطلب رضي اللهعنه، رماه بحربة على طريقة الحبشة.
وأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم نحو المسلمين، فكان أول من عرفه تحتالمغفر: كعب بن مالك، فصاح بأعلى صوته: يا معشر المسلمين! هذا رسول الله،فأشار إليه: أن اسكت، فاجتمع إليه المسلمون، ونهضوا معه إلى الشعب الذينزل فيه. فلما أسندوا إلى الجبل أدركه أبي بن خلف على فرس له، كان يزعمبمكة: أنه يقتل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلما اقترب منه طعنهرسول الله صلى الله عليه و سلم في ترقوته، فكر منهزماً. فقال له المشركون:ما بك من بأس، فقال: والله لو كان ما بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين.وحانت الصلاة، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم جالساً. وشد حنظلةبن أبى عامر على أبي سفيان، فلما تمكن منه حمل عليه شداد بن الأسود فقتله،وكان حنظلة جنباً، فإنه حين سمع الصيحة وهو على بطن امرأته: قام من فورهإلى الجهاد، فأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الملائكة تغسله. وكانالأصيرم - عمرو بن ثابت بن وقش - يأبى الإسلام، وهو من بنى عبد الأشهل،فلما كان يوم أحد: قذف الله الإسلام في قلبه للحسنى التي سبقت له. فأسلموأخذ سيفه، فقاتل، حتى أثبتته الجراح، ولم يعلم أحد بأمره. فلما طاف بنوعبد الأشهل يلتمسون قتلاهم، وجدوا الأصيرم - وبه رمق يسير، فقالوا: واللهإن هذا الأصيرم، ثم سألوه: ما الذي جاء بك ؟ أحدب على قومك، أم رغبة فيالإسلام ؟ فقال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله وبرسوله وأسلمت، ومات منوقته. فذكروه لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال: هو من أهل الجنة،ولم يصل لله سجدة قط. ولما انقضت الحرب: أشرف أبو سفيان على الجبل، ونادى:أفيكم محمد ؟ فلم يجيبوه، فقال: أفيكم ابن أبى قحافة ؟ فلم يجيبوه. فقال:أفيكم ابن الخطاب ؟ فلم يجيبوه، فقال: أما هؤلاء فقد كفيتموهم، فلم يملكعمر نفسه أن قال: يا عدو الله! إن الذين ذكرتهم أحياء، وقد أبقى الله لكمنهم ما يسوءك، ثم قال: اعل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :ألا تجيبوه ؟، قالوا: ما نقول ؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجل، ثم قال: لناالعزى، ولا عزى لكم، قال: ألا تجيبوه ؟ قالوا: ما نقول ؟ قال: قولوا: اللهمولانا، ولا مولى لكم، ثم قال: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، فقال عمر: لاسواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار. وأنزل الله عليهم النعاس في بدروفي أحد، والنعاس في الحرب من الله، وفى الصلاة ومجالس الذكر: من الشيطان.
وقاتلت الملائكة يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ففي الصحيحينعن سعد، قال: رأيت رسول الله يوم أحد، ومعه رجلان يقاتلان عنه، عليهماثياب بيض، كأشد القتال، وما رأيتهما قبل ولا بعد. ومر رجل من المهاجرينبرجل من الأنصار - وهو يتشحط في دمه - فقال: يا فلان! أشعرت أن محمداً قتل؟ فقال الأنصاري: إن كان قد قتل فقد بلغ، فقاتلوا عن دينكم، فنزل: (ومامحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)
وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص، اختبر الله عز وجل به المؤمنين، وأظهر بهالمنافقين، وأكرم فيه من أراد كرامته بالشهادة، فكان مما نزل من القرآن فييوم أحد: إحدى وستون آية من آل عمران، أولها: (وإذ غدوت من أهلك تبوىءالمؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم)
ولما انصرفت قريش تلاوموا فيما بينهم، وقالوا: لم تصنعوا شيئاً، أصبتمشوكتهم، ثم تركتموه، وقد بقي منهم رؤوس يجمعون لكم، فارجعوا حتى نستأصلبقيتهم. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فنادى في الناس بالمسيرإليهم، وقال: لا يخرج معنا إلا من شهد القتال، فقال له ابن أبى: أركب معك؟قال: لا. فاستجاب له المسلمون - على ما بهم من القرح الشديد - وقالوا:سمعاً وطاعة. وقال جابر: يا رسول الله! إني أحب أن لا تشهد مشهداً إلا كنتمعك، وإنما خلفني أبى على بناته، فائذن لي أن أسير معك. فأذن له. فساررسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون معه، حتى بلغوا حمراء الأسد،فبلغ ذلك أبا سفيان ومن معه، فرجعوا إلى مكة. وشرط أبو سفيان لبعضالمشركين شرطاً على أنه إذا مر بالنبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه: أنيخوفهم، ويذكر لهم: أن قريشاً أجمعوا للكرة عليكم ليستأصلوا بقيتكم، فلمابلغهم ذلك قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.













غزوة حمراء الأسد
بعد انتهاء غزوة أحد التي حدث فيها ما حدث، من تمحيص للمؤمنين وكشف لحقيقةالمنافقين، بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أبا سفيان يعد لقتالالمسلمين، فأمر بلالاً أن ينادي بالناس: (إنّ رسول الله يأمركم بطلبعدوكم، فخرج النبي صلى الله عليه و سلم بأصحابه في أثر أبى سفيان وهميحملون جراحهم، وأمر ألا يخرج معه إلا من شهد القتال في أحد)، وقد ذكرالقرآن أحداث هذه الغزوة، فقال الله في كتابه: {الذين استجابوا للهوالرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم} (آلعمران: 172)، وطلب رسول الله العدو حتى بلغ حمراء الأسد.
كان هدف رسول الله من سيره لحمراء الأسد إرهاب العدو، وإبلاغهم قوةالمسلمين، وأن الذي أصابهم في أُحد لم يكن ليوهنهم عن عدوهم أو يفل منعزيمتهم. ومر برسول الله معبد بن أبي معبد الخزاعي، وهو يومئذ مشرك، وكانمقيماً بحمراء الأسد، فقال: يا محمد أما والله لقد عز علينا ما أصابك فيأصحابك، ولوددنا أن الله عافاك فيهم، ثم خرج من عند رسول الله، حتى لقيأبا سفيان ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا أمرهم على ملاقاة رسول الله صلىالله عليه و سلم وأصحابه، وقالوا: أصبنا أحد أصحابه وقادتهم وأشرافهم، ثمنرجع قبل أن نستأصلهم، لنكرن على بقيتهم فلنفرغن منهم، فلما رأى أبو سفيانمعبدا قال: ما وراءك يا معبد ؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمعلم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه فييومكم، شيء لم أر مثله قط، قال: ويلك ما تقول ؟ قال: والله ما أراك ترتحلحتى ترى نواصي الخيل، قال: فوالله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل شأفتهم،قال فإني أنهاك عن ذلك، ووالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتامن شعر ، قال: وما قلت ؟ قال قلت:
كـادت تُهَـدُّ من الأصوات راحلتـي إذ سالـت الأرضُ بالجـردِ الأبابيـلِ
تــردى بأسـد كــرام لا تنابلــة عند اللقـــاء ولا ميـل معــازيل
فظلـت عـدوا أظـن الأرض مائلـة لمـا سموا برئيـس غير مخـــذول
فقـلت ويـل ابن حـرب من لقاءكم إذا تغطمطـت البطحـاء بالجيـــل
إنـي نذيـر لأهل البسـل ضاحيــة لكـل ذي أربة منهـــم ومعقـول مـن جيـش أحمـد لا وخش قنابلـه وليـس يوصـف ما أنذرت بالقيـل
فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه عن ملاقاة رسول الله صلى الله عليه و سلمثانية. ومر بأبي سفيان ركْبٌ من عبد القيس، فقال: أين تريدون ؟ قالوا:المدينة، قال: ولم ؟ قالوا: نريد الميرة، قال: فهل أنتم مبلغون عني محمدارسالة أرسلكم بها إليه واحمل لكم إبلكم هذه غدا ××يبا بعكاظإذا وافيتموها ؟ قالوا: نعم، قال: فإذا وافيتموه فاخبروه أنا قد أجمعناالسير إليه، والى أصحابه لنستأصل بقيتهم، فمر الركب برسول الله وهو بحمراءالأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان، فقال حسبنا الله ونعم الوكيل، وفي ذلكأنزل الله قوله تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكمفاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} (آل عمران:173)وروى البخاري عن ابن عباس قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيمعليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قالوا إن الناس قد جمعوالكم فاخشوهم فزادهم إيمانا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل". فبث اللهالرعب في قلوب الكفار، أبى سفيان وأصحابه، فانصرفوا خائفين وجلين، وعادالرسول بأصحابه إلى المدينة.
والذي يُستفاد من أحداث هذه الغزوة وما رافقها من مجريات، أن الله سبحانهناصر دينه، ومؤيد أوليائه، وأن النصر لا يُحسم بعنصر القوة المادية فحسب،وإنما هناك عنصر أهم وأجدى ألا وهو عنصر الإيمان بالله والاعتماد والتوكلعليه. ويُستفاد أيضاً - علاوة على ما سبق- أن النصر حليف المؤمنين إذاهيأوا له أسبابه، وأعدوا له القوة المعنوية والمادية؛ فلا شك حينئذ أنالله ناصرهم. وصدق الله القائل في محكم كتابه: {إنا لننصر رسلنا والذينآمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} (غافر:51).



















غزوات عام 4 هـ

غزوة ذات الرقاع


بعدما كُسرت شوكة جناحين من الأحزاب: اليهود ومشركي مكة من قبل المسلمين،بقي جناح ثالث: وهم الأعراب القساة الضاربين في فيافي نجد، والذين مازالوا يقومون بأعمال النهب والسلب بين وقت وآخر.
فأراد الرسول صلى الله عليه و سلم تأديبهم، وإخماد نار شرهم، ولما كانوابدواً لا بلدة أو مدينة تجمعهم، بات لا يجدي معهم سوى حملات التأديبوالتخويف، فكانت غزوة ذات الرقاع.
جرت أحداث هذه الغزوة في السنة الرابعة من الهجرة، بعد خيبر، كما رجحه ابنالقيم رحمه الله في زاد المعاد. وبدأت حين سمع النبي صلى الله عليه و سلمباجتماع قبائل: أنمار أو بنى ثعلبة، وبنى محارب من غطفان، فأسرع بالخروجإليهم بأربعمائة أو سبعمائة من الصحابة، واستعمل على المدينة أبا ذر، وقيلعثمان بن عفان، وسار متوغلاً في بلادهم حتى وصل إلى موضع يقال له نخل،ولقي جمعاً من غطفان، فتوافقوا ولم يكن بينهم قتال، إلا أنه صلى بالصحابةصلاة الخوف، فعن جابر قال: (خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى ذات الرقاعمن نخل، فلقي جمعاً من غطفان، فلم يكن قتال، وأخاف الناس بعضهم بعضاً،فصلى النبي صلى الله عليه و سلم ركعتي الخوف) رواه البخاري.
وكان لكل ستة بعير يتعاقبون على ركوبه، حتى تمزقت خفافهم، ولفّوا علىأرجلهم الخرق؛ ولذلك سميت الغزوة بذات الرقاع، ففي الصحيحين عن أبى موسىرضي الله عنه قال: (خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزاة، ونحن ستةنفر بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، ونقبت قدماي، وسقطت أظفاري، وكنانلف على أرجلنا الخرق، فسُمِّيت غزوة ذات الرقاع؛ لما كنا نعصب من الخرقعلى أرجلنا).
ومما صاحب هذه الغزوة قصة الأعرابي، ففي البخاري، عن جابر رضي الله عنهقال: (كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم بذات الرقاع، فإذا أتينا على شجرةظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه و سلم ، فجاء رجل من المشركين وسيفالنبي صلى الله عليه و سلم معلق بالشجرة، فاخترطه فقال: تخافني ؟، قال: لاقال فمن يمنعك منى ؟ قال: الله، فتهدده أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ،وأقيمت الصلاة، فصلى بطائفة ركعتين، ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرىركعتين، وكان للنبي صلى الله عليه و سلم أربع، وللقوم ركعتان).
وكان لهذه الغزوة أثر في قذف الرعب في قلوب الأعراب القساة، فلم تجترئالقبائل من غطفان أن ترفع رأسها بعدها، بل استكانت حتى استسلمت، وأسلمت،حتى شارك بعضها في فتح مكة وغزوة حنين.
وبهذا تم ××ر أجنحة الأحزاب الثلاثة، وساد الأمن والسلام ربوعالمنطقة، وبدأ التمهيد لفتوح البلدان والممالك الكبيرة، لتبليغ الإسلامونشر الخير.














غزوات عام 5 هـ

غزوة المريسيع أو غزوة بني المصطلق
جرت أحداث هذه الغزوة في السنة الخامسة من الهجرة، وسببها أنه لما بلغالرسول صلى الله عليه و سلم أن الحارث بن أبي ضرار - رأس وسيد بنىالمصطلق- سار في قومه، وبعض من حالفه من العرب، يريدون حرب رسول الله صلىالله عليه و سلم ، وقد ابتاعوا خيلاً وسلاحاً، وتهيّأوا لذلك، فبعث رسولالله صلى الله عليه و سلم بريدة بن الحصيب الأسلمي؛ ليستطلع له خبر القوم،فأتاهم حتى ورد عليهم ماءهم، فوجد قوماً مغرورين، وقد تألبوا وجمعواالجموع، ولقي الحارث بن أبى ضرار، وكلمه، ورجع إلى رسول الله فأخبرهخبرهم، فندب رسول الله الناس، فأسرعوا في الخروج، وخرج معهم جماعة منالمنافقين لم يخرجوا في غزاة قبلها لقرب السفر، ورغبة في عرض الدنيا،واستعمل على المدينة زيد بن حارثة.
وبلغ الحارث بن أبى ضرار ومن معه مسير رسول الله صلى الله عليه و سلمإليه، فخافوا خوفاً شديداً، وتفرق عنهم من كان معهم من العرب، وانتهى رسولالله صلى الله عليه و سلم إلى المريسيع وهو مكان الماء، فضرب عليه قبته،ومعه عائشة وأم سلمة، وتهيأ رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابهلملاقاة القوم. وجعل راية المهاجرين مع أبي بكر الصديق، وراية الأنصار معسعد بن عبادة، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم عمر بن الخطاب رضيالله عنه، فنادى في الناس: قولوا لا إله إلا الله، تمنعوا بها أنفسكموأموالكم.
والصحيح من روايات هذه الغزوة أنه لم يكن قتال بين المسلمين والمشركين،وإنما أغاروا عليهم عند الماء، وسبوا ذراريهم، وأموالهم، ويؤيد هذا ما ثبتفي الصحيح (أن النبي صلى الله عليه و سلم أغار على بني المصطلق وهم غارّون- المباغتة في القتال - وأنعامهم تسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبىذراريهم، وأصاب يومئذ جويرية) رواه البخاري ومسلم.
وذكر أصحاب السير أنّ أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها قالتSadأتانا رسول صلى الله عليه و سلم ونحن على المريسيع، فأسمع أبى يقول:أتانا ما لا قبل لنا به. قالت: فكنت أرى من الناس والخيل مالا أصفُ منالكثرة، فلما أسلمتُ، وتزوجني رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ورجعنا،جعلت أنظر إلى المسلمين، فليسوا كما كنت أرى، فعلمت أنه رعب من الله تعالىيُلقيه في قلوب المشركين.
وفي هذه الغزوة وقعت حادثة الإفك في حق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهاالتي قص علينا نبأها القرآن، وفصلت السنة أحداثها، وقد تحدثنا عنها فيمقال سابق من محورنا هذا.
ولنا أن نستفيد من هذه الغزوة دروساً وعبراً، نستخلصها من الحوادثالمصاحبة لهذه الغزوة، وخاصة حادثة الإفك التي أظهرت خطر المنافقينوجرأتهم، حتى نالوا من عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم ما ينبغيعلى المؤمن فعله عند سماع الشائعات من حفظ اللسان وعدم الخوض فيها، يضافإلى ذلك الصبر والتحلي به، وعدم التعجل في الأمور عند الابتلاء أسوةبالنبي صلى الله عليه و سلم .













غزوه بنى قريظة

ثم بلغ النبي صلى الله عليه و سلم أن يهود بنى قريظة القاطنين بجوارالمدينة يريدون نقض ما بينهم وبينه من العهود، فاسترجع من جيشه خمسمائةرجل لحراسة النساء والذراري، ولما علم المسلمون بأمر بنى قريظة اشتد وجلهملأن العدو قد أصبح محيطاً بهم من الخارج والداخل، ولكن الله سبحانه وتعالىقيَّض لرسوله صلى الله عليه و سلم من أنبث بين الأعداء يفرق جموعهمبالخديعة والحيلة، حتى استحكم الفشل بينهم، وخاف بعضهم بعضاً، وأرسل اللهتعالى عليهم ريحا باردة في ليل مظلم أكْفَأت قدورهم وطرحت آنيتهم،فارتحلوا من ليلتهم، وأزاح الله تعالى هذه الغُمَّة التي تحزَّب فيهاالأحزاب من قبائل العرب واليهود على المسلمين.
وكانت هذه الحادثة بين شهري شوال وذي القعدة من شهور السنة الخامسة للهجرة، واستشهد فيها من المسلمين ستة، وقتل من المشركين ثلاثة.
ولما عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يخلع لباس الحرب حتى حاصر بنيقريظة لخيانتهم ونقضهم للعهد، واستمر محاصراً لهم خمساً وعشرين ليلة، حتىكادوا يهلكون ولم يروا بدًّا من التسليم لما يحكم به رسول الله صلى اللهعليه و سلم ، ورضوا بأن ينزلوا على حكم سيدهم سعد بن معاذ، فحكم بقتلرجالهم وسبى نسائهم وذراريهم وأخذ غنائمهم، فحبس الرجال في دور الأنصارحتى حفرت لهم خنادق ضربت أعناقهم فيها، وكانوا نحو سبعمائة رجل، وبذلكأراح الله المسلمين من شر مجاورة هؤلاء الأعداء، والله عزيز ذو انتقام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 20:04

غزوه الخندق

كان بين المسلمين من الخزرج وبين يهود بنى النضير المجاورين للمدينة عهدعلى التناصر، فخان اليهود عهدهم مع المسلمين، حيث هموا بقتل النبي صلىالله عليه و سلم ، فخرج عليه الصلاة والسلام إليهم في السنة الخامسةللهجرة حتى أجلاهم عن مواطنهم، فأورث الله تعالى المسلمين أرضهم وديارهم،ولم يقر لهؤلاء اليهود قرار بعد ذلك فذهب جمع منهم إلى مكة، وقابلوا رؤساءقريش واتفقوا معهم ومع قبيلة غطفان على حرب المسلمين، فتجهزت قريش ومنتبعهم من كنانة، وتجهزت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد، وتح××واجميعاً على محاربة المسلمين، حتى بلغ عدد جميعهم عشرة آلاف محارب قائدهمالعام أبو سفيان.
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بتجمعهم لذلك استشار أصحابه فيمايعمل لمقاومتهم، فأشار سلمان الفارسيّ رضي الله عنه بحفر خندق في شمالالمدينة من الجهة التي تؤتى منها المدينة، فحفروه وجاءت قريش ومن معها منالأحزاب ونزلوا خلف الخندق، وجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثلاثةآلاف من المسلمين أمام الخندق، واستمروا على هذه الحالة يترامون بالنبلبضعاً وعشرين ليلة، وقد رتب رسول الله صلى الله عليه و سلم حراسا علىالخندق لئلا يقتحمه الأعداء ليلا، وكان يحرس بنفسه أصعب جهة فيه، ولماطالت المدة اقتحم جماعة من المشركين الخندق بخيلهم، فمنهم من وقع فيهفاندقَّ عنقه، ومنهم من برز له بعض شجعان المسلمين فقتله، وقد استمرت هذهالمعركة يوما كا









غزوة دومة الجندل



بعد غزوتي بدر وأحد أراد الرسول صلى الله عليه و سلم تأمين أطراف الجزيرةالعربية، حتى تكمل السيطرة للمسلمين، ويتم الاعتراف بدولة الإسلام، فتفرغلذلك، ثم بلغه أن قبائل حول دومة الجندل تقطع الطريق وتنهب الناس، وقدحشدت جمعها لمهاجمة المدينة، فبادرهم الرسول صلى الله عليه و سلم ، وخرجإليهم في ألف من المسلمين بعد أن استخلف على المدينة سباع بن عرفطةالغفاري رضي الله عنه، فكانت هذه الغزوة في السنة الخامسة للهجرة.
وكان الجيش يسير في الليل، من أجل إخفاء الأمر ومباغتة العدو، ويستريح فيالنهار، فلما وصل جيش المسلمين ديار العدو، هاجموا الماشية ورعاتها،فأصابوا منها ما استطاعوا، وهرب الباقي.
ثم نزل المسلمون منازل أهل دومة الجندل فلم يجدوا فيها أحدا؛ حيث فر القوموانتشروا في النواحي خوفاً من المسلمين، ولم يكتفِ المسلمون بذلك وإنمابقي الرسول وأصحابه أياماً لتتبع القوم، وبعث السرايا، ولكنهم لم يعثرواعلى أحد منهم. بعد ذلك عاد الجيش الإسلامي إلى المدينة منتصراً غانماً.
يقول صاحب الرحيق المختوم: "بهذه الإقدامات السريعة الحاسمة، وبهذه الخططالحكيمة الحازمة نجح النبي صلى الله عليه و سلم في بسط الأمن، وتنفيذالسلام في المنطقة والسيطرة على الموقف، وتحويل مجرى الأيام لصالحالمسلمين، وتخفيف المتاعب الداخلية والخارجية التي كانت قد توالت عليهم،وأحاطتهم من كل جانب وبذلك ظهرت قوة المسلمين؛ فاستكان المنافقون والبدوالأعراب، وحادت قريش عن المواجهة، فكانت فرصة للمسلمين في نشر الإسلاموتبليغه، ولله الحمد والمنّة".



<table style="border: 1px solid Black;" width="100%" border="1" cellspacing="2"> <tr> <td style="border-style: solid; border-color: Black; border-width: 0px 3px;" align="right"> توقيع : أبو ساره</td></tr></table>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 20:05

غزوات عام 7 هـ



غزوه خيبر




بعد أن تم صلح الحديبية واستراح المسلمون من غزوات قريش، رأى رسول اللهصلى الله عليه و سلم أن يستريح أيضاً من أعدائه القريبين الذين يتربصون بهالشر، وهم أهل خيبر الذين ح××وا الأحزاب على المسلمين في غزوةالخندق، فخرج صلى الله عليه و سلم إلى خيبر في أول السنة السابعة للهجرة،وكانت خيبر محصنة بثمانية حصون، فعسكر المسلمون خارجها، وأمر رسول اللهصلى الله عليه و سلم بقطع نخيلهم ليرهبهم، فلما رآهم مصرين على القتالبدأهم بالمراماة، واستمروا في المناوشة سبعة أيام، ثم حمل المسلمون علىاليهود حتى كشفوهم عن مواقفهم، وتبعوهم حتى دخلوا أول حصن، فانهزم الأعداءإلى الحصن الذي يليه، فقاتلوا عنه قتالا شديدا حتى كادوا يردون المسلمينعنه، ولكن المسلمين اقتحموا عليهم هذا الحصن حتى ألجأوهم إِلى الحصن الذييليه، وحاصروهم فيه ومنعوا عنهم جداول الماء، فخرجوا وقاتلوا حتى انهزمواإلى حصن آخر، وهكذا حتى لم يبق غير الحصنين الأخيرين فلم يقاوم أهلهما، بلسلموا طالبين حقن دمائهم، وأن يخرجوا من أرض خيبر بذراريهم، لا يأخذالواحد منهم إلا ثوبا واحداً على ظهره، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك، وغنم المسلمون من خيبر غنائم كثيرة من دروع وسيوف ورماح وأقواسوحلى وأثاث ومتاع وغنم وطعام. وقد قتل من اليهود في هذه الغزوة ثلاثةوتسعون قتيلا، واستشهد من المسلمين خمسة عشر شهيدا.
وفي هذه الغزوة أهدت امرأة يهودية لرسول الله صلى الله عليه و سلم ذراعشاة مسمومة فأخذ منها مضغة ثم لفظها، حيث أعلمه الله تعالى أنها مسمومة،وقد اعترفت تلك المرآة بما فعلت، وقالت: قلت إن كان نبياًّ لن يضر، وإنكان كاذباً أراحنا الله منه. فعفا عنها النبي صلى الله عليه و سلم .
وبعد فتح خيبر أرسل صلى الله عليه و سلم إلى يهود فدك، فصالحوا على أن يتركوا له أموالهم ويحقن دماءهم، فأجابهم لذلك.
وبعد رجوع المسلمين من خيبر قدم من الحبشة بقية من كان فيها من المهاجرين،منهم جعفر بن أبى طالب وأبو موسى الأشعري وقومه، بعد أن أقاموا بها عشرسنين.
وقد أسلم بعد غزوة خيبر ثلاثة من عظماء الرجال: خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طليحة العبدرى.









غزوات عام 8 هـ
فتح مكة

كانت بطون خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ كما كانت بنو بكربن وائل في عهد قريش، وكان بين هذين الجيشين دماء، فثار بنو بكر علىخزاعة، وساعدتهم قريش بالسلاح والأنفس وقاتلوهم، فقدم على رسول الله صلىالله عليه و سلم نفر من خزاعة وأخبروه بنقض قريش للعهد، فلما أحست قريشبما فعلت جاء منهم أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليقوىالعهد ويزيد في المدة فلم يجبه إلى ذلك، وتأكد المسلمون من نقض قريشللعهد، فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين أن يتجهزوا وكتم عنهمالوجه، فاجتمع لذلك عشرة آلاف من المسلمين من المهاجرين والأنصار وطوائفمن العرب، وخرج بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم لعشر مضت من شهر رمضانفي السنة الثامنة للهجرة، وساروا حتى نزلوا بمرِّ الظهران بقرب مكة بدونأن تعلم قريش بوجهتهم. وقد كان العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلىالله عليه و سلم مهاجرا إلى المدينة بأهله، فقابله صلى الله عليه و سلم فيالطريق فأرجعه معه، وبعث بعياله إلى المدينة.
وبينما جيش المسلمين بمر الظهران إذ خرج أبو سفيان ومعه آخران يتجسسونالأخبار، لما كانوا يتوقعونه من عدم سكوت المسلمين على نقض العهد، فظفرتبهم جنود المسلمين، وكان أول من لقي أبا سفيان العباس بن عبد المطلب،فأخذه معه حتى وصل به إلى خيمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأمنهوسلمه للعباس. فلما أصبح أسلم وشهد شهادة الحق، فقال العباس: يا رسول اللهإن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً، فقال صلى الله عليه و سلم :من دخل دار أبى سفيان فهو آمن.
ثم أمر العباس أن يقف بأبي سفيان حيث يسير الجيش حتى ينظر إلى المسلمين،فجعلت القبائل تمر عليه كتيبة كتيبة حتى انتهت، وانطلق أبو سفيان إلى مكةمسرعا ونادى بأعلى صوته: يا معشر قريش، لقد جاءكم محمد بما لا قبل لكم به.
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تركز رايته بالحجون، وهو جبلبمعلاة مكة، وأمر خالد بن الوليد أن يدخل مكة بمن معه من كُدَىّ، وهو جبلبأسفل مكة من جهة اليمن، ودخل صلى الله عليه و سلم ومن معه من كداء، وهوجبل بأعلا مكة، ونادى مناديه: من دخل داره وأغلق بابه فهو آمن، ومن دخلالمسجد فهو آمن، ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن. واستثنى من ذلك جماعةأهدر دماءهم لشدة ما ألحقوا بالمسلمين من الأذى، منهم عبد الله بن سعد بنيأبى سرح وعكرمة بن أبي جهل وكعب بن زهير ووحشي قاتل حمزة وهند بنت عتبةزوج أبى سفيان وهبار بن الأسود والحارث بن هشام، وهؤلاء قد أسلموا.
وقد صادف جيش خالد بن الوليد في دخوله مقاومة من طائشي قريش فقاتلهم وقتلمنهم أربعة وعشرين، واستشهد من فرقته اثنان. وأما فرقة رسول الله صلى اللهعليه و سلم فلم تصادف مقاومة، وقد دخل صلى الله عليه و سلم راكباً راحلته،وهو منحن على الرحل تواضعاً لله تعالى، وشكراً له عز وجل على هذه النعمةالعظمى، وكان ذلك صبح يوم الجمعة لعشر خلت من رمضان.
نصبت له صلى الله عليه و سلم قبة في الموضع الذي أشار بأن تركز فيهالراية، فاستراح في القبة قليلا، ثم سار وهو يقرأ سورة الفتح وبجانبه أبوبكر، حتى دخل البيت وطاف سبعاً على راحلته، واستلم الحجر بمحجنه، وكان حولالكعبة أصنام كثيرة؛ فكان يطعنها بعود في يده ويقول: جاء الحق وزهقالباطل، وما يبدئ الباطل وما يعيد.
بعد أن أتم رسول الله صلى الله عليه و سلم طوافه أمر بالأصنام فأزيلت منحول الكعبة، وطهر الكعبة من هذه المعبودات الباطلة، ثم أخذ صلى الله عليهو سلم مفتاح الكعبة من حاجبها عثمان بن طلحة الشيبي، ودخلها وكبر فينواحيها، ثم خرج إلى مقام إبراهيم وصلى فيه، ثم جلس في المسجد والناس حولهينتظرون ما هو آمر به في شأن قريش، فقال صلى الله عليه و سلم : يا معشرقريش ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال:اذهبوا فأنتم الطلقاء. وردَّ مفتاح الكعبة لسادنها، ثم خطب في الناس خطبةأبان فيها كثيراً من أحكام الدين، وبعد أن أتمها شرع الناس يبايعونه علىالإسلام، فأسلم كثير من قريش.
وممن أسلم في ذلك الوقت معاوية بن أبى سفيان، وأبو قحافة والد الصديق،وأسلم بعض من أهدر رسول الله صلى الله عليه و سلم دمه في ذلك اليوم، وبايعفقبلت بيعته، وبعد أن تمت بيعة الرجال بايعه النساء.
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بلالاً أن يؤذن على ظهر الكعبة، وكانت هذه أول مرة ظهر فيها الإسلام على ظهر البيت.
وقد أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة بعد فتحها تسعة عشر يوماً،أرسل في أثنائها خالد بن الوليد في ثلاثين فارساً لهدم هيكل (العُزَّى)،وهو أكبر صنم لقريش، وأرسل عمرو بن العاص لهدم (سواع) وهو أعظم صنم لهذيل،وبعث آخر لهدم (مناة) وهي صنم لخزاعة.



<table style="border: 1px solid Black;" width="100%" border="1" cellspacing="2"> <tr> <td style="border-style: solid; border-color: Black; border-width: 0px 3px;" align="right"> توقيع : أبو ساره</td></tr></table>


















غزوه حنين

وبهذا الفتح دانت للإسلام جموع العرب، ودخلوا في دين الله أفواجاً. غير أنقبيلتي هوازن وثقيف أخذتهم العزة والأنفة وتجمعوا لحرب المسلمين في مكة،فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج لهم في اثني عشر ألفمقاتل (وهو أكثر جنده عليه الصلاة والسلام)، فلما وصل جيش المسلمين إلىوادي حنين كان العدو كامناً في شعابه، فقاموا على المسلمين قومة رجل واحدقبل أن يتمكن المسلمون من تهيئة صفوفهم، فانهزمت مقدمة جيش المسلمين، وكادجيش المسلمين يتفرق مع كثرة عدده، فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم عمهالعباس أن ينادي في جيش المسلمين بالثبات، فاجتمعوا واقتتل الفريقان، ولمتمض ساعات حتى انهزم الأعداء هزيمة شديدة.











غزوة الطائف

بعد أن كتب الله النصر للمؤمنين في غزوة حنين، توجه رسول الله صلى اللهعليه و سلم في شوال عام 8هـ قاصداً الطائف يريد فتحها، وانتدب لتلك المهمةخالد بن الوليد رضي الله عنه؛ حيث جعله على مقدمة الجيش، وطلب منه أن يسيرأولاً لمحاصرتها. وكانت قبيلة ثقيف - وهم أهل الطائف - قد حصنت مواقعها،وأعدت عدتها، وتهيأت للقتال، والدفاع عن أرضها.
ولما وصل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الطائف نزل قريباً من الحصن،وأقام معسكره فيه، فانتهزت ثقيف الفرصة، وأخذت توجه سهامها إلى معسكرالمسلمين، فأصابت منهم اثنا عشر رجلاً، كان منهم: عبد الله بن أبى بكر رضيالله عنه الذي استشهد على أثر رمية أصابت منه مقتلاً.
واستمر حصار رسول الله صلى الله عليه و سلم للطائف قرابة أربعين يوماً،تخللها العديد من المناوشات بين المسلمين والمشركين، ورغبة في إضعافمعنويات ثقيف، أخذ المسلمون في تحريق نخلهم، فناشدوا رسول الله صلى اللهعليه و سلم أن يدعها لله وللرحم، فاستجاب لهم، ثم نادى منادى رسول اللهصلى الله عليه و سلم : "أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر" فخرجمنهم بضعة عشر رجلاً، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ودفع كلرجلٍ منهم إلى رجلٍ من المسلمين ليقوم بشأنه واحتياجاته.
ولما طال الحصار، وأصيب عدد من المسلمين استشار الرسول صلى الله عليه وسلم بعض القوم، ثم قرر رفع الحصار والرحيل، فعن عبد الله بن عمرو قالSadحاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الطائف، فلم ينل منهم شيئا،فقال: إنا قافلون إن شاء الله، قال أصحابه: نرجع ولم نفتتحه، فقال لهمرسول الله صلى الله عليه و سلم : اغدوا على القتال، فغدوا عليه فأصابهمجراح، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنا قافلون غدا، فأعجبهمذلك، فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم ) رواه البخاري ومسلم.
وتروى كتب السير أن بعض الصحابة أتوا رسول الله وقت الحصار، وقالوا: يانبي الله، ادعُ الله على ثقيف، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم Sadاللهم اهد ثقيفاً وأت بهم). ثم أذن مؤذن رسول الله بالرحيل، فرحل الجيشوهم يقولون: (آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون). وهكذا عاد المسلمون منغزوة الطائف، منتصرين وإن لم يفتحوا الحصن، منتصرين بإيمانهم، وثباتهم،وصبرهم، إضافة لما حصل من استسلام بعض أهل الطائف وإسلامهم.
ومما يستفاد من هذه الغزوة سرعة استجابة الصحابة لرسول الله صلى الله عليهو سلم ، فبعد غزوة حنين مباشرة ساروا مع الرسول صلى الله عليه و سلم إلىالطائف لنشر دعوتهم، ومواجهة المعارضين لها، والواقفين في سبيلها. ويستفادأيضاً ضرورة الأخذ بالوسائل الحربية، والاستراتيجية، والخطط النافعة، كمافعل الرسول صلى الله عليه و سلم ؛ حيث استخدم المنجنيق، وكان أول ما رمىبه في الإسلام. ويستفاد أيضاً ضرورة التشاور وخاصة وقت المحن والشدائد،وعدم التفرد باتخاذ القرار، فالرسول صلى الله عليه و سلم شاور في فكالحصار، وذلك لبيان أهمية هذا المبدأ العظيم مبدأ الشورى. وقبل هذا وذاكنستفيد من أحداث هذه الغزوة ما كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم منرحمة وشفقة بالآخرين، ولو لم يكونوا مسلمين، لأن مهمته تتمثل في هدايةالآخرين وليس النيل منهم والكيد بهم، وفي دعوته صلى الله عليه و سلم لثقيف- وليس الدعاء عليهم - أبلغ دليل على ما ذكرنا. نسأل الله أن يوفقناللصواب في أعمالنا وأقوالنا، وأن يجعلنا دعاة حق لدينه، والله الموفق،والحمد لله رب العالمين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 20:07

غزوة مؤته
في منتصف السنة الثامنة للهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم جيشاًمؤلفاً من ثلاثة آلاف مقاتل، للاقتصاص من عمرو بن شرحبيل أمير بصري من قبلالروم لقتله الحارث
بن عمير الذي بعثه إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوه إلى الإسلام،فلما بلغ هذا الجيش أرض مؤته قابلهم الروم والعرب المتنصرة في مائة وخمسينألفاً، وكان قائد المسلمين زيد بن حارثة فقُتل، فتولى القيادة جعفر بن أبيطالب فقُتل، ثم عبد الله بن رواحة فقُتل، وكان هذا الترتيب بأمر رسول اللهصلى الله عليه و سلم ، وبعد أن استشهد من سماهم النبي صلى الله عليه و سلماتفق الجيش على تولية خالد بن الوليد، فجعل يخادع الأعداء حتى ألقى اللهالرعب في قلوبهم وانصرفوا.
















غزوات عام 9 هـ

غزوه تبوك




أقام صلى الله عليه و سلم بالمدينة إلى منتصف السنة التاسعة للهجرة، ثمبلغه أن الروم يتجهزون في تبوك لحربه بعد ما كان بينهم وبين المسلمين فيحادثة مؤته، فتجهز صلى الله عليه و سلم لغزوهم في ثلاثين ألف مقاتل، وكانالمسلمون إذ ذاك في زمن عسرة وجدب، فلم يعقهم ذلك عن التأهب لقتالالأعداء، وتصدق أبو بكر لذلك بجميع ماله؛ وعثمان بن عفان بمال كثير، فخرجصلى الله عليه و سلم حتى وصل تبوك فلم يجدهم بها، فأقام بضع عشرة ليلة، ثمقفل إلى المدينة، وهذه آخر غزواته صلى الله عليه و سلم



















معجزات الرسول صلي الله عليه وسلم

المعجزات :هي كل أمر خارق للعاده مقرون بالتحدي وهو صلى الله عليه وسلمأكثر الأنبياء معجزات وقد قيل أنها تبلغ الفا وقيل ثلاث آلاف .والله اعلم .
نذكر منها :1


- القرآن الكريم :وهو أعظم المعجزات الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه فإن القرآن معجزه إلى يوم القيامه .
2-انشقاق القمر ليله البدر حتى افترق فرقتين كما قال تعالى :إقتربت الساعه وانشق القمر )
3- أن الله زوى ـ أي جمع ـ له الأرض كلها فضم بعضها لبعض حتى رأها وشاهدمغاربها ومشارقها قال تعالى :وان ملك أمته سيبلغ مازوى له منها .
4- حنين الجذع إليه لما فارقه إلى المنبر وصار يخطب على المنبر بعد ما كان يخطب عليه ولم يسكن حتى اتى إليه فضمه وأعتنقه فسكت .
5-نبع الماء من بين أصابعه .رواه البخاري )


6- تسبيح الحصى بكفه .رواه أبن عسكر من حديث أبي داود وغيره .
7-تسبيح الطعام حين وضع عنده _ أي بين يديه فنطق كما في البخاري عن أبن مسعود .
8- تسليم الجحر والشجر عليه بالنطق .رواه أبو نعيم في دلائل النبوه .
9-تكليم الذراع له ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره أنه مسموم .رواه البخاري .
10-أن البعير شكا إليه الجهد ـ أي المشقه ـ أن صاحبه يجيعه ويتعبه .رواه أبو داود .
11-شهاد الذئب له بالنبوه .رواه الطبراني وابو نعيم .
12-انه جاء مره إلى قضاء الحاجه ولم يجد شيئا يستتر به سوى جذع نخله صغيرهوأخرى بعيده عنها .ثم أمر كلا منها فأتتا إليه فسترتاه حتى قضا حاجته ثمأمر كلا منهما بالمضي إلى مكانها .راواه الأمام أحمد والطبراني .
13-أنه قربت منه ست من الأبل لينحرها فصارت كل واحده تقترب منه ليبدأبها .رواه أبو داود والنسائي .
14-أن عين قتاده بن النعمان الأنصاري سقطت يوم أحد فردها فكانتالمردودةأحـد(أقوى) من العين الصحيحه .رواه الحاكم وغيره من عدة طرق .
15-أن عين أبي طالب ـرضي الله عنه ـ برأت من الرمد حين تفل فيها .متفق عليه .
16- أن عبد الله بن عتيك الأنصاري أصيبت رجله حين نزل من درج إلى رافع أبنابي الحقيق لما قتله فمسحها بيده الشريفه فبرأت .رواه البخاري .
17- ان أبي بن خلف كان يلقي المصطفى فيقول ان عندي قعودا أعلفه كل يومأقتلك عليه فيقول بل أنا أقتلك إن شاء الله فطعنه يوم أحد في عنقه فخدشهغير كثير ،فقال :قتلني محمد فقالوا :ليس بك بأس قال :انه قال كأنا أقتلكفلو بصق علي ليقتلني فمات .
18-أنه أخبر أميه بن خلف أنه يقتله فقتل كافر ا يوم بدر .رواه البخاري .
19-أنه عد لآصحابه في بدر مصارع الكفار فقال :هذا مصرع فلان غدا ويضع يدهعلى الأرض ،وهذا ،وهذا ،فكان كما وعد .وما تجاوز احد منهم موضوع يده .رواهابو داود.
20-انه أخبر عن طوائف من أمته أنهم سيركبون وسط البحر أي يغزون في البحركالملوك على الأسره ومنهم أم حرام بنت ملحان فكان كما أخبر . رواه البخاري.
21-أنه قال في الحسن بن علي ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بينفئتين عظيمتين من المسلمين فكان كما قال .فانه لما توفى ابوه بايعه اربعونألفا على الموت فتنازل عن الخلافه لمعاويه حقنا لدماء المسلمين .رواهالبخاري .
22-أنه أخبر في شأن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ انه ستصيبه بلوى شديده يريد قتله فكان كما قال .رواه البخاري .
23 -انه أخبر بمقتل الأسود العنسي في صنعاء اليمن في الليله التي قتل فيهافي المدينه ،فجاء الخبر بما اخبر به .ذكره ابن اسحاق وغيره .
24-انه أخبر بقتل ××رى كذلك في ليلة مقتله الخبر كما ذكر.
25-أخبر عن الشيماء بنت الحارث السعدية أخت رسول الله من الرضاع أنها قدرفعت في خمار اسود على بغله شهباء فكان كذلك .رواه أبو نعيم .
26-أنه دعا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن الله تعالى يعز به الأسلامأبابي جهل أبن الهشام فأصابت دعوته عمر فأصبح مسلما فعز بإسلامه كل منأضحى مسلما .
27-أنه دعا لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بذهاب الحر والبرد عنه فكان علي لايجد حرا ولا بردا ،رواه البيهقي .
28-أنه دعا لابن عباس بفقه الدين وعلم التأويل فصار بحراً زخاراً واسع العلم .
29- أنه دعا لثابت بن قيس بن شماس بأنه يعيش سعيدا ويقتل شهيدا فكان كذلك .
30-انه دعا لآنس بن مالك بكثره المال والولد وبطول العمر فعاش نحو المائهسنه وكان ولده من صلبه مائة وعشرين ولدا ذكرا ،وكان له نخل يحمل في كل سنهحملين .
31-انه قال في رجل أدّعى (منافق)الإسلام وغزا معه وأكثر قتال الكفار معالمسلمين أنه من أهـل النارفصدق الله تعالى مقتله ،فأنه أصابته جراحه فقتلنفسه بيده عمداً ******(وقاتل نفسه في النار أعوذ بالله ) متفق عليه .
32- كان بينه وبين عتيبه بن ابي لهب أذى فدعا عليه بأن يسلط الله عليه كلبا من كلابه فقتله الأسد . رواه ابو نعيم وغيره .
33-انه لما شكا إليه شاك قحوط المطر ـ أي حبسه وانقطاعه وهو فوق المنبر فيخطبة الجمعة فرفع يديه إلى الله تعالى ودعا .وما في السماء قطعة من السحابفطلعت سحابة حتى توسطت السماء فاتسعت فأمطرت فقال :اللهم حوالينا ولاعلينا فاقلعت وانقطعت .متفق عليه
34- أنه أمر عمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ ان يزود اربع مائه راكب اتوإليه من تمر كان عنده فزودهم منه والتمر كان مقدراه كالفصيل الرابض فزودهمجميعا وكأنه ما مسه أحد .رواه أحمد وغيره .
35-انه اطعم الألف الذين كانوا معه في غزوة الخندق من صاع شعير ودون صاعوبهيمة ـوهي ولد الضأن فأكلوا وشربوا وأنصرفوا وبقي بعد انصرافهم عنالطعام اكثر مما كان من الطام .متفق عليه .
36- انه أطعم اهل الخندق ايضا من تمر يسير اتت به إليه جاريه .رواه ابو نعيم .
37-انه أطعم جماعه من أقراص شعير قليله بحيث جعلها أنس تحت ابطه لقلتهافأكل منها ثمانون رجلا وشبعوا كلهم وهو كما أتى لهم كأنه لم يمسه أحد كماجاء في الصحيحين عن أنس .
38-أنه أطعم الجيش حتى وصلوا إلى حد الشبع من مزود ـ وهو وعاء التمر ـوردمابقى فيه لصاحبه ابي هريره .ودعا له بالبركه فأكل منه في حياته إلى حينقتل عثمان ـ رضي الله عنه .
39-أنه حين تزوج بزينب بنت جحش أطعم خلقا كثيراً من طعام قدم إليه في قصعهثم رفع الطعام من بينهم وقد شبعوا وهو كما وضع أو أكثر .كما رواه أبو نعيم.
40- أنه في غزوة حنين رمى الكفار بقبضه من تراب وقال :شاهت الوجوه فامتلأت اعينهم ترابا كلهم وهزموا عن أخرهم .رواه مسلم وغيره .
41-أنه لما أجتمعت صناديد قريش في دار الندوة وأجمعوا على قتله وجاءواإلىبابه ينتظرون خروجه فيضربونه بالسيوف ضربه رجل واحد خرج عليهم ووضع الترابعلى رأس كل واحد منهم .
42- معجزة الأسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
















اخواني واخواتي

اتمنى ان اكون قد وفقت بنقل هذا الموضوع

واتمنى ان لاتنسوني من دعائكم وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hajar fassia
Administrator
Administrator
avatar


تاريخ التسجيل : 22/06/2010
الموقع : قطرات من الماء

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 20:20

شكرا لك تيرررررر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*(ساحر القلوب)*
V.I.P
V.I.P
*(ساحر القلوب)*


تاريخ التسجيل : 09/12/2010
الموقع : *( المنصورة )*

 كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته    كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 20:21

شكرا لمرورك الغالي نورتي الموضوع سلمت يداكي جزاكي الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كل شي عن رسول الله (صلى الله علية وسلم) من مولدة وحتى وفاته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قال رسول الله :: صلى الله عليه وسلم :: تسحروا فان بالسحور بركة
» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
» بني الإسلام علي خمس - شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
»  حب رسول الله الأنصار منتديات الحلم الجديد وقطرات ماء
» عن أبي هريرة قال: قال رسول الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطرات من الماء :: منتدي الإسلاميات :: التقرب إالى الله-
انتقل الى: